x

القيادى الإخوانى حمدى حسن: الشرعية للانتخابات.. واعتصامات «الثوار» مجرد تعبير عن الرأى

السبت 31-12-2011 16:31 | كتب: هاني الوزيري |

قال الدكتور حمدى حسن، القيادى البارز فى حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة تعتمد فى عملها على شرعية صناديق الانتخابات، معتبراً أن كل ما يتم تنظيمه فى الوقت الحالى من تظاهرات واعتصامات، مجرد تعبير عن الرأى، لا يعبر عن شرعية ثورية. وأضاف «حسن» فى حواره مع «المصرى اليوم» أن الشعب لن يرحم الفائزين فى الانتخابات، خاصة الإخوان، إذا فشلوا فى تحمل المسؤولية، ولن يقبل أعذارا عن فشلهم، مؤكدا أنه سيتم تطبيق الحدود إذا توافرت شروطها.. وإلى نص الحوار:

بداية.. من أين تستمد جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة شرعيتهما حاليا؟

- هناك شرعية ثورية، وهى القاعدة الأساسية التى نستند عليها، كما استند عليها المجلس العسكرى، ثم جاءت شرعية استفتاء 19 مارس، التى خرج فيها 18.5 مليون مصرى ليقولوا رأيهم، وتبعه الإعلان الدستورى، الذى حدد خريطة المرحلة الانتقالية، ثم تطور الأمر إلى شرعية صناديق الانتخابات، التى تعتمد عليها جميع القوى السياسية، فلا يمكن أن يستمر الشعب فى الشارع وميدان التحرير طوال الوقت، فقد انتقلنا من الثورة إلى مرحلة بناء المؤسسات، وكل من فاز فى الانتخابات من «الإخوان» أو «السلفيين»، وغيرهم من القوى السياسية، يعتمدون على شرعية صناديق الانتخابات.

هل ترى أن استمرار بعض القوى السياسية والشبابية فى التظاهر والاعتصام بعد الانتخابات البرلمانية يعطيهم شرعية ثورية؟

- الاعتصامات والتظاهرات حاليا لا تعبر عن شرعية ثورية، لكنها نوع من التعبير عن الرأى، فثورة 25 يناير أكدت أن حرية التعبير مكفولة للجميع، وبالتالى فمن حق أى مجموعة أن تتظاهر وتعتصم، فهذا حقهم، لكنه ليس ثورة، فلا يصح أن أتظاهر لإحراق مؤسسة عامة.

هل ترى أن اختيار الشعب لـ«الإخوان» و«السلفيين» اختيار لشرعية الصناديق؟

- بالتأكيد، فهذا رأى الشعب، ويجب أن نتفق على أن الانتخابات الحالية اكتسبت شرعية، بخلاف أى انتخابات مزورة جرت فى عهد النظام السابق.

ما الذى ستفعلونه، بعد تجاوز حزب الحرية والعدالة، بالتنسيق مع أحزاب التحالف الديمقراطى، نسبة50% من مقاعد المرحلتين الأولى والثانية، للحد من التظاهرات والاعتصامات، والبدء فى مرحلة بناء المؤسسات؟

- النظام السابق، والحكومات التى سدت جميع الطرق لحل مشاكل الشعب، جعلت المصريين يستمرون فى التظاهرات والاعتصامات، حتى انفجرت ثورة 25 يناير، وبعد خروج مؤسسات اختارها الشعب وتعبر عن إرادته، وعندما يرى المصريون أن هذه المؤسسات التى انتخبوها تحل مشاكلهم، فبالتأكيد لن تكون هناك تظاهرات مثلما يحدث الآن.

هل ستسعون للحوار مع شباب الثورة، بحيث يشعرون بأن المؤسسة التى انتخبها الشعب تمثلهم، خاصة بعد اتساع الفجوة بينكم وبين الثوار، بسبب عدم مشاركتكم فى بعض المظاهرات؟

- ليست هناك فجوة، وكلنا شاركنا فى الثورة، وهناك أكثر من 12 مليونا خرجوا فى الانتخابات ليقولوا رأيهم، وعندما تكون هناك مؤسسات منتخبة من الشعب، أعتقد أن التظاهر والاعتصامات ستكون قليلة مثلما يحدث فى كل دول العالم.

فى رأيك.. لماذا اختار الشعب الإسلاميين، خاصة «الإخوان» والسلفيين؟

- أيا كان اختيار الشعب، فهذه مسؤولية كبيرة فى ظروف صعبة تمر بها البلاد، ومسؤولية الفائزين إعادة إدارة عجلة الإنتاج، فالشعب لن يرحم من يتولى المسؤولية، ولن يقبل أى عذر عن الفشل، وعلى الأغلبية فى البرلمان أن تتحمل المسؤولية، لأن الانتخابات المقبلة لن ترحم الفاشل، وستحمل الناجح على الأعناق.

قلتم إنكم تريدون حكومة ائتلافية، رغم أنكم على وشك الحصول على أغلبية برلمانية، بعد انتهاء المرحلة الثالثة من الانتخابات، لماذا؟

- لا يستطيع فصيل واحد إدارة البلاد فى المرحلة المقبلة، هذه قناعتنا، وحزب الحرية والعدالة يرى أن هذه المرحلة تتطلب أن يتعاون الجميع، لذلك كان هناك التحالف الديمقراطى لأن المشاكل والمعوقات الحالية أقوى من قدرة أى فصيل سياسى على العمل.

