«ده جزائى إنى حاولت منعهم من بيع المخدرات في الشارع.. يصَفّوا لى عينى!»، بهذه الكمات روى «هانى. م»، 50 عامًا، المقيم بمنطقة عرب غنيم بحلوان، حكايته مع تجار المواد المخدرة، مضيفًا أنه شاهد التجار يمارسون نشاطهم الإجرامى على شريط السكة الحديد بالمنطقة، فحاول منعهم لكنهم لم يهتموا بتحذيراته واستمروا في البيع، فأبلغ الشرطة، فتربص به التجار وحاولوا الاعتداء عليه وتم إنقاذه، لكن في المرة الثانية قذفوه بحجر تسبب في فقء عينه اليسرى.
انتقلت «المصرى اليوم» إلى عرب غنيم، والتقت بالضحية «هانى»، الذي قال إنه أثناء عبوره شريط السكة الحديد بالمنطقة فوجئ بشخص يناديه باسمه، وعندما التفت إليه للتعرف عليه قذفه بحجر، مضيفًا أن المتهم هرب بعد تنفيذ جريمته، وأن سائقًا أنقذه ونقله إلى المستشفى.
وأضاف أنه أبلغ الشرطة أكثر من مرة بنشاط تجار المخدرات، موضحًا: «رُحْت بلّغت الشرطة أكتر من مرة، ولما التجار عرفوا حاولوا الاعتداء علىَّ في نفس المكان منذ أسبوع بعلبة بيروسول مشتعلة، لكن الأهالى أنقذونى»، لكنهم نجحوا في المرة الثانية.
وتابع الضحية: «أنا عينى راحت، ومابقتش عارف أدخل دورة المياه، ابن شقيقى الله يجازيه خير هو اللى بيساعدنى على الحركة، وبعدين أنا كنت عامل نظافة في شركة باليومية، دلوقت أنا مش قادر اشتغل علشان أكفِّى نفسى وبيتى وعلاج عينى!».
وقال محمد عبدالمنعم، نجل شقيق الضحية: «عمى راجل في حاله، ومش بتاع مشاكل ويادوب بيقضِّى عشاه نوم»، مضيفًا: «أنا غير قادر على مساعدته، أنا راجل أرزقى اللى جاى على قد اللى رايح، والنهارده شغال وبكرة نايم في البيت».
وطالب الشرطة بتطهير المنطقة من أوكار المخدرات، التي تمنع النساء نهارًا من عبور الشارع، مضيفًا: «الستات مابقتش تعرف تنزل تقضى طلبات بيتها.. والرجّالة معظم الوقت في شغلهم، ولما بينزلوا بيحصل معاهم اللى حصل ده!».
ويتذكر «عبدالمنعم» أن هذه الواقعة ليست الأولى في المنطقة، موضحًا: «دى تانى واقعة، وفيه غيرها كتير، ولنفس السبب، الناس بترفض إن تجار المخدرات يبيعوا أسفل البلكونات ومداخل البيوت». وقال شاهد عيان- رفض ذكر اسمه: «إن المتهمين تربصوا بالمجنى عليه أكثر من مرة، وفى كل مرة كان الضحية يرفض فيها عمل محضر، مكتفيًا بالاعتذار وتطييب الخاطر».
وأضاف: «الواقعة كانت أصلًا بسبب أن الضحية أبلغ الشرطة أكثر من مرة عن المتهمين لتجارتهم في المخدرات على شريط السكة الحديد بمنطقة عرب غنيم، وهو ما ضايقهم ليعتدوا عليه في الرايحة والجاية».