x

فلسطين تحيي ذكرى «مسيرات العودة» بشهيدين في غزة

«الاحتلال» يخترق حسابات النشطاء على مواقع التواصل
الأحد 31-03-2019 02:54 | كتب: محمد البحيري, وكالات |
فلسطين - صورة أرشيفية فلسطين - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

استشهد فلسطينيان، أمس، بنيران القوات الإسرائيلية قرب الحدود بين غزة وإسرائيل فى وقت يتوقع أن يتجمع عشرات آلاف الفلسطينيين على طول السياج الحدودى لإحياء الذكرى السنوية الأولى لانطلاق «مسيرات العودة» فى اختبار لوقف إطلاق النار الهش بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.

وفى ساعة مبكرة من صباح أمس، استشهد محمد جهاد سعد (20 عاما) جراء «إصابته بشظايا بالرأس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى شرق غزة» وفق بيان لوزارة الصحة فى القطاع. وقال شاهد عيان إن سعد كان مع حوالى 30 آخرين، يتكئ على عكازين إثر إصابته برصاص الجيش فى وقت سابق، واقترب حوالى مائتى متر من الحدود عندما أطلق الجنود النار عليه وأصابوه.

وأصيب فتى برصاصة فى وجهه مباشرة، استشهد على إثرها، شرق غزة، ورفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلى التعليق على الحادثة.

وأكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس إن فلسطين لن تكون إلا للفلسطينيين، وأن الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية آتية لا محالة. وأضاف أن «المعاناة التى عاناها الشعب على مدار 100 عام والتضحيات الجسام التى قدمها هذا الشعب العظيم لن تذهب هدرا».

وقال عباس إن «ذكرى يوم الأرض الخالد مناسبة لنجدد العهد لشعبنا على التمسك بالثوابت والحفاظ على المقدرات وأنه بصمود شعبنا قادرون على إفشال المؤامرات كافة التى تحاك ضده».

وحيا الرئيس الفلسطينى بهذه المناسبة «دماء شهداء يوم الأرض وكافة شهداء شعبنا وأمتنا العربية وأحرار العالم الذين استشهدوا من أجل فلسطين، والجرحى والأسرى»، مجددا التأكيد على أن «لا تنازل عن حرية الأسرى»، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى.

وقامت قوات الاحتلال بقرصنة صفحات هيئة مسيرات العودة وكسر الحصار على مواقع التواصل الاجتماعى ومجموعات الواتس آب الخاص بالهيئة.

وبثت قوات الاحتلال دعوات تشكيكية فى المسيرات وإصدار تعليمات لا علاقة لها بمسيرات العودة.

واعتبرت الهيئة أن ما قام به الاحتلال «يعكس عنجهية وصلفا، حيث تم اختراق الصفحة الرسمية للهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، والقرصنة على أرقام الواتس آب لمديرى المجموعات التى تدعو للمشاركة فى المسيرات، ونشر منشورات تحريضية لمنع المشاركة عبر الصفحة والمجموعات».

وتجمع عشرات آلاف الفلسطينيين فى 5 نقاط حددتها الهيئة العليا المنظمة لـ«مسيرات العودة» على طول السياج الإسرائيلى محكم الإغلاق الفاصل مع قطاع غزة، فى الذكرى الأولى لبدء «مسيرات العودة الكبرى».

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عدة بالونات «حارقة ومتفجرة» سقطت، ظهر أمس، فى عدة مناطق فى «غلاف» قطاع غزة، وأن عدة حرائق اندلعت فى مستوطنات بالغلاف تسببت فى أضرار مادية.

وهاجمت قوات الاحتلال مسيرة جماهيرية سلمية بذكرى يوم الأرض، التى نظمتها القوى الفلسطينية عند المدخل الشمالى لمدينة البيرة.

وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز السام والصوت، ومياه الصرف الصحى تجاه المتظاهرين. وانطلقت مسيرة بمشاركة العشرات، وتوجهت نحو حاجز المحكمة الذى يغلق الطريق نحو البيرة.

كما اعتدت قوات الاحتلال على الصحفيين، وتعمدت إلقاء قنابل الغاز بشكل مباشر عليهم، واستهدافهم بمياه الصرف الصحى لإبعادهم عن مكان المواجهات، ومنعهم من التغطية.

وقمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية نظمت احتجاجا على استهداف الطواقم الطبية والمسعفين بالقرب من حاجز حوارة جنوب نابلس. واستهدفت قوات الاحتلال المشاركين فى المسيرة بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من المشاركين بحالة اختناق.

وشهد عدد من المدن الأسترالية مظاهرات حاشدة بالآلاف لإحياء الذكرى السنوية ليوم الأرض ومسيرات العودة.

