x

«رابطة العالم الإسلامي» في روسيا: نؤمن أن الأرض ستظل مسرحاً لتعدد الديانات والحضارات

الإثنين 15-04-2019 12:34 | كتب: جمعة حمد الله |
«رابطة العالم الإسلامي» في روسيا «رابطة العالم الإسلامي» في روسيا تصوير : اخبار

أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، على أهمية التواصل الحضاري وعقد الحوارات اللازمة من خلاله، وذلك لتفعيل دور المشتركات التي تجمع التنوع الديني والقومي، لاسيما في دول التعدد، مؤكداً أنه لا خيار للبشرية لتحقيق وئامهما وسلامها إلا باستيعابها التام لحتمية الاختلاف والتنوع بينهم ومن ثم التفاهم والتعاون من خلال نقاط الالتقاء المشتركة التي نؤمن أن ١٠٪‏ منها كافٍ لتحقيق سلام عالمنا داخل الدول وبينها.

ونوه خلال محاضرته في جامعة كازان الحكومية بجمهورية تتار ستان، بحضور نخبة من أعضاء هيئة التدريس، وعدد من الأكاديميين المتخصصين في كلية الدراسات الشرقية، وجمع كبير من الباحثين والطلاب، بتميز الجمهورية في الاندماج الديني والقومي في ظل وئام وانسجام شامل وعام تحت مظلة الدولة الوطنية روسيا الاتحادية مع ضمان حرية كل خصوصية في شعائرها وتقاليدها.

وأضاف متحدثاً عن رابطة العالم الإسلامي بأنها تعمل على محاور عدة من أبرزها إيضاح حقيقة الإسلام في مواجهة أفكار التطرف المحسوب زوراً على الإسلام والتطرف المقابل وخاصة مفاهيم اليمين المتطرف ولاسيما في بعض الدول الغربية، ومد جسور التواصل والحوار مع أتباع الأديان والثقافات والعمل معهم على تقديم مبادرات نوعية وفاعلة لخدمة الأهداف المشتركة ومد جسور الدعم الخيري للجميع دون تفريق لدين ولاعرق ولا لون.

وتابع «العيسى»، بأن المسلم مع اعتزازه بانتمائه الديني إلا أنه يعلم أن ذلك لا يتعارض مع هويته الوطنية بل إنه بهذا الانتماء المفعم بمحبة الخير للجميع سيكون عنصراً بارزاً في تحقيق الانسجام بين انتمائه الديني وهويته الوطنية، وأن الأفكار المتطرفة هي التي تختلف مع هذه المفاهيم السوية، مؤكدا ايمانه أن الأرض كانت وستظل مسرحاً لتعدد الديانات والحضارات والقوميات.

بعد ذلك استعرض العيسى عدداً من الموضوعات ذات الطرح الجدلي حول صراع الحضارات، كاشفاً خطأ تشخيصها والذي قادها لتصورات ومواقف خاطئة وأحياناً متطرفة، وقال إن حكماء وأسوياء البشرية ضد مفاهيم الكراهية والصراع الحضاري واستعرض أدلتهم المنطقية لدحض نظرية حتمية الصدام وضرب أمثلة وعظية من التاريخ الإنساني في ذلك.

وختم محاضرته بأننا نُقدر عالياً إشادة الفعاليات الروسية الحكومية والأهلية بمنجزات الرابطة النوعية وتأثيرها العالمي وتأكيدهم بأن أهدافها واضحة وفاعلة بشكل كبير على أرض الواقع. بعد ذلك تم فتح المجال للحوار وطرح الأسئلة.

الجدير بالذكر، أن جامعة كازان تعتبر ثاني أكبر جامعة في روسيا، وإحدى أعرق الجامعات العالمية، إذ تأسست قبل نحو ٢١٥ سنة، في العام ١٨٠٤ للميلاد، بأمر من القيصر الروسي وتلقى الجامعة اهتماماً حكومياً رفيعاً، ويعين مديرها من قبل الرئيس الروسي، ويتابع سير العمل فيها مباشرة.

ويعمل في الجامعة ١١ ألف موظف، منهم ٤ آلاف أكاديمي، وتخرج منها ٧ من الحاصلين على جائزة نوبل العالمية، وتضم ٤٧ ألف طالب يدرسون في ٧٢٤ مبنى، ثلثهم من الدول الاسلامية، كما تحتضن ٥٠٠ طالب دولي.

وتتميز الجامعة بمركز للدارسات الإسلامية، يسعى لنشر الثقافة الإسلامية، وتأهيل الأئمة وفق المنهج الإسلامي الوسطي، كما تحوي ١٣ ألف مخطوطة، منها ٥ آلاف باللغة العربية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية