x

لحظة من فضلك: «فلاش باك».. لو الزمان رجع تانى هتختار حياتك إزاى؟

الخميس 28-03-2019 07:39 | كتب: أحلام علاوي |

تنهيدة طويلة، خرجت من أعماق صدورهم، تحمل في طياتها أحلاما كثيرة تمنوا لو عاد بهم الزمن لتحقيقها. مجموعة من السيدات والرجال تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والستين عاما، أجابوا عن السؤال، فماذا قالوا؟

«ف» كنت سأقوم بخوض تجربة السفر في عُمر مبكر، للدراسة في إحدى الجامعات في الخارج. وأستزيد من خبرات جديدة ولن أضيع تلك السنوات التي ضاعت من عمرى هباءً، وسيليها العمل في الخارج أيضًا، ولن أترك مهنتى الحالية، ولكننى سأقوم بعمل مشروع إلى جانبها يقينى الأيام حال تدهورها. وكنت سأرجئ فكرة الزواج إلى مرحلة متقدمة، لأنه يأخذ الكثير من المجهود والتفرغ.

«مالها العزوبية وتكبير الدماغ، وتحديد حياتى وتخطيط مستقبلى، زى ما أنا عايزة، مش زى ما غيرى عايزها» هكذا بدأت «ع» حديثها. قائلة: سأتراجع عن قرار الزواج، وأتمسك بالعمل أولًا ولن أغير مهنتى، لكننى سأصبح أكثر مرونة سواء في التوجيه أو العمل، والاعتماد على العلاقات الشخصية، وتوسيع دائرة المصادر، وتنميتها أكثر من الالتزام بضوابط المهنة والمبادئ التي كبدتنى الكثير. ثالثا وهى أهم نقطة كنت سأفعلها، قضاء أطول ممكن مع والدى ووالدتى، اللذين شغلنى العمل عنهما، ولم يمهلنى القدر للاستمتاع بهما، والقيام على خدمتهما بما يجب.

أما «س» فكانت ستؤجل قرار الزواج ثلاث سنوات، وستغير مهنتها الحالية، بل لن تخرج للعمل أساسا، وكل ذلك لتتمكن من النوم أطول فترة ممكنة، وتتفسح وتخرج براحتها قبل الزواج.

ورغم أن الجميع يعتقد أنها أسعد امرأة في الكون، على حد قولها، إلا أنها عكس اللى شايفينها. تقول «س» «هأجل خطوة الزواج شوية، لغاية ما اشتغل وأعمل لى شخصية مستقلة. وهتبسط بكل حاجة في حياتى. لعب وفسح وضحك ولبس. هالعب رياضة أو أمارس هواية وأواظب عليها، حتى بعد الجواز، وأطورها وأخلق لنفسى مساحة ووقتا أستمتع فيهما، ولا أتنازل عنهما مهما كان. هاخرّج ناس من حياتى، ولن أسمح لهم بأى مكان فيها، أو إنهم ياخدوا من وقتى ومجهودى وطاقتى ومشاعرى، وهم ما يستاهلوش، ولما أتجوز هاخلف ولاد كتير».

ولم يختلف مجتمع الرجال عن النساء كثيرا. وإن كان أهم اختلاف بينهما هو عدم تراجعهم عن قرار الزواج، حتى وإن غير زوجته الحالية بأخرى، لكنه في النهاية مقبل على الزواج.

«ف» راضٍ بكل حياته، ولن يغير فيها شيئاً قيد أنملة بمبدأ «لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع» على حد قوله.

والحاج «م» راضٍ بزوجته بل يحبها كثيرا، ويقول لو عاد الزمان أكثر من مرة سيختارها هي بعينها. وراضٍ بأبنائه. لكنه كان سيغير مهنته الحالية، ولن يستجيب أو يسمع كلام والدته، رحمها الله، التي منعته من الالتحاق بوظيفة كان يحبها واجتاز جميع اختباراتها، وكانت ستغير حياته للأفضل مما هي عليه الآن. وقرار آخر وهو أنه لن يوافق والدته أيضا عليه، وهو بيع منزل العائلة، الذي كان جامعا لكل أفراد عائلته، التي يعيش على حلم أن يستطيع تجميعهم مرة أخرى، بعد أن فرقتهم البلدان والوظائف والمنازل، وهموم الحياة.

«ز» طالب جامعى. أضاع الكثير من وقته في اللعب، خاصة لعب الكرة. فلم يستطع دخول الكلية التي كان يتمناها. كما سيكون أكثر حرصا على إرضاء والديه، الذي أغضبهما كثيرا. وسيتعلم أن يكون هادئ الطباع، حسن المعاملة ولبقًا في الحديث مع الآخرين. وأن يلجأ أو يستعين برأى والده في أصدقائه، بل سيكون والده أول أصدقائه.

د. نيرمين فراج، أستاذ علم النفس بجامعة مدينة السادات، ترى أن الحنين إلى الماضى أمر طبيعى، وخاصة بالنسبة للمرأة أكثر من الرجل. ويتضح ذلك من خلال عزوف المرأة عن الزواج، أو حتى تأجيله، بعكس الرجل؛ وذلك لأن المرأة تدخل المفرمة من أول يوم زواج. علاوة على أن المرأة من جيل السبعينيات كانت مسيرة أكثر منها مخيرة. فحتى الرياضة كان لا يمارسها إلا القليل من السيدات. والمتعارف عليه في هذا الوقت هو زواج الفتاة فور تخرجها في الجامعة، وإن تأخرت عن ذلك عاما أو اثنين يقال إنها «عانس». وبالتالى تكون غير ناضجة الفكر تماما بشكل يؤهلها لاختيار الأفضل في كل مناحى حياتها، وتظل تدفع ثمن تلك الاختيارات طيلة حياتها، على كل الأصعدة. بعكس الرجل، الذي يستطيع أن يخلق لنفسه عوالم كثيرة يهرب بها من الواقع الذي يعيشه، في الحالتين. سواء فرض عليه، أو حتى عن سوء اختيار كما يقنع نفسه. فلديه الصديقة الافتراضية، ولديه الأصدقاء والمقاهى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية