x

لماذا تراجع حزب أردوغان في الانتخابات التركية؟ (تقرير)

الإثنين 01-04-2019 20:02 | كتب: عمر علاء |
أردوغان يلقي كلمة أمام أنصاره اسطنبول في فعالية نظمها حزب العدالة والتنمية الحاكم بمشاركة عدد من أحزاب المعارضة، 7 أغسطس 2016. - صورة أرشيفية أردوغان يلقي كلمة أمام أنصاره اسطنبول في فعالية نظمها حزب العدالة والتنمية الحاكم بمشاركة عدد من أحزاب المعارضة، 7 أغسطس 2016. - صورة أرشيفية تصوير : رويترز

فصل جديد في تراجع شعبية أردوغان في تركيا بعد أن حقق حزبه تراجعًا ببعض البلديات الكبرى في الانتخابات البلدية، وخسر حزب العدالة والتنمية (حزب أردوغان) العاصمة أنقرة.

وبعد شكوك أثيرت حول تلاعب العدالة والتنمية في تنائج أنتخابات إسطنبول، أعلن رئيس لجنة الانتخابات التركية تقدم مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، على حساب بن على يلدرم، مرشح العدالة والتنمية، فيما تعد الخسارة الأكبر للحزب في الانتخابات حيث تعد إسطنبول معقل الحزب الحاكم، منذ عام 1994، عندما انتُخب أردوغان رئيس بلدية المدينة.

كما خسر حزب أردوغان المدينة الثالثة في تركيا، مدينة إزمير. والتي تعد معقلًا لحزب الشعب الجمهوري المعارض.

وفاز الحزب الحاكم بـ44.95% من إجمالي البلديات، في حين فاز حزب الشعب الجمهوري المعارض بـ30.25%، والحزب الجيد المعارض بـ7.39%، وحزب الحركة القومية بـ6.80%، وحزب الشعوب الديمقراطي بـ4.01%، والأحزاب الأخرى بـ6.60%.

ورغم تقدم تحالف حزب العدالة والتنمية في نحو 40 محافظة من أصل 81، إلا أن تلك النتائج تعد غير مرضية للحزب، بعد أن تراجعت نتائجه مقارنة بالانتخابات الماضية عام 2014، حيث حصل على 47 بلدية.

«فوز بطعم الهزيمة».. هكذا علق بشير عبد الفتاح، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الخبير في الِشأن التركى، وتابع قائلًا: «إن هناك أسبابًا عدة أدت لتراجع ننائج العدالة والتنمية في الانتخابات، منها صحوة المعارضة في تركيا، مع اتحاد حزب الشعب الجمهوري مع الشعوب الديمقراطي الكردي، حتى إن الأخير لم يدفع بمرشحين في إسطنبول وأنقرة حتى لا يفتت الأصوات».

وأضاف: «علاوة على فساد رجال العدالة والتنمية في المحليات واتهامهم بإساءة استخدام النفوذ، مما أدى لاهتزاز صورة الحزب في تركيا».

وأوضح أن عداء أردوغان الشديد للأكراد أدى لخسارة حزبه، لثقل الحزب الكردي في البلاد، مما أدى لتراجع شعبية الحزب».

وتوقع عبد الفتاح أن يشهد حزب أردوغان انشقاقات في الفترة المقبلة، مشيرا إلى وجود جناح داخل الحزب غير راضٍ عن سياسة أردوغان وطريقة إدارته للدولة، وأن تحالفات أردوغان أصبحت مرتبكة.

وتابع قائلا: «إنه من المتوقع أن يظهر حزب جديد من رحم العدالة والتنمية، في حال عجز أردوغان عن ترميم الحزب من الداخل».

محمد حامد، الخبير في العلاقات الدولية يقول: «إن تراجع حزب أردوغان يرجع إلى الظروف الاقتصادية التي تمر بها تركيا وانهيار العملة التركية ووصول معدلات التضخم لـ7.4%، وإدراك الشعب التركي أن العدالة والتنمية يأخذ تركيا في المسار الخاطئ».

وأضاف حامد أن الانتخابات تعد انتصارًا رمزيًا ومهمًا للمعارضة، خاصة أنها لم تفز بمقعد أنقرة منذ 25 سنة.

وتابع الخبير في العلاقات الدولية أن المعارضة أثبتت قدرتها على تقديم مشاريع سياسية أفضل وقدرتها على أن تكون بديلًا للعدالة والتنمية بعد هيمنة الحزب على السلطة في البلاد منذ عام 2002.

وأشار حامد إلى أن الانتخابات المحلية تعد آخر استحقاق قبل عام 2023، مما يعد جرس إنذار لأردوغان لتغيير سياسته وفرصة جيدة لكل القوى السياسية في تركيا لمراجعة سياستها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية