x

عرب الخليج يعتبرون الثوار «شراً».. و لبنان وتونس والمغرب: الثورة بداية إنهاء الخوف

السبت 31-12-2011 18:05 | كتب: ولاء نبيل |
تصوير : علي المالكي

بين وصفها بالأمل فى حياة ديمقراطية تدعم حقوق الإنسان وتحقق العدالة الاجتماعية، وشعور بالخوف والقلق يصل لدرجة الكره، تباينت رؤية الدول العربية للثورة المصرية منذ قيامها، إلا أن تلك الرؤية لم تتوقف إلى حد طرح الآراء، بل سعت بعض تلك الدول إلى اتخاذ مواقف تعبر عما تراه، سواء بدعم ومساندة الثورة، أو إحباطها، ولو حتى من باب توصيفها فى وسائل الإعلام.

قال الدكتور نبيل عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن هناك تبايناً فى رؤية الدولة العربية تنظر للثورة المصرية، وإن هناك من تقبلها وآخرين شعروا تجاهها بالكره ووصفوها بالسلبية، لتخوفهم من أن تتمكن من تغيير النظام السياسى والاجتماعى، وتتحول مصر لدولة ديمقراطية، وتصبح الثورة نموذجاً يحتذى به، ويحدث زلزالاً يجتاح باقى الإقليم، ويهدد الأسر الحاكمة.

وعداء الدول العربية، خاصة الخليجية، للثورة تحول إلى لغة مترجمة، وليس مجرد مشاعر - كما يروى - الدكتور «نبيل»، حيث استخدمت بعض تلك الدول لغة «البترو - دولار»، للتأثير على مسار العملية الثورية، للتحول إلى نزعة إصلاحية جزئية، مع استمرار للنظام، لذلك مارست ضغوطاً على الحكومة لاستخدام الودائع والمشروعات السعودية والإماراتية والكويتية، لإعادة توجيه مسار الأمور، وتنحصر تأثيرات الثورة داخل مصر.

وحسب «عبدالفتاح»، «لابد من إحباط الثورة المصرية» فى نظر بعض الدول العربية كجزء من الاستقرار السياسى لنظم الحكم الملكية المطلقة أو شبه المطلقة المسيطرة على الخليج.

وقال: «توصيفات وسائل الإعلام للثورة المصرية تعد بُعداً آخر أظهر مواقف الدول العربية منها، وإن كانت بعض التوصيفات غير دقيقة، وتسببت فى حدوث خلط فى تحليل تلك الأحداث، فسنجد مثلاً تونس تصف الثورة المصرية بغير المكتملة، وأن تونس هى المرجع الثورى للعالم العربى كله، وما حدث فى مصر انعكاس لثورتها، كما تخوض بعض وسائل الإعلامالعربية فى مشكلات العملية الثورية فى مصر، كما تسعى دول أخرى إلى تقليب الشعب المصرى على القوى الموجودة فى التحرير».

وأضاف «عبدالفتاح»: إن بعض الدول العربية ومنها قطر والسعودية والكويت، تدعم القوى الإسلامية فى مصر، لتكون اليد العليا سياسياً فى تحديد مسار البلاد، ووقتها ستمتلك تلك القوى من أدوات الاقتصاد وتشكيل التركيز السياسى فى مصر وبالتالى التوجه الإعلامى فيها.

فى حين ترى الجماعات المثقفة فى المغرب ولبنان وتونس أن ثورة يناير هى بداية لإنهاء الخوف فى العالم العربى، وبدء للبرنامج الثورى الديمقراطى، الذى يدعم ويحمى حقوق الإنسان، والحريات السياسية للمواطنين، ومن ثم فى باقى دول الإقليم، كما أنها ستحقق الحد الادنى من العدالة الاجتماعية.

وأشار إلى أن الأغلبية الساحقة من دول الخليج تؤيد المجلس العسكرى، باعتباره الأقرب للأدوار المحافظة، وبالتالى للواقعية السياسية، ومن خلال المجلس سيستمر النظام القديم، كما أنهم يرون الثوار شراً، ومثيرى خوف وقلق فى الإقليم، أما الإسلاميون، والسلفيون منهم فأقرب إلى السعودية، والإخوان إلى قطر، وهم حلفاء أيديولوجيون ومحافظون لملوك تلك الدول.

ويرى الدكتور عارف الدسوقى، أستاذ العلوم السياسية، أن بعض الدول الخليجية سعت لإيجاد موضع قدم على ساحة الثورة المصرية مستغلة فى ذلك الاختلافات والائتلافات والتباينات، التى حدثت على ساحة الثورة، حتى بين الثوار أنفسهم.

واتهم بعض الدول العربية بتمويل جماعات شرعت فى إجراء بعض أحداث ووقائع البلطجة، التى تهدف إلى إحباط الثورة، أو تشويه صورتها، كى لا تمتد إليها.

وقال: «دعم دول الخليج للمجلس العسكرى نابع من حب بعض تلك الدول لمصر، أو لكونه السلطة الحاكمة الآن، صاحب كلمة الفصل فى تلك المرحلة الانتقالية، وبطبيعة التوجه الدينى سنجد أن السعودية ترحب بصعود الإسلاميين».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية