في سبتمبر 2017، احتدم النقاش في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بشأن التدخل الإيراني في العمق العربي، بينما خرج مندوب قطر عن الصف، واصفا إيران بـ«الدولة الشريفة».
ومن أنقرة أكمل وزير الخارجية القطري، إلى جانب نظيره التركي، امتداح الدولة الإيرانية، قائلا إنها «مختلفة».
ويأتي المدح الثنائي "القطري- التركي" لإيران متزامنا مع انتقادهما لتصنيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحرس الثوري، الاثنين، منظمة إرهابية أجنبية، في خطوة غير مسبوقة.
وجاءت تصريحات الوزير محمد بن عبدالرحمن آل ثان، في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، الثلاثاء، تعليقا على القرار الأميركي تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
وانتقدت تركيا وقطر الإجراء الأميركي، وقال وزير الخارجية القطري إن «القرار لا يعالج المشاكل، ويعد أحاديًا».
وأضاف: «إيران لها وضعها الإقليمي والجغرافي، يتطلب أن ننظر إليها باعتبارها مختلفة سواء اتفقنا معها أو اختلفنا؛ ونحن في قطر نؤمن بأن الحوار هو الحل الأمثل في مثل هذه الأمور».
وعلى نفس النغمة، قال جاويش أوغلو إن القرار «ليس مفهوما، ومتناقضا، ويؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة»، على حد قوله.
وقال وزير الخارجية التركي: «مثل هذه القرارات ستؤدي إلى اضطرابات في منطقتنا، وفور أن تبدأ في الخروج على القانون الدولي فلا يمكن معرفة أين سيتوقف ذلك».
وتضع هذه التصريحات المتناسقة قطر وتركيا في خندق الحرس الثوري الإيراني وأذرعه التي تعيث إرهابا في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وغيرها من دول المنطقة.
وتقول رويترز إن التقديرات تشير إلى أن الحرس الثوري يضم 125 ألف فرد ويشمل وحدات عسكرية وبحرية وجوية، كما يقود (الباسيج) وهي قوات متطوعين شبه عسكرية ويسيطر على البرامج الصاروخية الإيرانية.
وتخوض بحسب "مداد نيوز" قوات الحرس الثوري الخارجية المعروفة بفيلق القدس حروب إيران بالوكالة في المنطقة، وتأتي في مقدمتها دعم الحوثيين في اليمن بالسلاح والعتاد والأموال.
والحوثيون في اليمن ليسوا المتدربين الوحيدين لدى الحرس الثوري الإيراني الذي يشرف على أعمال جماعات إرهابية تسعى إلى نشر الفوضى والتخريب في الدول العربية، ومن أبرزها جماعة حزب الله اللبنانية المصنفة إرهابية، وجماعات متطرفة في البحرين.
وبينما ثبت لدى بعض الأجهزة الأمنية في دول خليجية تورط الحرس الثوري الإيراني في أعمال إرهابية وقعت على أراضيها، ظلت قطر بعيدة عن مرمى هذا الإرهاب.
وتربط قطر وتركيا وإيران علاقات هادفة إلى تأجيج التوترات في الشرق الأوسط، بتمويل الإرهاب وزعزعة الاستقرار الإقليمي والتدخل في الشؤون الداخلية، كما تنتهج الدول الثلاث سياسة خارجية تقوض أمن الدول العربية.
فلدى الدول الثلاث علاقات مع منظمات إرهابية وأيديولوجية وطائفية، بما فيها جماعة الإخوان وتنظيما داعش والقاعدة وجماعة حزب الله اللبنانية المصنفة إرهابية.
وينظر إلى الدولة التركية باعتبارها أحد المساهمين في صعود داعش، فابتداء من أواخر عام 2013 وحتى أوائل عام 2014، كانت المدن الحدودية التركية بمثابة مراكز لوجستية رئيسية للمقاتلين الأجانب الذين دخلوا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية.
وسافر المقاتلون الأجانب من جميع أنحاء العالم أولا إلى تركيا ومنها إلى العراق وسوريا، ومن هنا شكلت تركيا العمود الفقري للدواعش.
ففي عام 2013 وحده، اجتاز نحو 30 ألف إرهابي الأراضي التركية، وفقا لتقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية في أبريل الماضي، مما أسفر عما يسمى بالطريق الإرهابي السريع، حيث أصبحت البلاد قناة لمقاتلين يسعون للانضمام إلى داعش.
وبحلول أغسطس 2015، قامت تركيا، في نهاية المطاف، بتشديد حدودها، لكن بحلول ذلك الوقت، كانت حصة الأسد من المقاتلين الأجانب قد وصلت بالفعل إلى العراق وسوريا.
وتدعم تركيا وقطر جماعات متشددة، خاصة جماعة الإخوان الإرهابي، وتستضيفان على أراضيهما قادة من الإخوان والقاعدة، وهي جماعات تحصل على الدعم من إيران أيضا.