ناقشت هيئة الشارقة للكتاب، أهم الخطط والاستراتيجيات الخاصة بالاستضافة والمشاركة في إثراء فعاليات معرض «بولونيا لكتب الأطفال 2020»، خلال مشاركتها في الدورة الحالية للمعرض التي تستمر حتى 4 من أبريل الجاري في مدينة بولونيا الإيطالية، جاء ذلك في إطار الاستعدادات الخاصة باختيار إمارة الشارقة ضيف شرف الدورة السابعة والخمسين من معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال، والمقرر إقامتها في شهر أبريل من العام 2020.
وعقدت هيئة الشارقة للكتاب ضمن جناحها في المعرض، سلسلة من اللقاءات والاجتماعات حيث التقى سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب ماتيو ليبور نائب رئيس بلدية بولونيا، وفرانشيسكا مارتينيز، مسؤولة العلاقات الدولية في البلدية، كما التقى جيانبيرو كالزولاري، رئيس معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال، وايلينا باسولي مديرة المعرض، تطرق خلالها للحديث عن طبيعة مشاركة الإمارة والفعاليات والأنشطة التي تقدمها خلال الدورة المقبلة ما من شأنه أن يعكس مراحل تطور المشروع الثقافي الشامل الذي تتبناه الإمارة، إلى جانب التعريف ببرنامج الاحتفال الخاص باختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب للعام 2019 والأثر الذي يلعبه اللقب على صعيد الارتقاء بأدب وفنون الطفل محلياً وعالمياً.
كما نظّم فريق عمل مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي يستعد للانطلاق خلال الفترة من 17 أبريل إلى 27 أبريل المقبل تحت شعار «استكشف المعرفة»، سلسلة من اللقاءات مع مجموعة من الناشرين والمؤلفين والرسامين والمتخصصين في مجال أدب الطفل، بحث من خلالها سبل التعاون في دورات المهرجان المقبلة.
وفي تعليقه على استعدادات الإمارة للمشاركة في معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال 2020، أشاد أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب باختيار إمارة الشارقة ضيف شرف المعرض في دورته المقبلة، واعتبر أن هذه المشاركة تأتي في سياق التكريم العالمي لدعم ورعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي لأدب الطفل ومعارفه وعملهم الدائم لتأسيس جيل يؤمن بالقيم الإنسانية المشتركة ويعمل على تعزيز التعاون بين الأمم.
واعتبر «العامري» أن المشاركة بمثابة فرصة لاستعراض تجربة إمارة الشارقة في أدب الأطفال والثقافة العربية بشكل عام وتبادل الخبرات مع الجانب الإيطالي والجهات المشاركة لدعم قطاع المعرفة بكتابه وناشريه ومحبيه، لأنهم قاعدة المشروع المعرفي العالمي الذي نعتبره هدفاً سامياً يحظى بتقدير ودعم كافة الجهات الثقافية الدولية.
وأشار إلى أن الهيئة ومعها شركاء المعرفة في الإمارة والعالم يسعون لبلورة مشروع ثقافي عالمي بحيث يكون أدب الطفل أساساً لبناء أجيال تتقاسم قيم العيش والتعاون.
وقال «العامري»: «هناك خصوصية لمشاركاتنا هذه السنة في معارض بولونيا، ونسعى أن نترجم معاني وأبعاد هذا اللقب من خلال مساهمات وشراكات وعلاقات نوعية نسعى إلى تحقيقها مع كافة المدن والعواصم التي يجمعنا بها الشغف بالكتاب لنؤكد على رسالتنا بأن الكتاب أساس للتواصل الحضاري بين جميع الثقافات ومنطلق أصيل لبناء الانسان».
وتابع رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «تجمعنا الكثير من روابط التعاون والشراكة مع معرض بولونيا الذي يعدّ أحد أبرز الأحداث الثقافية في العالم كونه يقدم في كل عام رصيداً ثرياً من الثقافات المتنوعة والمتعددة والفنون الشاملة، ما يتيح لرواده التعرف على جديد هذه المنطقة من العالم واهتماتها المعرفية وتوجهاتها في دعم الكتاب والناشرين وطبيعة الشراكات المتاحة مع الدول المشاركة».
وقالت خولة المجيني، مدير المعارض والمهرجانات في هيئة الشارقة للكتب إن مهرجان الشارقة القرائي للطفل بات منصة مهمة تثري ثقافة الطفل في المنطقة، لافتة إلى أن ما يجمع معرض بولونيا ومهرجان الشارقة القرائي للطفل الكثير من الروابط الفاعلة، فجملة الفعاليات التي يطرحها المهرجان تتبنى في مضامينها الارتقاء بثقافات الأطفال ومعارفهم تسهم في بناء أجيال جديدة تؤمن بأن المعرفة المشتركة هي المنطلق الرئيسي لمستقبل أكثر جمالاً واستقراراً.
وتابعت مدير المعارض والمهرجانات في الهيئة: «حرصنا على إطلاع نظرائنا الإيطاليين على طبيعة العمل والتحضيرات للدورة المقبلة من المهرجان وما تشتمل عليه من فعاليات متنوعة سواء كانت ثقافية أو تفاعلية وفنية وعلمية وغيرها، وناقشنا سبل التعاون المشترك في الدورات المقبلة وتبادل أكبر للخبرات تثميناً للدور الكبير الذي يلعبه معرض بولونيا الدولي للكتاب في تحفيز مخيلات الصغار وقيادتهم للتعرف على الحياة من خلال دفّتي الكتاب وجمال الفنون، ما يجعلنا نسعى على الدوام لتعزيز شراكاتنا مع القائمين عليه، لا سيما وأن الشارقة تحل ضيف شرف على الدورة المقبلة ما يفتح الباب بشكل أكبر على مستقبل يخدم ثقافات ومعارف الأجيال الجديدة».
ويعد معرض بولونيا الدولي لكتاب الطفل، الذي انطلقت دورته الأولى في العام 1963، أحد أعرق معارض كتب الطفل في العالم، والملتقى الأهم على المستوى الدولي لرسوم كتب الأطفال واليافعين، فهو يشكّل منصة مثالية للعاملين في مجال صناعة ونشر كتب الأطفال على المستوى العالمي، لما يقدمه من خيارات معرفية تسهم في تبادل التعاون والخبرات بين جميع العاملين في هذا القطاع، إلى جانب الدور الجوهري الذي يلعبه في تعزيز الاهتمام بنشر الكتب الموجهة للأطفال واليافعين حول العالم.
يشار إلى أن هيئة الشارقة للكتاب بدأت عملها في ديسمبر 2014، وتعمل على تشجيع الاستثمار في الصناعات الإبداعية وزيادة حصتها، وكذلك توفير منصة فكرية للتبادل المعرفي والفكري والثقافي بين الشعوب والحضارات والثقافات، والتأكيد على أهمية الكتاب وأثره في نشر الوعي في المجتمع في ظل التطور التقني وتنوع مصادر المعرفة، واستقطاب المعنيين بقطاع الثقافة بوجه عام والنشر والطباعة والترجمة والتوثيق بوجه خاص إضافة إلى كُتّاب الأطفال.