قال دبلوماسي مصري، في روما، إن رئيس الوزراء الإيطالي، أصدر تعليمات للعديد من المجلات السياحية المتخصصة، ووزارة السياحة الإيطالية، بعمل حملات دعائية للسياحة في مصر، وذلك عقب زيارة قام بها منير فخري عبدالنور، وزير السياحة، إلى إيطاليا، اجتمع خلالها مع رئيس الوزراء سلفيو بيرلسكوني.
وقد عنونت مجلة «إيطاليا والسياحة» صفحتها الأولى في عددها الأخير «السياحة تعود إلى طبيعتها في مصر»، وتحدثت المجلة عن أهمية زيارة عبدالنور إلى إيطاليا الأسبوع الماضي وأهمية الاتفاقات التي تم توقيعها خلال الزيارة بين روما والقاهرة.
وفي وقت تسعى فيه مصر إلى استعادة وضعها الاقتصادي على خريطة السياحة العالمية، أكد محمد عبدالجبار، المستشار السياحي في روما، أن رئيس الوزراء سلفيو بيرلسكوني، أصدر بنفسه أوامر مشددة لوزير السياحة للاهتمام بالترويج للسياحة في مصر، خاصة أن عدد الشركات الإيطالية التي تسوق للسياحة في مصر وصل إلى 3000 شركة متخصصة في التسويق السياحي لمصر وتونس فقط، وأضاف أن هذه الشركات، حال تعثر السياحة، ستكون مهددة بالإفلاس، إضافة إلى أن هناك مصالح شخصية لرئيس الوزراء الإيطالي في مصر.
وأضاف المستشار السياحي، لـ«المصري اليوم»، أن هذه الشركات تأثرت بشكل كبير بسبب تراجع عدد السائحين الوافدين من إيطاليا، والتي كانت نسبة مصر منهم مليون ومائتي ألف سائح سنويا، مشيرا إلى أن هذه النسبة تراجعت بشكل كبير وصل إلى نحو 60%، وهو ما يعني خسارة كبيرة لهذه الشركات التي تمثل دعامة كبيرة فى العمود الفقرى للاقتصاد الإيطالي.
وأوضح أن وزارة السياحة المصرية، تبنت حملات دعائية كبيرة في وسائل الإعلام الإيطالية المرئية والمسموعة وفي محطات المترو ووسائل النقل العام والمطارات، وذلك لإعادة حركة السياحة إلى ما كانت عليه في أسرع وقت ممكن، إلى جانب تبنى وزارتي الخارجية والسياحة الإيطالية حملات دعائية أخرى يمولها الجانب الإيطالي لمساندة شركات السياحة في إيطاليا وقطاع السياحة في مصر.
في المقابل، ورغم اتفاقه مع تلك الرؤية، رأى إموريتسيو كبرارا، نائب رئيس تحرير جريدة «كوريرى ديللا سيرا» أن «الدعاية وحدها لا تكفي». وشدد على أنه «لابد أن نظهر للسائح أن الأمان في مصر عاد لطبيعته، لأن الحالة الأمنية هى العامل الكبير فى سرعة إعادة الحركة السياحية إلى طبيعتها».
يأتي ذلك بعد أسبوع من زيارة وزير السياحة منير فخري عبدالنور لروما، والتي انتقد خلالها الإعلام المصري، محملاً إياه مسؤولية تضخيم الأحداث، بما يعوق حركة السياحة.
لكن كبرارا قال: «إن الإعلام فى جميع أنحاء العالم له مميزاته وعيوبه.. لدينا هنا في إيطاليا وزراء دائما ما يلقون باللائمة على الإعلام عندما يفشلون فى مهمتهم، وأنا أرى أن الإعلام ليس سببا رئيسا في هذه المشكلة ولكن السبب الرئيسى هو نقص الحالة الأمنية التي نبحث عنها جميعا. يتوجب أولا توفير أجواء الاستقرار في مصر حتى تعود السياحة بأسرع مما نتصور».