x

إسكندرية اليوم| صناعة السفن «غرقت» في «الثغر»

الثلاثاء 16-04-2019 05:55 | كتب: اخبار |
صناعة السفن صناعة السفن تصوير : اخبار

تواجه ورش تصنيع السفن بمنطقة الأنفوشى الانقراض، وشبح الإغلاق، نتيجة وقف إصدار تراخيص السفن والمراكب، ولارتفاع أسعار الخشب والخامات. وعلى شاطئ منطقة الأنفوشى تقع مجموعة من ورش تصنيع السفن، كانت تشتعل بالحركة، أما الآن فلا يوجد بها سوى عدد قليل من أصحاب المهنة، بعد أن هجرها الصنايعية وتوجهوا إلى مهن أخرى لكسب لقمة العيش، وتركوا مهنتهم التى ورثوها عن أجدادهم.

«إسكندرية اليوم »، ترصد أسباب انهيار مهنة صناعة السفن، وتشريد آلاف العمال والصنايعية المهرة، إذ قال محمود حسن، صاحب ورشة لصناعة السفن، إنه ورث المهنة أبا عن جد، ولم يتعلم غيرها وهى مصدر رزقه الوحيد، مشيرًا إلى تعرض الصناعة للانهيار، منذ زمان طويل، مؤكدًا أن المهنة تواجه الانقراض، وأن معظم أصحاب الورش اضطروا لإغلاقها وتسريح العمال لعجزهم عن دفع اليوميات، لافتا إلى أن هناك أصحاب ورش قرروا تحويلها لصناعة مراكب الزينة، موضحا أن المشكلة ليست فى ارتفاع الأسعار فقط، وأن هناك مشاكل متراكمة، مطالبا الحكومة بالتدخل لإنقاذ المهنة. وأشار سعيد السيد، صاحب ورشة، إلى أن صناعة السفن شهدت تطويرا كبيرا فى معدات التصنيع، خلال الفترة الأخيرة، إلا أنه لا يوجد عمل فى جميع الورش، فلا يوجد بها سوى المراكب الصغيرة، وتستخدم فى النزهة، مشيرًا إلى أن معظم أصحاب الورش والصنايعية هجروا المهنة واتجهوا إلى مهن أخرى، موضحا أن صناعة المركب الكبير كانت تجمع السباك والكهربائى والمنجد، ما يفتح أبواب الرزق. وأكد «السيد» أن منطقة الأنفوشى كانت من أول مناطق صناعة السفن فى الجمهورية، وأن الورش المغلقة كانت تصنع أكثر من سفينة فى وقت واحد، ولكنها الآن لا تصنع مركبا واحدا فى العام رغم تطور الأجهزة، مؤكدا أن المشكلة الرئيسية هى التراخيص، وتكاليف الصناعة. وقال المعلم خميس حميدو، صاحب ورشة، إن المنطقة تشتهر بضاعة السفن واليخوت السياحية منذ القدم وكانت قبلة رجال الأعمال والملوك العرب والفنانين؛ لكنها الآن خارج الخدمة لا أحد يأتى لشراء مراكب أو يخت، وقد ورثت المهنة أبا عن جد، لافتا إلى أن الأدوات الحديثة أدت إلى إنجاز تصنيع السفن بمختلف أشكالها وأحجامها فى وقت قصير. وأوضح «حميدو»، أن الصناعة قديما كانت تعتمد على الأيدى العاملة ومع التطور تراجع عدد العمالة، وانتظرنا بعد ثورتين أن تحسن الظروف وتتدخل الدولة لإنقاذ المهنة من الانقراض، مشيرا إلى أن المشكلة تتمثل فى وقف ترخيص المراكب منذ التسعينات، سواء مراكب سياحة أو صيد فلا يوجد سوى ترخيص النزهة فقط بمعنى لنش شخصى فقط، وأن جميع الورش تعمل فى الصيانة فقط، أو إنشاء مركب جديد بنفس رخصة المركب القديم بعد تهالكه، ويصنع بنفس المواصفات القديمة من حيث الشكل والطول والارتفاع. وأكد ان أصحاب الورش تقدموا بشكاوى إلى الجهات المعنية والنواب، ولم يستطع أحد منهم حل مشكلة الترخيص. وناشد «حميدو» الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، النظر إلى العاملين فى مجال صناعة السفن، ومراعاة ظروفهم، وإعادة فتح الباب أمام استصدار التراخيص. وقال «حميدو»، إن الورش يأتى إليها طلاب كليات فنون جميلة لدراسة بناء السفن، دون فائدة، بسبب انهيار الصناعة، لافتا إلى تحول أصحاب الورش إلى غفر لحراستها فقط.

وقال محمود السيد، أحد صناع السفن، إن منطقة ورش الأنفوشى كانت أكثر المناطق المحتشدة بالعمال، ما بين نجارين ونقاشين وأسترجية وكهربائية وغيرها من المهن التى تخدم صناعة السفن، موضحا أنه يعمل حالياً فى إصلاح السفن المتهالكة، بعد وقف التراخيص، وأنه منذ شهرين لم يدخل له غير مركب واحد لترميمه، وأصبحت المنطقة مهجورة بلا عمال أو مراكب.

وأوضح شريف سعيد، أحد العاملين بورش تصنيع السفن، أن التراخيص المتاحة هى لمراكب النزهة فقط، وبترخيص ساحلى، ما يؤدى إلى دفع صاحب المركب رسوما للدخول والخروج من وإلى أى ميناء، موضحا أن الصناعة تحارب من أجل البقاء، مشيرا إلى أنه يعمل فى إصلاح السفن المتهالكة بعد وقف التراخيص ولا يوجد صناعة سفن جديدة. واشار إلى أن ارتفاع أسعار الخشب أدى إلى توقف حركة شراء المراكب واليخوت؛ نظرا لارتفاع التكلفة، لافتا إلى أن أصحاب الورش والصنايعية تركوا المهنة، ومن قبل، كانوا يعتمدون على تصنيع السفن السياحية، وبيعها لتجار شرم الشيخ والغردقة، إلا أن أزمة السياحة، تسببت فى توقف حركة البيع والشراء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية