يعد الفنان التشكيلي الإسباني بابلو بيكاسو من أعظم الفنانين التشكيليين في القرن العشرين، وقد تميزت مسيرته التشكيلية بالكثير من التحولات حتى صار مدرسة مستقلة بذاتها.
في كل اتجاه من الاتجاهات الفنية التي تقلب بينها كانت تحدث ضجة في الأوساط الثقافية، فبدأ بالفترة الزرقاء، كما دخل مرحلة تأثره بالفن الأفريقى ومنها الأقنعة، ثم استقر في أواخر مسيرته على المرحلة التكعيبية.
«بيكاسو» مولود في 25 أكتوبر 1881 بإسبانيا لأسرة متوسطة الحال وكانت أمه تدعى ماريا بيكاسو وهو الاسم الذي اشتهر به بابلو فيما بعد، أما والده خوسيه رويث فيعمل أستاذا للرسم والتصوير في إحدى المدارس، كما كان أميناً للمتحف المحلى.
ظهر اهتمام «بيكاسو» بالرسم منذ طفولته ورعاه والده في الرسم، وحين بدأ الأب يعمل أستاذاً بأكاديمية الفنون الجميلة ألحق «بيكاسو» بها ثم ألحقه بأكاديمية مدريد وبحلول 1905 كان بيكاسو قد أصبح من الرسامين المفضلين لدى جامعى اللوحات.
التقى في 1905 بهنرى ماتيس، الذي صار صديق عمره، ثم تعرف على الشاعر أندريه بريتون والشاعر أبولينير جيوم وألفريد جاري وخلال حياته عرف «بيكاسو» العديد من العشيقات إلى جانب زوجته، وقد تزوج مرتين وأنجب 4 أطفال من 3 نساء مختلفات.
كانت جاكلين روك آخر عشيقاته وزوجاته، واستمرت معه حتى وفاته، وقد أصبح «بيكاسو» من مشاهير العالم، وقد ظهر في بعض الأفلام بصفته الحقيقية ومنها وصية أورفيوس ولغز بيكاسو، إلى أن توفى «زي النهارده» في 8 أبريل 1973 في موجان بفرنسا أثناء عشائه مع زوجته جاكلين وبعض أصدقائهما.
عاشت جاكلين بعده محطمة حتى أطلقت على نفسها الرصاص في 198.
يقول الناقد والفنان التشكيلي، عز الدين نجيب، إن بيكاسو يمثل عصرا كاملا حتى إن حركة التقدم الإبداعي في القرن العشرين مختومة بخاتم بيكاسو وهو فوق هذا تعامل مع أحداث عصره الجسام وعاصر 3 حروب وعبر عنها مفجرا أهم حركة تجريبية في تاريخ الفن التشكيلي فعبر عن الحرب العالمية الأولي وعبر عن الحرب الأهلية الإسبانية بلوحته الشهيرة «جورنيكا» والموجودة في القاعة الرئيسية حاليا في الأمم المتحدة، وإثر الحرب العالمية الثانية قدم مجموعة من الأعمال التي عبرت عن رفض الحروب وتفجير طاقة المقاومة للحروب، ورغم كل هذا فقد عبر عن كل هذه الأحداث بشكل حداثي عن شأن جماهيري وهي معادلة صعبة بحد ذاتها فجمع بين التجريدية والتعبيرية.