x

وجع القلوب «ر. محمد» مأساتها تكررت مع طفلتيها.. والسعادة ضيف فى حياتها

الخميس 28-03-2019 07:39 | كتب: أحلام علاوي |

ثلاث مراحل عاشتها. بدأت بالفقر وانتهت به. وما بينهما مرحلة رفاهية، لم تتجاوز أربع سنوات. فعمرها 33 عاما ونصف العام. لم تذق فيها السعادة والراحة، إلا في تلك السنوات الأربع. ورغم أنها اعتادت الفقر أكثر، إلا أن تعودها عليه وهى بطولها، مغاير تماما، عندما تعيشه وهى تعول طفلتين لا ذنب لهما في المأساة التي يعشنها، سوى أن والدهما مات. وكأن المأساة تتكرر للمرة الثانية في حياتها. فقد توفى والدها أيضا وهى طفلة، وكانت في الصف الثانى الابتدائى، فتركته. إنها «ر. ر. محمد»، من إحدى عزب بولاق الدكرور، بمحافظة الجيزة. من أسرة بسيطة جدا. بعد وفاة والدها لم تجد من يعولها، فإخوتها الثلاثة أيضا لم يكونوا أفضل حالا منها. فكل منهم يجرى على توفير لقمة عيشه. عندما اشتد عودها بدأت تشق طريقها هي أيضا لتوفير لقمتها. فكانت تعمل في البيوت. وللأسف أصابها المرض. فأصبحت مريضة سكر وغضروف وهى في ريعان شبابها. حتى كان عمرها 26 عاما. رآها رجل يكبرها بـ25 عاما أثناء عملها في أحد المنازل بأرض اللواء. وكان سودانى الجنسية، وميسور الحال. حيث كان يعمل مديرا تجاريا ما بين مصر والسودان.

وكان على حد قولها رجلا كريما وطيبا. فعرض عليها الزواج وقبلت. وهنا بدأت «ر» مرحلة الرفاهية. حيث اشترى لها شقة تمليك، ومنعها من العمل في البيوت مرة أخرى. بل للمرة الأولى في حياتها يأتى لها من يقوم بخدمتها. أنجبت منه طفلتين جميلتين، «نادية، 10 سنوات» و«فاطمة، 7 سنوات ونصف». كانتا في مدارس خاصة في حياة والدهما، و«باص» المدرسة يأخذهما ويعيدهما. لكن ذلك لم يدم كثيرا. فزوجها كان مريضا منذ صغره، وأصيب بجلطات بالمخ عدة مرات، لكنه أهمل في علاجها حتى زادت عليه، خاصة أنه كان مدخنا شرها. فزاد عليه المرض، الذي أخذ كل ما لديه، حتى أتى الدور على الشقة، فباعتها لتكمل علاج زوجها، الذي لم يقصر معها. حتى البنتان نقلتهما إلى مدرسة حكومية لعدم قدرتها على سداد المصروفات. كما أنها استأجرت شقة في صفط اللبن بـ400 جنيه شهريا. مكث فيها زوجها ثلاثة شهور فقط وتوفى، وبمرور شهر تلو الآخر لم تستطع «ر» الاستمرار في دفع الإيجار، فبدأت في بيع كل شىء من الأثاث والأجهزة. حتى ابنتها الكبرى «نادية» انقطعت عن المدرسة لعدم سداد المصروفات. وتركت الشقة بعد عجزها عن دفع الإيجار. حاولت اللجوء إلى إخوتها، لكنهم ليسوا أفضل منها حالا، وكل منهم لديه أسرة. حتى ساعدها أصحاب الخير في التوسط لدى صاحب منزل آخر، بتسكينها بإيجار 350 جنيها. وقَبِلَ بعد محاولات، لكن دون عقد، حتى يستطيع إخراجها هي وابنتيها حال تأخرها عن الإيجار ولو يوما واحدا، لأنه «مش فاتحها شؤون اجتماعية» كما أخبرها. حاولت «ر» الحصول على معاش تعيش منه هي وابنتاها، وتقدمت بأكثر من 16 طلبا، لكن للأسف. الروتين والبيروقراطية يقفان حائلا، بحجة اختلاف العنوان في البطاقة عن عنوان الإقامة. فما المانع أن يتم بحثها في المكان الذي تقيم فيه، ولديها شهود، ويستطيعون التأكد من صدق كلامها بأكثر من طريقة، على حد قول أحد جيرانها. خاصة أن صاحب المنزل يرفض إعطاءها عقد إيجار. وتم بحثها من الشؤون منذ 5 شهور ولم تصرف معاشا حتى الآن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية