يصر الشعب الجزائرى فى احتجاجاته المستمرة منذ خروج الرئيس الجزائرى السابق عبدالعزيز بوتفليقة من المشهد السياسى، على استبعاد وتنحى ما يسميه الجزائريون بـ«الباءات الأربعة».
الطيب بلعيز
وأعلن بوتفليقة استقالته بعد أسابيع من احتجاجات حاشدة بشكل يومى من خلال تسليمه رسالة الاستقالة إلى رئيس المجلس الدستورى، ولكن هذا لم يكف المتظاهرين الذين طالبوا باستبعاد جميع المسؤولين فى النظام السابق وبالأخص «الباءات الأربعة»، وهم: «رئيس مجلس الأمة عبدالقادر بن صالح، ورئيس المجلس الدستورى الطيب بلعيز، والوزير الأول نور الدين بدوى، ورئيس المجلس الشعبى الوطنى معاذ بوشارب». وأعلن المجلس الدستورى الجزائرى، الثلاثاء الماضى، فى بيان نشرته وسائل الإعلام الحكومية، أن رئيس المجلس الطيب بلعيز قدم استقالته لرئيس الدولة عبدالقادر بن صالح. حسب «فرانس 24». ويعتبر بلعيز من أخلص المقربين للرئيس المستقيل بوتفليقة. وكان قد عينه فى 10 فبراير الماضى رئيسا جديدا للمجلس الدستورى خلفًا لمراد مدلسى الذى توفى فى شهر يناير الماضى. وعمل بلعيز أيضا مع بوتفليقة فى قصر المرادية (الرئاسة) مستشارا خاصا بعد رحيل أحمد أويحيى فى 2017. ويطرح رحيله من هذا المنصب تساؤلات عديدة، أبرزها هل سيتم تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة فى 4 يوليو المقبل، أم لا خاصة أن رئيس المجلس الدستورى هو الذى يتسلم ملفات الترشيح قبل شهر من الموعد الانتخابى وهو الذى يبث فى جميع الملفات؟!
عبدالقادر بن صالح
ويواجه تسلم بن صالح منصب الرئاسة المؤقتة معارضة فى أوساط المعارضة الجزائرية لقربه من الرئيس الجزائرى بوتفليقة.
وتعترض أحزاب المعارضة الجزائرية على بن صالح الذى تصفه بأنه موظف مخلص للنظام لأكثر من أربعين عاما، وتحذر من احتمال التسويف فى المرحلة الانتقالية وجعلها مرحلة طويلة وغامضة بما «يمكن أن يقفز على تطلعات المواطنين».
نور الدين بدوى
عند تراخى قبضة بوتفليقة على السلطة، عين نور الدين بدوى رئيسًا لحكومة تصريف الأعمال، حيث قوبل برفض المحتجين.
وينظر كثير من المحتجين إلى بدوى باعتباره إحدى دعائم النظام الحاكم، فعندما كان وزيرا للداخلية أشرف على انتخابات قالت المعارضة إنها لم تكن حرة ولا نزيهة. وينظر إليه باعتباره ابنا بارا للنظام كما تظهر مسيرته المهنية والمناصب التى تولاها، ويعد محل ثقة للمؤسسة الحاكمة فى الجزائر بحكم توليه منصب وزير الداخلية واحتفاظه بهذا المنصب منذ عام 2015 وفى أكثر من حكومة. كان بدوى يلقب برئيس حكومة الظل فى حكومة أحمد أويحيى وممثل بوتفليقة، إذ قام بزيارات إلى مختلف الولايات نيابة عنه منذ نهاية 2017. لكنه من ناحية أخرى رجل تكنوقراطى لم يلعب أى دور سياسى ولا يعرف عنه ارتباطه بأجنحة النظام المختلفة.
معاذ بوشارب
وكلف معاذ بوشارب بتنسيق إدارة الحزب إلى حين انتخاب أمين عام جديد، بعد رحيل الأمين السابق جمال ولد عباس، وهو من بين الوجوه التى طالب الحراك الشعبى برحيلها على خلفية تصريحاته المناوئة لمظاهرات 22 فبراير، التاريخ الذى أصبح عنوانًا للثورة السلمية التى بدأها الجزائريون ضد حكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ونظامه. وحول الـ«الباءات الأربعة» قال أستاذ العلوم السياسية الجزائرى، عربى بومدين لموقع «سبوتنيك» الروسى الإخبارى إن هناك ترتيبا قانونيا لترك هذه الباءات للمشهد السياسى الجزائرى، لكن بطريقة دستورية، خاصة أن الجيش عمل على تنظيم هذا الانتقال، بأن يكون تدريجيا، من خلال الحفاظ على المسار الدستورى، حتى لا تتهم المؤسسة العسكرية الجزائرية بالانقلاب، فضلا عن وجود تجربة مؤلمة عام 1992، وما ترتب عليها من إدخال الجزائر فى عشرية سوداء، كانت نتائجها وخيمة على الجانبين السياسى والإنسانى».