شدد الثوار اليمنيون ضغوطهم المستمرة على نائب الرئيس عبدربه منصور هادى لتشكيل مجلس رئاسى يدير البلاد فى المرحلة الانتقالية، فى ساحات الميادين الكبرى مطالبين بالقطيعة مع أنصار نظام الرئيس على عبدالله صالح الذى أكد بدوره فى أول اتصال هاتفى مع العاهل السعودى أن صحته بخير وأن حالته تتحسن، فى الوقت الذى تعتزم فيه الولايات المتحدة إقامة قاعدة جوية سرية فى اليمن لملاحقة تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية.
وطالب مئات الآلاف من المحتجين الذين تجمعوا، الأربعاء، أمام مقر نائب الرئيس اليمنى وبدأوا اعتصاما لمدة 3 أيام، مطالبين بتشكيل مجلس انتقالى رئاسى.
وقال وسيم قرشى، الناطق باسم اللجنة التنظيمية لشباب الثورة: «يجب أن يوضح موقفه، كما يجب إعلانه على الملأ». كما طالب عشرات الآلاف فى تعز وعدن وآب وحضرموت والحديدة وذمار وصعدة بالتخلص من بقايا ورموز نظام صالح، ومحاسبتهم على «الجرائم» التى ارتكبوها. ودعوا إلى تشكيل مجلس انتقالى فورا.
وطالب «شباب الثورة» دول مجلس التعاون الخليجى بدعم «إرادة الشعب» فى تشكيل المجلس الانتقالى لإنهاء الاضطرابات التى تواجهها البلاد منذ حوالى 5 أشهر. وحملوا نائب الرئيس اليمنى «المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كل الجرائم التى ترتكب من قبل بقايا فلول صالح وأبنائه الآن».
وأكدت اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية تمسك شباب الثورة بإسقاط بقايا رموز وأركان نظام صالح وتقديمهم للمحاكمة ورفض أى حوارات أو مبادرات معهم مؤكدة أنه «لا شرعية لأى اتفاقات ولن تكون هناك أى شرعية يقبل بها الشعب اليمنى إلا الشرعية الثورية».
وفى غضون ذلك، أكد الرئيس اليمنى، فى اتصال تلقاه من العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز أنه بصحة جيدة وأن حالته فى تحسن مستمر، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»الثلاثاء ، وقالت الوكالة إن العاهل السعودى اطمأن على صحة الرئيس اليمنى وتمنى له الشفاء العاجل مؤكدا دعم المملكة ليمن موحد ومستقر، فيما شكر الرئيس صالح الملك السعودى «على الاهتمام والرعاية التى حظى بها وعدد من كبار قادة الدولة فى المستشفيات السعودية» إثر الحادث الذى تعرضوا له «أثناء أدائهم صلاة الجمعة فى جامع النهدين بدار الرئاسة». وكشف مصدر سعودى أن صحة الرئيس اليمنى فى تحسن مستمر، «بل هى ممتازة».
وفى غضون ذلك، أعلنت دول مجلس التعاون الخليجى استعدادها لإعادة طرح المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية والتى كانت أعلنت وقفها بعد رفض الرئيس صالح التوقيع عليها، إذا طلب منها اليمنيون ذلك، بحسب ما أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى عبداللطيف الزيانى عقب اختتام اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين فى جدة.
وأمنيا، هدد أول بيان وزعه مسلحون يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب بمدينة زنجبار بتصفية 12 من طيارى الجيش اليمنى، وعرض البيان مكافأة مالية قدرها 5 ملايين ريال يمنى لمن يدلى بمعلومات تفيد فى العثور عليهم ولوحظ فى البيان المذيل بتوقيع أنصار الشريعة فى أبين أنه لم يأت على ذكر تنظيم القاعدة أو الولايات المتحدة.
وفى المقابل، قال منسق شؤون مكافحة الإرهاب فى وزارة الخارجية الأمريكية دانيال بنجامين إن التعاون مستمر بين واشنطن وصنعاء فى مكافحة الإرهاب لأنه يرتكز على المصلحة الوطنية وليس على شخص بعينه، موضحا أن الاضطرابات التى يشهدها اليمن تخدم تنظيم القاعدة، بينما نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤول أمريكى قوله إن الولايات المتحدة تعتزم بناء قاعدة جوية سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سى. آى. إيه) فى الخليج، لملاحقة الإرهابيين فى اليمن والاستعداد لاحتمال سيطرة العناصر المناهضة لواشطن عليه وتحسبا لهذا الاحتمال زاد البيت الأبيض بالفعل من عدد ضباط المخابرات المركزية فى اليمن، وكثف الجدول الزمنى لبناء القاعدة السرية فى مدة تتراوح بين 8 أشهر وعامين.