أظهرت دراسة بريطانية طبية حديثة أن الوفيات الناجمة عن العمليات القيصرية هي الأعلى في البلدان النامية وذات الدخل المنخفض؛ ما يشير إلى وجود تهديد لحياة النساء والأطفال في تلك الدول.
وتوصلت الدراسة- التي نشرت في عدد مارس من مجلة (لانسيت) الطبية- إلى أن وفيات الأمهات في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط أعلى 100 مرة، لا سيما في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط، مقارنة في بعض البلدان ذات الدخل المرتفع، وأن ثلث جميع الأطفال في بعض المناطق لا يعيشون في حال ولادتهم ولادة قيصرية.. وتعزى الدراسة ذلك إلى أن جميع حالات الوفاة التي أعقبت العمليات القيصرية إلى حالات النزيف ما بعد الولادة (بواقع 32 %)، وتسمم الحمل (19%)، وتعفن الدم (22%)، ونحو 14% لأسباب متعلقة بالتخدير.
وقالت الدكتورة «شاكلا ثانجاراتينام»، أستاذ النساء والتوليد في جامعة (كوين ماري) ببريطانيا «تعد العمليات القيصرية هي العمليات الأكثر شيوعا في جميع أنحاء العالم.. من المفترض أن تكون منقذة لحياة كل من الأم والطفل، ولكن بسبب العديد من العوامل، مثل ضعف إمكانية الوصول، والحالات المتأخرة، والإجراءات غير المناسبة، وسوء الموارد والتدريب، ليس الأمر كذلك تماما»، وفي كل عام تلقي ما يقرب من 300 ألف امرأة حتفها أثناء الولادة، 99% منهن من بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وبالنسبة للدراسة، غطى الباحثون ما يقرب من 12 مليون حالة حمل في 67 دولة ذات الدخل المنخفض والمتوسط، فقد خضع ربع النساء اللائى توفين أثناء الولادة القيصرية بواقع 23.8%، علاوة على ذلك كانت النساء اللائي يخضعن لعملية قيصرية طارئة في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل أكثر عرضة للوفاة مرتين مقارنة بالولادة القيصرية الاختيارية (القيصرية المخططة).
ودعا الباحثون صانعي السياسات وأخصائيي الرعاية الصحية إلى تحسين الوصول إلى الجراحة، وتشجيع الاستخدام المناسب للإجراء، وتوفير بيئات جراحية آمنة وزيادة إنعاش الأطفال حديثي الولادة للمساعدة في تحسين النتائج للأطفال.