البعض يتهمكم بأن لديكم خطابين: الأول للشارع تلعبون فيه على وتر الدين أيام الانتخابات، والآخر للنخبة والمجتمع الدولى، لإرسال العديد من التطمينات، منها أنكم تريدون إقامة دولة مدنية؟

- خطابنا واحد وواضح ومعلن، وهذه الاتهامات محاولة لتشويه صورة «الإخوان».

كيف سيتم النهوض بالاقتصاد من وجهة نظركم؟

- الاقتصاد كان فاشلا، بسبب وجود نظام سياسى فاسد، يضم بعض المستثمرين الذين استغلوا الأوضاع بشكل منحرف، كما أن وجود قانون الطوارئ لمدة 30 سنة، تسبب فى فزع المستثمرين الأجانب من المجىء إلى مصر، وهناك أيضا قوانين فاسدة، كانت تخرج من البرلمان، لتتحكم فى الاستثمار المصرى، إضافة إلى حالة الفوضى الحالية، بسبب التظاهرات والاعتصامات التى أثرت بشكل كبير فى النشاط الاقتصادى والسياحة، لكن عندما تبنى المؤسسات المنتخبة والشرعية، ويلغى قانون الطوارئ، وتوضع قوانين اقتصادية جيدة، سينتعش الاقتصاد.

رأينا فى المرحلة الأخيرة دخول بعض قيادات حزب الحرية والعدالة البورصة، فهل لديكم اقتراحات لتطويرها بدخول الاقتصاد الإسلامى؟

- البرنامج الاقتصادى لـ«الإخوان» لقى إعجاباً وقبولاً كبيراً من المختصين، والقول إن هناك حالة فزع من دخول التيار الإسلامى المجال الاقتصادى غير حقيقى، وعلى الإعلام أن ينشر الحقيقة.

هل تفكرون فى إنشاء بنوك إسلامية؟

- برنامجنا الاقتصادى يعتمد على السوق الحرة.

محافظة البحر الأحمر كانت من أكثر المحافظات التى حصلتم فيها على أصوات الناخبين، رغم كونها من المحافظات السياحية، ومواقفكم من السياحة معروفة، فكيف تفسر الأمر؟

- نجاحنا فى المحافظات السياحية، أكبر رد على من يقول إن الإسلاميين سيعطلون ويدمرون السياحة.

ما ردك على تصريحات صبحى صالح، القيادى الإخوانى، بأنكم ستمنعون الخمر نهائيا، وقد قلتم من قبل إنكم ستسمحون للسائح بشرب الخمر داخل حجرته؟

- الناس لا تسأل عن زجاجة الخمر، لكنها مهتمة بكيفية الحصول على رغيف العيش، وتوفير فرص العمل.

هل ستتحالفون مع السلفيين فى البرلمان المقبل؟

- الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، أكد أن الأحزاب التى تحالفت معنا فى الانتخابات، ستكون لها أولوية الدخول معنا فى تحالف برلمانى، أما الأحزاب الأخرى، فأهلا وسهلا بها، إذا اتفقت معنا فى البرامج والأهداف.

هل ترى أن السلفيين يمكن أن يستمروا فى الصعود خلال الانتخابات المقبلة؟

- الصعود أو الهبوط يتوقف على الأداء، فليس هناك صعود متواصل، أو هبوط متواصل، وعلى السلفيين تحسين أدائهم أمام الشعب، والاستعداد لجولات قادمة، وفق برامج معلنة، فليست هناك قوى لديها صك بأن الشعب سينتخبها مرة أخرى.

ظهرت مؤخرا هيئة تسمى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وقالت إنها تتبع حزب النور السلفى، وتبرأ منها الحزب، بماذا تعلق على وجود مثل هذه الهيئة فى مصر؟

- هذه الهيئة فى الخيال الإلكترونى، وليست على أرض الواقع، وبالتالى يجب تجنب إثارة هذه الأمور، والقانون فوق الجميع، ويجب أن يحترم، فهل سيسمح القانون بإقامة مثل هذه الهيئة أم لا؟

لماذا يريد الحزب اعتماد النظام المختلط، الذى يجمع بين البرلمانى والرئاسى؟

- عانينا فى ظل النظام السابق من السلطات غير المحدودة لرئيس الجمهورية، الذى كانت له جميع الصلاحيات، ولا توجد طريقة واحدة لمحاسبته، وهذا نظام فاسد، أما النظام البرلمانى فيحتاج إلى أحزاب قوية فى الشارع، ونحن نفتقد ذلك، ولكى نقلص سلطات الرئيس، وفى الوقت نفسه نتجنب مشكلات عدم وجود أحزاب قوية، يجب أن نعتمد النظام المختلط بين الرئاسى والبرلمانى، حتى تستقيم الأمور.

هل ترغبون فى تطبيق حدود الشريعة ولو بشكل تدريجى؟

- تطبيق الحدود له شروط، ويجب توفير عمل وبنية أساسية من تعليم وعلاج ومأكل وملبس، وبعد ذلك نطبق الحدود، وعندما لا يستطيع الشعب أن يأكل أو يعمل، ويسكن فى المقابر، ثم أقول له إننى أريد تطبيق الحدود، فهذا لا يجوز، ويجب توفير الحاجات الأساسية للمواطنين أولا.

لكن إذا توافرت هذه الشروط، هل ستطبقون الحدود؟

- عندما تتوفر الشروط، هنطبق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية