قالت الإعلامية رانيا بدوي، إن الوضع في ليبيا وصل إلى مرحلة شديدة الخطورة على الأمن القومي المصري، بسبب تغلغلت الميليشيات الإرهابية المدعومة والممولة من قطر وتركيا في كل شبر من الأراضي الليبية، بالإضافة إلى تزايد أعداد الجماعات المتطرفة بسبب هجرتهم من سوريا والعراق إلى ليبيا.
وأكدت «بدوي» خلال تقديم برنامجها «كلام رنوووش» الذي يعرض على صفحتها الرسمية على «الفيسبوك واليوتيوب» أن ما حدث مؤخرًا من تحركات من قبل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ضد الميليشات المسيطرة على الأرض هناك هو شأن داخلي ليبي، ومصر بالتأكيد تحترم هذا الأمر، ولكن في المقابل وفي مثل هذه الحالات لا أري أي غضاضة في أن تدعم مصر أي طرف على حساب الآخر إذا رأت أن هذا الطرف سوف يحمي أمنها القوي فهو أمر طبيعي تقدم عليه كل الدول ودا لا عيب ولا حرام.
ووجهت الإعلامية حديثها إلى قناة الجزيرة ودولة قطر وتركيا، قائلة: «لا يجب أن يتحدث أي طرف منكم عن الشرعية الدولية ولن نسمح بابتزازنا وتهديد أمننا القومي وسلامة أراضينا تحت دعوي الالتزام بقرارات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية»، مؤكدة أن هذا العالم لا يحترم الشرعية الدولية والدليل أن أمريكا سبق وأن ضربت العراق رغم قرار الأمم المتحدة بعدم ضرب العراق.
وتابعت أن ترامب أعلن مؤخرًا القدس عاصمة لدولة إسرائيل والجولان جزء من أراضيها، ورغم أنف الشرعية الدولية والقرارات الأممية، مضيفة: «هذا العالم تحكمه القوة، فمن يستطيع يفعل ما يريد وليس هناك أهمية للشرعية الدولية».
ولفتت إلى أن دول العالم العظمي موجودة جميعها في الداخل الليبي، حيث تحولت ليبيا إلى ساحة لحرب عالمية بالوكالة تمامًا، كما هو الوضع في سوريا، حيث تتصارع كل من بريطانيا وإيطاليا وفرنسا على النفط والغاز والمعدن هناك، أما روسيا فهي تحاول السيطرة على حصتها من تصدير الغاز لأوروبا وتحاول الضغط على الاتحاد الأوروبي وأمريكا لرفع الحصار بتهديد مصالحهم في ليبيا، وبالنسبة لدولة أمريكا فهي المستفيد الأكبر من الصراع الداخلي الليبي بل وصراع الدول العربية والأوروبية في الداخل الليبي.
كما شددت بدوي على أن أسباب الصراع الدولي على ليبيا، يرجع لكونها تحتل المركز الأول في افريقيا في احتياطي النفط الخام والمركز التاسع على مستوي العالم، كما أنها تحتل المركز الثاني عربيا في مخزون النفط الصخري والسادس على مستوي العالم، وفي خام الذهب الأصفر فهي تحتل المركز الثاني إفريقيا في مخزون الاحتياطي من هذا المعدن البراق، والمركز الرابع عربيا.
وتابعت الإعلامية، أن ليبيا لديها ثروات معدنية طائلة تزخر بها الصحراء الليبية أيضًا منها وفرة خام الحديد والأسمنت ودخلهم في الصناعات البتروكيميائية، ناهيك عن الماس، مشيرة إلى أن هناك عدد من التقارير كشفت عن وجود مخزون استراتيجي هائل من المياه الجوفية العذبة تحت الصحاري الليبية، إضافة إلى موقعها الجغرافي وإطلالها على البحر المتوسط مما جعلها مطمع للقوي العظمى وساحة للحرب بينهم.