أعرب القادة العرب في ختام القمة العربية الثلاثين المنعقدة في الجمهورية التونسية عن «رفضهم وإدانتهم للقرار الأمريكي بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان»، مؤكدين على «التحرك في مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية لتأكيد عدم شرعية القرار».
وأكد القادة العرب في بيان صدر في ختام القمة، مساء الأحد، بشأن الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان العربي السوري المحتل- أنهم «يعتبرون القرار باطلاً شكلاً ومضمونا ويمثل انتهاكا خطيرا لميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة ولقرارات مجلس الأمن الصادرة بالإجماع وعلى رأسها القرار 242 لعام 1967 و497 لعام 1981 الذي أشار بصورة لا بس فيها إلى عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري العربي المحتل».
وأكد القادة العرب على «الدعم العربي الكامل لحق سوريا في استعادة الجولان المحتل ولبنانية مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء اللبناني من قرية الغجرو وحق لبنان في استعادتها»، مؤكدين أن «هذا القرار الأمريكي يتناقض مع مسؤولية الولايات المتحدة كعضو دائم في مجلس الأمن باحترام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، لا يغير شيئا من الوضعية القانونية للجولان السوري بوصفها أرضًا احتلتها إسرائيل عام 1967 وليس له أي أثر قانوني إذ لا ينشئ أي حقوق أو يترتب عليه أية التزامات أو مزايا».
وشدد القادة العرب على أن «شرعنة الاحتلال أمر مرفوض كليا ويمثل انتكاسة خطيرة في الموقف الأمريكي ومساسا جوهريًا بمبادئ القانون الدولي بما يزيد التوتر فـي المنطقـة ويقوض جهود تحقيق السلام الشامل والدائم والعادل في الشرق الأوسط، وإنهاء الاحتلال على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام»، معربين عن تقديرهم «للمواقف الثابتة التي اتخذتها عدد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية برفض القرار الأمريكي والتأكيد على تمسكها احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية».
وفي ذلت الوقت، حذّر القادة العرب من خطورة قيام أي دولة بتجاوز الشرعية الدولية والتفكير في الإقدام على إجراء مشابه للإجراء الأمريكي، وكلف القادة وزراء خارجية الدول الأعضاء بالعمل بكل الوسائل الـسياسية والدبلوماسـية والقانونية للاستمرار لمجابهة الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجـولان الـسوري المحتل، وبتكثيف الاتصالات الثنائية والجماعية مع المجتمع الدولي بما في ذلك التقـدم عبـر الممثل العربي في مجلس الأمن (دولة الكويت) بمشروع قرار إلى المجلس، وكذا استـصدار رأي من محكمة العدل الدولية، بعدم شرعية وبطلان الاعتراف الأمريكي.
وكلف القادة الأمين العام للجامعة بمتابعة التطورات في هذا الشأن، وتقديم تقرير حولها إلى مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري يعقد لهذا الغرض.