بقايا قصر واسع شيده الإمبراطور الروماني نيرون أو نيرو، يضم مرحاضا يتسع لـ 50 مقعدًا، حيث كان العبيد والعمال يتحادثون أثناء تلبية احتياجاتهم، يفتح أبوابه أمام الجمهور لأول مرة، السبت، في إيطاليا، بعد ألفي عام، إذ أن «نيرو» بحسب الأساطير حرق روما بينما كان يعزف على القيثارة.
ووفقا لصحيفة «تليجراف» البريطانية، كان «دوموس ترانسيتوريا» Domus Transitoria قصرًا ضخمًا على تل بالاتين، في قلب روما القديمة، لم يسبق له مثيل من حيث الفخامة في عصره، شيده في القرن الأول الميلادي، «نيرو»، وهو أحد أباطرة روما الأكثر شهرة الذي تصفه بعض كتب التاريخ بأنه كان «مجنونا».
وذكرت الصحيفة أنه تم تدمير القصر جزئياً خلال حريق في عام 64 ميلاديًا حيث قام نيرو بمؤامرته الشهيرة، وهي العزف على القيثارة، بينما احترقت العاصمة الإمبراطورية.
وكان قصر «دوموس ترانزيتوريا» يحتوي على بحيرة صناعية، ونوافير فقاعية وشلال مائي وكان مزينا بأوراق ذهبية ولوحات جدارية.
وبعد أن أصاب الحريق جزئيا قصر «دوموس ترانسيتوريا»، شرع «نيرو» في بناء قصر جديد، يسمى «دوموس أوريا» Domus Aurea، والذي تم بناؤه على أعلى بقايا «دوموس ترانسيتوريا».
وكان يطلق عليه «دوموس ترانسيتوريا» لأن ساحاته وأجنحته ومسابحه المزينة كانت واسعة جدًا لدرجة أنها سمحت للإمبراطور وأتباعه بالعبور من تل بالاتين إلى تلة إسكويلين القريبة.
وتم اكتشاف بقايا القصر في القرن الثامن عشر، حيث تمت إزالة معظم التجهيزات والديكور، بينما أخذ دوق بوفورت أعمدة من القصر، ونقلها بعيدا إلى منزله في بادمنتون.
وجاء افتتاح القصر في العاصمة الإيطالية روما بعد عقد من أعمال الترميم، لكنه اشتمل هذه المرة على إضافات تكنولوجية، من خلال تزويده بتقنية الواقع الافتراضي، مما يظهر للزائرين والمتفرجين كيف كان عليه القصر إبان مجده.
ويتلقى الزوار نظارات الواقع الواقعي التي تضفي الحيوية على غرف الرواق، وتبين لهم كما كانت قبل 2000 عام، وتظهر لهم جزء من قصر ضخم مزين بأعمدة رخامية ولوحات جدارية فخمة وأرضيات من الفسيفساء ونافورات. وتم طلاء الجدران بمناظر الحديقة، بما في ذلك الأشجار والزهور وطيور الأغاني.
وينزل الزائرون في رحلة شديدة الانحدار إلى صفوف من غرف تحت الأرض، بما في ذلك واحدة تحتوي على صفين من المراحيض الحجرية، يعتقد بعض الخبراء أنها كانت مصممة للعبيد أو العمال الذين كانوا يعملون في مجمع القصر الذهبي «دوموس أوريا» والذين شاركوا في إعادة الإعمار بعد الحريق المدمر الذي استمر 6 أيام ودمر 70% من روما.
وتتميز بمقعد رخامي يمتد على الجوانب الأربعة لقاعة المراحيض، مع وجود 50 فتحة للجلوس. وتحت قاعة المراحيض الخمسين، بنحو مترين، ثمة قناة مياه جارية تعمل على التخلص من الفضلات، بينما كانت قناة مياه ضحلة ثانية تمتد على طول الأرض أمام المقعد.
وقال ستيفانو بورجيني، المهندس المعماري الذي كان جزءًا من فريق الترميم: «كان الرومان ينظفون أنفسهم بإسفنجة مثبتة بعصا خشبية، ويغسلونها في الماء».
وأضاف: «قد يبدو الأمر غريباً بالنسبة إلينا، لكن هذه المراحيض الجماعية الكبيرة كانت تُرى كأماكن للتعارف الاجتماعي والدردشة بين العمال والعبيد».
ولا يزال من الممكن رؤية الكتابة على الجدران التي تركها أفراد من أسرة القصر، بما في ذلك رسم مخدوش لطيور صغيرة. ويمكن رؤية العديد من التماثيل واللوحات الجدارية التي تزين أول قصر في نيرو على بعد خطوات قليلة في متحف بالاتين.
وقال ألفونسينا روسو، مدير المنطقة الأثرية التي تضم المنتدى الروماني والكولوسيوم وتلة بالاتينية، إن مصدر الإلهام لتصميم المسكن الفخم جاء من قصر شيد للفرعون المصري بطليموس في الإسكندرية.
وأضاف «إنه يعكس شخصية نيرو، أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في الإمبراطورية الرومانية».