x

ترامب يهدد بإرسال مهاجرين «سريين» إلى مدن الديمقراطيين

الأحد 14-04-2019 03:17 | كتب: أ.ف.ب |
تجمع احتفالي لتسليم الجنسية الأمريكية لعدد من المهاجرين تجمع احتفالي لتسليم الجنسية الأمريكية لعدد من المهاجرين تصوير : أ.ف.ب

أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنه ينوى نقل مهاجرين سريين أوقفوا على الحدود إلى مدن تشكل ملاذات لهم ويهيمن عليها الديمقراطيون عادة، مشيرا إلى أنه يريد بذلك إرضاء خصومه السياسيين.

وترفض «المدن الملاذات» مثل سان فرانسيسكو أو شيكاغو شن حملات لتوقيف المهاجرين الذين يقيمون بطرق غير مشروعة فى البلاد، وتحد من تعاونها مع الموظفين الفيدراليين المكلفين بالهجرة.

وقال الرئيس الأمريكى فى تغريدة على تويتر: «نظرا لمعرفتنا بأن الديمقراطيين متحفظون جدا على تغيير قوانيننا الخطيرة جدا فى مجال الهجرة، نفكر فى الواقع بجدية كبيرة كما ذكر (فى وسائل الإعلام)، فى وضع هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين فى مدن ملاذات».

وكتب ترامب هذه التغريدات غداة نشر صحيفة «واشنطن بوست» مقالا فى هذا الاتجاه. وقالت الصحيفة إن البيت الأبيض يضغط على سلطات الهجرة لتقوم بإطلاق المهاجرين السريين فى شوارع مدن يديرها ديمقراطيون وتستقبل مهاجرين عادة.

وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين فى الأمن الداخلى ورسائل فى البريد الإلكترونى اطلعت عليها، أن البيت الأبيض نظر فى تطبيق تلك الإجراءات مرتين على الأقل خلال الأشهر الستة الماضية.

وأضافت أن مسؤولين فى البيت الأبيض طلبوا فى نوفمبر من عدة وكالات ما إذا كان يمكن توقيف مهاجرين من قافلة كانت تقترب من الحدود الأمريكية ونقلهم فى حافلة إلى هذا النوع من المدن.

لكن مسؤولا فى البيت الأبيض طلب عدم كشف هويته، أوضح أن هذا الأمر «كان مجرد اقتراح» تم فى نهاية المطاف «رفضه».

لكن خلافا لما يؤكد طاقمه، أكد ترامب أن هذا المشروع مازال مطروحا فى الواقع. وكتب ساخرا فى تغريدة أن «اليسار الراديكالى مازالت لديه على ما يبدو استراتيجية حدود مفتوحة، هذا الأمر يجب أن يجعلهم سعداء جدا».

وأضاف بعيد ذلك فى احتفال فى البيت الأبيض «سنعطيهم الكثير» من المهاجرين السريين. وتابع ساخرا: «لدينا عرض لا حدود له لنقترحه عليهم».

ورفضت سلطات المدن «الملاذات» تسليم المهاجرين الذين يقيمون بطريقة غير قانونية، من أجل إبعادهم.

ورد رؤساء عدد من المدن الكبرى المعنية، على الرئيس مؤكدين مجددا، فى تغريدات على تويتر أيضا، تصميمهم على إبقاء مدنهم «ملاذات» للمهاجرين.

وقال ايريك جارسيتى، رئيس البلدية الديمقراطى لمدينة لوس أنجلوس، إن «الفكرة الأخيرة التى تنم عن كراهية من قبل إدارة ترامب ليست أكثر من إلهاء سطحى ومضيعة للوقت». وأضاف: «نحن بحاجة إلى حلول حقيقية تدافع عن قيمنا، لا إلى سياسات مشينة تشيطن المهاجرين».

على الساحل الشرقى، اتهم رئيس بلدية نيويورك بيل دى بلازيو ترامب بـ«إثارة الأزمة تلو الأخرى فى إطار استراتيجية وقحة».

من جهتها كتبت رئيسة بلدية سان فرانسيسكو لندن بريد «فى سان فرانسيسكو نحن فخورون بأننا مدينة تشكل ملاذا وسنواصل حماية سكاننا». واتهمت هى أيضا ترامب بأنه يسعى «لشغل الناس عن المشاكل الحقيقية».

من جهتها، حملت نانسى بيلوسى، النائبة عن سان فرانسيسكو، رئيسة مجلس النواب، على ترامب. وقالت ناطقة باسمها إنها تدين «وقاحة ووحشية» السلطة التنفيذية.

وأضافت المتحدثة باسم بيلوسى أن «استخدام بشر بينهم أطفال صغار، بيادق فى لعبتهم الملتوية لتغذية الخوف من المهاجرين أمر مقيت».

وجعل ترامب من مكافحة الهجرة السرية أحد محاور سياسته. وقد اعتبر آلاف المهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى فى الأشهر الأخيرة، تهديدا للأمن القومى، متهما الديمقراطيين بالتساهل فى هذه القضية.

وقد طالب من دون جدوى حتى الآن فى غياب اتفاق فى الكونجرس، بتعديل عميق لقوانين الهجرة، معتبرا أن هذه النصوص المطبقة فى الولايات المتحدة «من الأغبى فى العالم».

ويأتى هذا الجدل الجديد بين ترامب والديمقراطيين حول الهجرة، بينما يؤكد عناصر الحدود أنهم يعانون من ارتفاع عدد المهاجرين الذين يطلبون اللجوء إلى الولايات المتحدة بعد هربهم من العنف فى بلدانهم فى أمريكا الوسطى.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن عدد المهاجرين المحتجزين لدى وكالة الهجرة اقترب من خمسين ألفا فى الأشهر الأخيرة.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الأربعاء إنها تتوقع طلبات مساعدة أخرى من إدارة ترامب لمنع الهجرة السرية على الحدود مع المكسيك.

وإلى جانب نحو 6 آلاف عسكرى منتشرين على الحدود، كلفت وزارة الصحة البنتاجون بإيجاد منشآت عسكرية يمكنها استقبال خمسة آلاف طفل مهاجر لا يرافقهم بالغون.

من جهة أخرى، وردا على رفض الكونجرس منحه الميزانية التى يريدها لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، أعلن ترامب فى منتصف فبراير إجراءات «طوارئ وطنية» تسمح له بتجاوز الكونجرس لتحريك أموال.

وقد أفرج وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان عن مليار دولار من ميزانية البنتاجون المخصصة لمكافحة المخدرات، من أجل بناء مقطع من الجدار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية