من مقام البيات، بدأ إبراهيم سعيد التقاسيم الأولى بعد أن شد الأوتار جيدا وكتب اسم صاحب العود وثبت بعض الزخارف عليه لتعطى لمسة جمالية شرقية خالصة.
فى هذه اللحظة، تأكد أن العود لا يحتاج أى تعديلات أو إضافات.. فقط وضعه فى حقيبة جلدية فاخرة لحين قدوم صاحبه، وبدأ يسرد بداياته فى العمل كصانع للعود، وكيف عشق المهنة من خلال العمل بورشة الفنان عبده داغر فى شارع الشيتى بطنطا.
يفتخر «سعيد» بأن بشارع الشيتى الذى يضم عددًا من أقدم ورش صناعة العود فى مصر: «صناعة العود المصرى خرجت من طنطا، ولا تزال موجودة بها، ويعمل بها عدد من العائلات، وأهم صناع العود لطفى داغر الذى ورّث صناعته لأبنائه وتلاميذه من بعده».
وعن علاقته بالفنان عبده داغر يقول: «كنت أعمل فى ورشة الفنان عبده داغر، وكان لى أخًا ووالدًا، حتى أتقنتها وأصبحت (أسطى)، وابنى، 6 أعوام، عندما يزورنى فى الورشة لا يتوقف عن التعلم والمشاركة فى صناعة العود والعزف عليه». ويوضح أن فى مصر نحو 60 ورشة لصناعة العود، منها 45 ورشة فى القاهرة و8 فى طنطا، بالإضافة إلى 4 ورش فى الإسكندرية، لافتا إلى أن صُناع العود يعرفون بعضهم جيدًا، ومن شكل وجودة العود يمكن بسهولة الوصول لصانعه.
وقال إنه لا توجد ورشة واحدة تختص بصناعة العود كاملا، بل هناك ورشة لكل جزء من أجزاء العود، ووفقًا لهذا الجزء يتحدد عدد العمال، موضحا أن هناك ورشًا يزيد عدد عمالها على الـ 15 عاملًا، فى حين توجد ورش بها 5 عمال فقط.
«العود المصرى يباع فى الخليج، خاصة بالسعودية»، يوضح «إبراهيم» أن حركة بيع العود المصرى ليست فى مصر بشكل كبير، إذ يباع فى مصر لعدد محدود أغلبهم من طلاب الموسيقى ممن يبحثون عن العود التعليمى بالإضافة إلى العازفين وطلاب بيت العود، مؤكدا أن هناك دولًا تنافس مصر فى صناعة العود، لكن يظل العود المصرى العود الشرقى الأصيل، فيما ينافسه العود العراقى ذو المواصفات والصوت والقياس المختلف.
وعن رحلة صناعة العود يقول: «العود يحتاج 20 يوما، لكن هناك ما يحتاج إلى شهور طويلة، وفقا للمواصفات التى يحددها صاحبه، ويتكون العود من القصعة والزند والوجه والكعب والخزينة، أما الأوتار يتم استيراد أغلبها، ويبدأ سعر الطقم من 1500 جنيه، وثمن العود يبدأ من ألف جنيه للعود التعليمى، ويصل ثمنه إلى مليون جنيه لو تمت زخرفته وتزيينه بالذهب والفضة».
وبخصوص إمكانية تصليح العود، قال إن أول قطعة تتلف فى العود «الزند»، حيث يتقوس الخشب أو يرتفع من مكانه لأعلى، لكن تم التغلب على المشكلة من خلال «الزند الثابت».