نظمت الجمعية المصرية البيولوجية للآفات ورشة عمل الآفاق الحديثة في المكافحة الحيوية للآفات، والتي شارك فيها خبراء المبيدات الحيوية من معاهد بحوث وقاية النباتات وأمراض النباتات، بمركز البحوث الزراعية والمراكز البحثية بكليات الزراعة بالجامعات المصرية، لبحث أهمية دور المبيدات الحيوية في السيطرة على الآفات والحد من مخاطرها على الإنتاج الزراعي وحماية الثروة النباتية من المخاطر التي تهددها لترشيد استهلاك المبيدات الكيميائية.
وقال الدكتور على سليمان، مستشار وزير الزراعة للحجر الزراعي، إن الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات المعروفة بـ IPPC تقر مجموعة من المعايير لتنظيم الضوابط في التعاملات والنظم الحجرية مع الرسائل الزراعية الواردة والصادرات من فحص حجري مستندي وظاهري ومعملي ومعالجة الرسائل الزراعية الملوثة وكيفية التعامل مع جميع المواد الخاضعة للحجر الزراعي الدولي والداخلي بما يضمن عدم تسرب الآفات التي تضر بالثروة الزراعية النباتية أو تضر بسمعة الصادرات بالأسواق الخارجية.
وأضاف سليمان أن حركة التجارة الدولية بين مختلف دول العالم، أسهمت في إيجاد منظومة من الضوابط والإجراءات والتدابير التي تضمن التوزان بين انسياب حركة التجارة في السلع الزراعية وعدم الإضرار بصحة الإنسان أو الحيوان أو النبات بما تحمله هذه السلع من آفات حشرية ومرضية وملوثات كيميائية وبيولوجية مدمرة.
وأوضح مستشار وزير الزراعة أن مختلف دول العالم اتفقوا على عدة معايير وضوابط وإجراءات في إطار بعض المنظمات والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، ومنها اتفاقية الصحة والصحة النباتية (SPS) التابعة لمنظمة التجارة العالمية، والاتفاقية الدولية لوقاية النباتات (IPPC) التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة «الفاو».
وأشار «سليمان» إلى أن الاتفاقية الأولي تتعلق بتنظيم حركة التجارة بين الدول بما لا يضر بصحة الإنسان أو الحيوان أو النباتات بينما تتعلق الاتفاقية الثانية بالمحافظة على الثروة الحيوانية بما لا يعوق أو يضر حركة التجارة بين الدول، موضحا أن الاتفاقيتين تشملان على تحديد طرق دراسة وتقدير خطر الآفات وطرق إنشاء وتأسيس المناطق الخالية من الآفات، وضرورة تقديم المساعدة الفنية من الدول المتقدمة إلى الدول النامية لتلبية متطلبات تدابير الصحة النباتية والمعاملة الخاصة والمتميزة من الدول المتقدمة للدول النامية في مجال متطلبات الصحة والصحة النباتية.
ومن جانبه قال الدكتور ناجي أبوزيد، مدير معهد أمراض النباتات الأسبق والخبير في المبيدات الحيوية، إن العالم بدأ يكثف جهوده لتشجيع التوجه نحو المكافحة الحيوية بعد ظهور مخاطر المبيدات، وما سببته من تدمير للتوازن البيولوجي للحفاظ على الصحة العامة والبيئة، مشيرا إلى أن وحدة تعريف الكائنات الدقيقة والمقاومة الحيوية قامت بتسجيل مركبين حيويين يحملان أسماء «بيو زيد» فطر للمكافحة الحيوية لأمراض التبقع البني في الفول البلدي، ومرض الندوة المتأخرة والمبكرة في الطماطم ومرض البياض الدقيقي على الخيار وأعفان الجذور على الفراولة والبياض الدقيقي في المانجو ونيماتودا تعقد الجذور في العنب.
وأضاف أبوزيد أن استخدام المبيد الحيوي، وهو الكائن الدقيق المستخدم في المكافحة الحيوية، ويستخدم على نطاق تجاري، ويشترك فيها اختياره على مسببات الأمراض في المعمل والحقل، وعدم الإضرار بالكائنات النافعة وتحمله للمبيدات الكيماوية، وأن يكون صالحا للتخزين لفترة طويلة حتي يتسنى التصريح من الجهات الرسمية بترخيص المركب.
وأشار أبوزيد إلى أن المبيد الحيوي المسجل رسميا تم تجريبه حقليا في حقول مفتوحة على العديد من الأمراض النباتية وتسجيل عوامل المقاومة الحيوية والتوصية باستخدامها كمبيدات حيوية لمقاومة العديد من الأمراض النباتية.
ومن جانبها قالت الدكتورة داليا عدلي، الباحث الأول بقسم المكافحة الحيوية بمعهد وقاية النباتات، ان الإدارة المتكاملة للآفات هي تكامل عدة تقنيات لتطوير استراتيجيات مكافحة الآفات، على أن تكون عملية وفعالة لعمل برامج مكافحة للآفات طويلة الأمد باستخدام التقنيات الأرخص والأكثر أمنا وتكون صديقة للبيئة.
وأضافت «عدلي» أن أهداف برنامج المكافحة المتكاملة للآفات تشمل تقليل استخدام المبيدات الزراعية والمحافظة على الأعداء الحيوية والتوزان البيئي والمحافظة على صحة الإنسان والحيوان، من خلال إنتاج منتجات عضوية عالية الجودة وتخفيض تكلفة الإنتاج ورفع دخل المنتج.
وأشارت إلى أن عناصر المكافحة المتكاملة للآفات تشمل المكافحة الزراعية والميكانيكية والمكافحة الحيوية والمكافحة الكيماوية، وهو ما يمكن الاستفادة منه في المشروع القومي لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية لترشيد استهلاك المياه والحصول على زيادة في إنتاجية محاصيل الخضر تحت ظروف الصوب الزراعية.