x

رئيس حزب «جيل جديد» الجزائرى لـ«المصرى اليوم»: استقالة رئيس المخابرات طبيعية.. ونرفض المحاكمات الثورية

السبت 06-04-2019 02:27 | كتب: خالد الشامي |
سفيان جيلالي - صورة أرشيفية سفيان جيلالي - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

قال سفيان جيلالى، رئيس حزب «جيل جديد» الجزائرى المعارض، إن المظاهرات في الشارع الجزائرى ستستمر حتى رحيل باقى رموز نظام الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الذي قدم استقالته في 2 إبريل، مشيرا إلى أن بوتفليقة استعطف الشعب برسالة يطلب فيها السماح والعفو لأنه يدرك مدى أصالة الشعب الجزائرى.

وأكد جيلالى، في حوار لـ«المصرى اليوم»، أنه يرفض محاكمة بوتفليقة باعتباره كان رئيسا للجزائر يوما ما، كما يرفض المحاكمات الثورية لأى رمز أو أي شخصية، حتى لا يتم جر البلاد إلى المزيد من الانزلاقات والمخاطر حسب وصفه.. وإلى نص الحوار:

■ لماذا يتظاهر الجزائريون بعد استقالة بوتفليقة؟

- الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قدم استقالته ورحل عن سلطة الحكم، لكن رموز نظامه لم يرحلوا بعد، وبالتالى فالمظاهرات ستستمر حتى رحيل آخر الوجوه القديمة التي تورطت في إفساد الحياة السياسية والاقتصادية وإفقار الشعب، ومن ثم إجراء الانتخابات الرئاسية بصورة شفافة وواضحة وفق قوانين عادلة، مرورا بمرحلة انتقالية يجرى خلالها التوافق على أشكال التغيير، سواء المتمثلة في تشريعات أو قرارات، وليس غريبا على الشعب الثائر أن يحتفظ أحد أبنائه بعلم الجزائر وعليه آثار دماء شهداء ثورة التحرير منذ عام 1958 واحتفظ به ورثا عن آبائه وأجداده، ويخرج به أمس في مظاهرات الجمعة السابعة بعد رحيل بوتفليقة.

■ لكن ما المطالب التي تنادون بها عقب استقالة بوتفليقة؟

- نطالب باستقالة كل من رئيس الوزراء نور الدين بدوى، ورئيس المجلس الدستورى ورئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح.

■ لكن كيف يستقيل رئيس الأركان في هذا التوقيت الحرج خاصة أنه أيد الحراك الشعبى؟

- رئيس الأركان أعلن تأييده لمطالب المتظاهرين عقب مرور 3 أو 4 جمعات من الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام، كما أنه أيد بوتفليقة في الولاية الرابعة التي انتهت بتظاهر الشعب، وأعتقد أنه لو لم يرحل اليوم سيرحل غدا، لأن الشعب لن يسمح ببقاء الرموز القديمة، ومن أجل بناء دولة قوية.

■ متى سيتم رفع صورة بوتفليقة من المؤسسات الحكومية والبرلمان؟

- الصور سيتم رفعها عاجلا أم آجلا، ويبدو أن رموز النظام وبعض أعوانه من الموظفين لم يدركوا أن بوتفليقة سقط، فهو لم يقدم استقالته إلا بعدما أسقطه الشعب وأجبره على ذلك، كما أن صوره نزعت من بعض الأماكن قبل البدء في الحراك الشعبى في 22 فبراير الماضى، والتى توجت باستقالته في 2 إبريل الجارى.

■ كيف تقرأ استقالة رئيس المخابرات عثمان طرطوق؟

- هناك أنباء تتردد بأنه قدم استقالته للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قبل تقديم استقالته للشعب، وهذا الإجراء طبيعى ومتوقع وأمر منطقى أيضا، فكل الشخصيات المسؤولة داخل النظام السياسى التي كانت بجوار بوتفليقة يجب عليها الرحيل، وتسليم مهام عملها لشخصيات تستطيع تسيير إدارة أمور البلاد صوب الحكم الديمقراطى.

■ هل سيستمر ناصر بوتفليقة في منصبه كأمين عام وزارة التكوين المهنى؟

- أعتقد أن استمرار ناصر بوتفليقة، شقيق الرئيس عبدالعزيز في منصبه إلى الآن مسألة وقت، والدولة الآن في أمس الحاجة للانتقال السلمى للسلطة بكافة أشكالها ولا تحتاج أي فراغ في المناصب، لكن عائلة الرئيس بوتفليقة بما فيها شقيقاه سعيد وناصر، جميعهم متورطون في إفساد الحياة السياسية، لكن تلك المسؤولية نسبية ويجب ألا تخرج عن إطار القانون والعدالة.

■ برأيك هل سنرى محاكم ثورية في الجزائر لرموز نظام بوتفليقة؟

- لا أؤيد تلك المحاكم، بل إذا كانت هناك محاكمة لأى شخص، فلابد أن تتم وفق القوانين والمحاكم المدنية، ولا حاجة للجزائر لتلك المحاكم الثورية التي قد تتسبب في انزلاقات وتجاوزات ومخاطر لا يؤيدها الشعب الذي يطالب بالانتقال من مرحلة الشمولية إلى الديمقراطية بمفهومها الواسع، في إطار القانون والدستور، وصولا إلى الإصلاحات العميقة داخل جذور الدولة.

■ وماذا عن محاكمة بوتفليقة على تورطه في أي شبهات فساد؟

- لا أتمنى رؤيته أمام ساحات القضاء، فالرجل كان رئيسًا لجمهورية الجزائر بما تحمله الدولة من تاريخ ثائر وشعب مناضل على مر التاريخ، كما أن المحاكمة لن تغير من الأمور شيئا ونريد أن ننتقل من الماضى للمستقبل، وفى اعتقادى أنه إذا ما حدثت المحاكمات ستدخل البلاد في دوامة من المشاكل الكبيرة وتعثر في البناء.

■ وكيف تنظر إلى رسالته بطلب السماح والعفو من الشعب؟

- الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رجل مسن ومريض، ووجه رسالة لأبناء الجزائر بلغة الاستعطاف، لأنه يعلم أن الشعب الجزائرى عطوف ومسامح، ويجب على الرئيس الذي سيأتى بعده ألا يصل بشخصه وبالبلاد إلى مثل هذه الأحداث، كما أننا لو أردنا محاكمة بوتفليقة، فلن يكون وحده، بل سينتقل الأمر إلى من سانده في الحكم واستفاد من القرارات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية