x

«زيلينسكي».. الممثل الكوميدي يفوز برئاسة أوكرانيا (تقرير)

الإثنين 22-04-2019 00:01 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
الممثل زيلينسكى مع زوجته بعد التصويت فى الانتخابات الرئاسية الممثل زيلينسكى مع زوجته بعد التصويت فى الانتخابات الرئاسية تصوير : أ.ف.ب

أدلى الناخبون في أوكرانيا بأصواتهم، الأحد، في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي أسفرت عن وصول الممثل الكوميدى، فولوديمير زيلينسكى، عديم الخبرة السياسية للحكم، في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته، بترو بروتشينكو- في سابقة فريدة إلى منصب الرئيس، في بلد يسعى إلى تغيير شامل، ويقع في إحدى بؤر الصراع الساخنة بين روسيا والغرب.

أوكرانيا تتأهب لقفزة إلى المجهول، مع فوز زيلينسكى، المقرب من الكرملين، وبعد 5 سنوات على ثورة الميدان المؤيدة للغرب، يصر الأوكرانيون مجددا على قلب الطاولة من خلال تفضيل زيلينسكى 41 عاماً، على الرئيس المنتهية ولايته بوروتشنكو 53 عاما.

وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الخامسة صباح أمس، وبدأت النتائج الأولية الظهور ليلاً، وباتت فكرة فوز زيلينسكى التي كانت مستبعدة تماماً، بمثابة أمر واقع بالنسبة إلى عدد كبير من المراقبين في كييف، في انعكاس جديد للموجة المناهضة للنخب التي تجتاح العالم، وتصدّر زيلينسكى الجولة الأولى بفارق كبير عن منافسه، فيما منحته آخر استطلاعات للرأى قبل الجولة الثانية نسبة 70% من نوايا التصويت.

وكانت قلة من الأوكرانيين والمحللين السياسيين، تلقت بجدية ترشّح زيلينسكى إلى الانتخابات في 31 ديسمبر الماضى، لكن الترشح تبعته حملة غير مسبوقة لمدة 4 أشهر، اتخذت من وسائل التواصل الاجتماعى منصة رئيسة، وصور خلالها المرشح نفسه كـ«رجل بسيط» يريد «كسر النظام»، بما يحاكى شخصية أستاذ التاريخ اللطيف الذي أصبح رئيساً والتى جسّدها زيلينسكى في مسلسل تليفزيونى، وبعيداً عن وعده الاستمرار في المسار المؤيد للغرب الذي سلكته البلاد عام 2014، يلف غموض كبير السياسة التي سيقودها زيلينسكى في حال فوزه رغم محاولته تعزيز مصداقيته خلال الفترة الفاصلة بين الدورتين الانتخابيتين مع استعانته بمستشارين أكثر حنكة، وتوجهه بالحديث أخيرا إلى الصحافة.

وعول الرئيس المنتهية ولايته على المناظرة مع خصمه لإظهاره عديم الخبرة، غير أنّ المعطيات لم تتغيّر في أعقاب هذه المناظرة التي استضافها أحد ملاعب كييف، وجرى خلالها تبادل عبارات القدح أكثر من خوض نقاش موضوعى حول أزمات البلاد،

وفى مكتب تصويت بمستوصف في كييف، تختصر الناخبة جالينا (81 عاماً) خيارها بالتصويت للممثل بالقول «أكره بوروتشنكو». وتشرح ناتاليا (81 عاماً) أنّه «يجب منح فرصة للشباب»، وتضيف «نريد جديداً. رأينا ما فعله بوروتشنكو، لقد أصابنا التعب. زيلينسكى ذكى وموهوب وهو شخص جيد»، بدورها تقول فيكتوريا (39 عاماً) التي قالت إنها انتخبت الرئيس المنتهية ولايته إنّ «الناس فقدوا صوابهم»، معتبرة أنهمّ «الناس يصوّتون لشخصية خيالية، غير أنّ السينما والسياسة لا يتشابهان».

أما ناديا (18 عاماً) فتقول إنّ «لا ثقة» لديها «فى زيلينسكى الذي لا يحظى بخبرة سياسية ولن ينجح في التفاوض والحصول على القوة اللازمة والظروف المناسبة لأوكرانيا».

وتعدُّ التحديات كبيرة بالنسبة إلى الجمهورية السوفيتية السابقة التي تواجه وضعاً غير مسبوق منذ الاستقلال عام 1991، ولكن في ظل التوتر الذي يسود العلاقات بين روسيا والغرب، فعقب وصول بوروتشنكو إلى السلطة، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، ودعمت الانفصاليين الأوكرانيين في شرق البلاد ، وأججت هذه الأزمة التوتر بين روسيا والغرب اللذين تبادلا فرض عقوبات، وفى حال صحت الترجيحات، فإنّ انتخاب رئيس جديد لا خبرة لديه سيكون محط متابعة حثيثة من مختلف الدول.

وأجرى وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، الجمعة الماضى اتصالات بالمرشحين «للتشديد على التزام الولايات المتحدة بالعمل مع الشخص الذي سيختاره الشعب الأوكرانى، أياً كان» والأسبوع الماضى، استقبل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون المرشحين في باريس لمناقشة النزاع في شرق أوكرانيا.

وكتب الرئيس المنتهية ولايته على صفحته في «فيسبوك» أنّ «رئاسة من 5 سنوات، ليست مسرحية يمكننا تجاوزها إذا لم تكن مضحكة، وليست أيضاً فيلم رعب يسهل إيقافه»، ودعا الناخبين إلى «التفكير في أوكرانيا» وإن كان أنصار بوروتشنكو يشيدون بتقريبه البلاد من الغرب وتطوير القوات المسلحة وتجنب إفلاس إحدى أفقر دول أوروبا، إلا أن أي إدانة لم تصدر بحق مسؤول كبير في قضية فساد ولا يزال النزاع مستمرا في شرق البلاد في ظل تعثر عملية السلام. ويسعى المستثمرون إلى الحصول على ضمانات بأن يعجل من سيفوز في الانتخابات بالإصلاحات اللازمة لاستمرار تدفق المساعدات الخارجية وجذب الاستثمار الأجنبى المطلوب بشدة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية