أكد الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية، أنه على استعداد للنقاش والتواصل مع جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، وقال إنه بدأ بالفعل فى لقاء مع شباب الإخوان منذ يومين، حول مسودة وثيقة حقوق الإنسان المقرر أن يطرحها للنقاش على الرأى العام خلال أيام، مشددا على أن تكون تلك الوثيقة جزءاً أساسيا من الدستور. وأشار البرادعى خلال لقائه مع عمرو خالد فى برنامج «بكرة أحلى» على التليفزيون المصرى، الخميس، إلى أن الوثيقة التى يعكف على إعدادها يشاركه فيها شباب الثورة والحقوقيون، وتسعى للتأكيد على الحقوق الأساسية للمواطنين، خاصة وسط ما شهدته مصر قبل الثورة من إهدار لكرامة المواطنين والتعذيب، بجانب القضاء على الانقسامات التى تشهدها الفترة الحالية والخروج من مرحلة الشعارات «الدولة الدينية والمدنية»، موضحا أنه لا تعارض بين الوثيقة والمادة الثانية من الدستور، قائلا: «المادة الثانية من الدستور باقية كما هى ولا يمكن تغييرها، والحقوق ترفع الشعار القرآنى: (ولقد كرمنا بنى آدم)».
ولفت إلى أن الوثيقة ليست باسمه لكنها مبادرة من شباب الثورة والقوى الوطنية الأخرى، وسوف يتم طرحها على الإنترنت والصحافة لمناقشتها، وقال: «لو استطعنا أن نتفق على أنها حقوقنا، فسوف ننهى نصف أزمة الدستور، وهى بالفعل ليس بها جديد سوى أنها غير قابلة للتعديل، فهى لطمأنة الشعب المصرى»، وقال: «فى حال جاء فصيل أو انقلاب عسكرى تصبح حقوقنا الأساسية لا جدال حولها».
واعتبر البرادعى المرحلة الانتقالية لمصر صعبة، والرؤية غير واضحة،والوثيقة جزءاً من توضيح الرؤية، داعيا القوى السياسية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة موحدة بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين، قائلا: «لسنا فى مرحلة تنافس وعلينا أن نتكاتف جميعا»، وأضاف أن الحزب الوطنى تم حله وكان يشمل نوعين: أحدهما عبارة عن رموز الفساد والآخر عناصر اضطرت للالتحاق بالحزب والعمل تحت مظلته، والنوع الأخير يجب عدم إقصائه وقبول العمل بعد «الاستغفار وقبول توبتهم»، أما رموز الفساد فيجب إقصاؤهم عن العمل التنفيذى لعدة سنوات، موضحا أن هناك فرقا بين المصالحة مع فصائل يجب التصالح معها، وعدم المصالحة مع عناصر أفسدت مصر سياسيا واقتصاديا، ويجب إقصاؤهم من الحياة السياسية لمدة 5 سنوات.
ووصف البرادعى الفترة الانتقالية بـ «الكرة الملتهبة»، ملتمسا العذر للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد 30 عاما دون حرية، وهو ليست لديه خبرة فى العمل السياسى، لذا فهو بحاجة إلى هدم نظام قديم وبناء آخر جديد - حسب كلامه - موضحا أن التعليم والصحة من أهم أولوياته كمرشح، مشددا على ضرورة تأهيل المعلم وإعطائه حقوقه، قائلا: «45٪ من الأموال التى يتم صرفها على التعليم تذهب إلى الدروس الخصوصية».
وقال البرادعى إن المشير طنطاوى طمأنه بأن اللجنة التى ستقوم بوضع الدستور تضم شخصيات تمثل جميع القوى الوطنية، وأضاف البرادعى «لايزال لدينا بعض القلق عن آلية اختيار هذه الشخصيات وتمثيلها الحقيقى لجميع القوى الوطنية».
يذكر أن مدة الحلقة كان مقررا لها ساعة إلا أنها اقتصرت على 35 دقيقة فقط، وهو ما أثار ردود فعل لمؤيدى البرادعى على الإنترنت، وقال الداعية عمرو خالد إن رئيسة التليفزيون نهال كمال التى تم اتهامها بمنع ظهور البرادعى كانت تريد العمل بمبدأ تكافؤ الفرص بين مرشحى الرئاسة. وتعليقا على شعوره بظهوره على التليفزيون المصرى لأول مرة، قال البرادعى: «بالطبع شعور جميل أنى كمصرى أتمكن من أن أدخل التليفزيون المصرى، وأتحدث عن مستقبل مصر»، مشيراً إلى أن ذلك من نتائج الثورة، موضحا أن اللواء طارق المهدى اتصل به للاعتذار عن سوء التفاهم الذى حدث حول منعه من الظهور فى التليفزيون، فيما تم تقديم البرادعى على شريط التعريف باعتباره المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية فقط.
وأضاف البرادعى لـ «عمرو خالد»: «ولكن أن نُمنع أنا وأنت من دخول التليفزيون فى الوقت الذى التقيت المشير طنطاوى والفريق عنان وتحدثنا حول مستقبل مصر، فإن ذلك يدفعنا للقول بأن (الشعب يريد تحرير التليفزيون)».