واحتشد الآلاف من الناشطين والأحزاب الأسترالية والجاليات العربية والجالية الفلسطينية فى مظاهرة انطلقت وسط مدينة سيدنى تضامنا مع فلسطين.

ورفع المشاركون، خلال المظاهرة، الأعلام الفلسطينية وشعارات منددة بالسياسة الأمريكية والممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى. وتحدث فى المظاهرة كل من السيناتور كل نهون فاروقى عضو البرلمان الأسترالى والناشطة والشاعرة رولا عليان من الاتحاد العام لعمال فلسطين والناشطة نادية زعيتر عن المقاطعة وعدد من الناشطين.

وشهدت مدينة ملبورن فى ولاية فيكتوريا مظاهرة حاشدة.

وفى سيريلانكا، نظمت السفارة الفلسطينية سلسلة من النشاطات فى المحافظات الشرقية الرئيسية فى جمهورية سريلانكا، خاصة ترينكومالى، باتيكالو، أولوويل، وكلموناى وتستمر لمدة 5 أيام، لتسليط الضوء على ما يعانيه الشعب الفلسطينى.

وتزامنت الاحتجاجات مع إعلان مسؤولين من الفصائل الفلسطينية التوصل إلى تفاهمات جديدة مع إسرائيل عبر الوساطة المصرية للمحافظة على الهدوء على السياج الحدودى الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

بدوره، حشد الجيش الإسرائيلى عشرات المدرعات على طول الحدود، ووضع عشرات القناصة على أهبة الاستعداد، فضلا عن حشد المدفعية والدبابات شرق غزة.

ويتزامن ذلك مع «يوم الأرض» الذى يتم إحياؤه سنويا فى 30 مارس فى ذكرى مقتل 6 عرب إسرائيليين على أيدى القوات الإسرائيلية خلال تظاهرات خرجت عام 1976 احتجاجا على مصادرة أراض. ودعت هيئة «مسيرات العودة» الى إضراب شامل.

وبلغت المواجهات ذروتها فى 14 مايو العام الماضى بالتزامن مع نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، فاستشهد يومها 62 فلسطينيا على الأقل برصاص الجيش الإسرائيلى وأصيب المئات بجروح.

ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار الإسرائيلى المفروض على القطاع منذ أكثر من عقد، وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم أو غادروا لدى قيام دولة إسرائيل فى 1948. وتأتى المسيرات قبل أسبوعين من موعد الانتخابات الإسرائيلية، وبعد أيام قليلة من اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل وحماس فى تصعيد آثار مخاوف من وقوع حرب رابعة بين الطرفين.

من جهته، دعا رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية إلى المشاركة فى «مليونية العودة».

ويعيش مليونا فلسطينى فى القطاع الفقير الذى تحاصره إسرائيل بينما تغلق مصر فى كثير من الأحيان معبر رفح الحدودى مع غزة.

وينظم الفلسطينيون احتجاجات فى كل أسبوع تشمل قيام متظاهرين بإحراق الإطارات وإلقاء الحجارة وإطلاق البالونات المحملة بمواد حارقة أو متفجرة وحتى محاولة البعض اقتحام السياج الحدودى مع إسرائيل.

ومنذ 30 مارس 2018، قُتل ما لا يقل عن 259 فلسطينياً بنيران القوات الإسرائيلية، الغالبية العظمى على طول الحدود فيما قتل جنديان إسرائيليان.

وتبرر إسرائيل عمليات إطلاق النار بأنها دفاع عن حدودها، ويتهمها الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان بالإفراط فى استخدام القوة.

وأصاب صاروخ أطلق من غزة يوم الاثنين منزلا شمال عاصمة إسرائيل التجارية تل أبيب ما أسفر عن إصابة 7 إسرائيليين بجروح. ورداً على ذلك، شن الجيش الإسرائيلى عشرات الغارات الجوية على مواقع حماس، بينها مكتب رئيس الحركة فى غزة قبل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة مصرية.

وفى وقت مبكر من صباح الجمعة قال مسؤول فلسطينى شارك فى اللقاءات مع الوفد المصرى والتى انتهت فجرا: «أبلغنا الوفد الأمنى المصرى أن الاحتلال وعد بتخفيف إجراءاته ووافق على وقف إطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين». وأشار إلى «موافقة الفصائل على فرض الهدوء فى القطاع، وإبعاد المشاركين بمسيرة العودة المليونية مسافة 300 متر عن السياج الفاصل ووقف إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة».

وقال خليل الحية، نائب رئيس حماس فى غزة فى مؤتمر صحفى بعد اجتماع للوفد الأمنى المصرى مع الهيئة العليا لـ«مسيرات العودة» بحضور هنية: «استمعنا من الوفد لجملة هامة وكبيرة من مطالبنا وهى إيجابية والاحتلال تحت الاختبار للتنفيذ والتطبيق».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية