x

محللون: اعتراف ترامب بـ«سيادة إسرائيل على الجولان» يدمر السلام

الأربعاء 27-03-2019 07:09 | كتب: عنتر فرحات |
دونالد ترامب دونالد ترامب تصوير : أ.ف.ب

يشكل إعلان الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، اعتراف بلاده رسميا بسيادة إسرائيل على الجولان السورى المحتل، ضربة جديدة لمساعى واشنطن لإحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط، وتأكيدا على انحياز واشنطن الأعمى لتل أبيب، بعدما اعترفت بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقلت سفارتها إليها، وقوبل قرار ترامب بموجة تنديد سورية وعربية ودولية وأكدت كل الأطراف أن الجولان أرض سورية محتلة طبقا لقرارات الشرعية الدولية، بينما رحب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بقرار ترامب وقال: «كما وقفت إسرائيل شامخة فى 1967، ومثلما وقفت شامخة فى 1973، تقف إسرائيل شامخة اليوم، نسيطر على الأرض المرتفعة ويجب ألا نتخلى عنها أبدا»، وقدم نتنياهو صندوقا من النبيذ المصّنع فى الجولان لترامب.

ويمثل اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان منحة لنتنياهو قبل أسبوعين من الانتخابات العامة المقرر إجراؤها فى 9 إبريل المقبل، رغم أن ترامب قال إن قراره غير مرتبط بالانتخابات، كما يمثل طوق نجاة لنتنياهو الذى تحاصره 4 قضايا فساد فى مواجهة تحالف الجنرالات بقيادة رئيس الأركان السابق ينى جانتز.

وبحسب محللين، يشكل قرار ترامب تحولا محوريا فى سياسة الولايات المتحدة بشأن الجولان، وقالت وكالة «رويترز» إن محللين اعتبروا أن خطوة ترامب بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل فى ديسمبر 2017، قد يقوض طرح صفقة القرن الأمريكية لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط، أو يكون مقدمة لمحاولة فرضها، ويدفع إسرائيل مجددا إلى الصراع مع جيرانها العرب، وأوضحوا أن قرار ترامب دق مسمارا قاتلا فى نعش عملية السلام، إذ لم تعد هناك قضية يمكن أن يقبلها العرب فى ظل الانحياز الأمريكى لإسرائيل، وفى الداخل الأمريكى، يقول محللون يهدف ترامب لتعزيز فرص إعادة انتخابه عام 2020، بجذب المسيحيين الإنجيليين الأمريكيين، والذين صوت غالبيتهم له فى انتخابات فى 2016 ويدعمهم فى إدارته نائبه مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو.

ويعتبر اعتراف ترامب الأحدث فى سلسلة قرارات تهدف إلى إعادة رسم ملامح الصراع العربى- الإسرائيلى، بما فى ذلك اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال مبعوث ترامب للشرق الأوسط جيسون جرينبلات: «من غير المعقول أن تسمح إسرائيل بأن تسيطر على الجولان سوريا أو أى من العناصر المارقة التى تعمل فى المنطقة، ومنها إيران وحزب الله»، وقال مسؤولون أمريكيون إن دعم هذه الخطوة فى إدارة ترامب اكتسب قوة بعدما عبرت إسرائيل عن قلقها إزاء القوات الإيرانية ووكلائها الذين يتخذون مواقع فى جنوب غرب سوريا، وأضافوا أن جون بولتون، مستشار ترامب للأمن القومى، كان من المؤيدين المهمين لتغيير السياسة، لكن مشككين حذروا من أن هذه الخطوة ستمنح إيران وحزب الله مبررا لهجمات على إسرائيل، وقال دينيس روس، المفاوض الأمريكى السابق فى الشرق الأوسط: «من وجهة النظر العربية، يجعل قرار ترامب الدول العربية أكثر ترددا فى تقديم الدعم لأن المساحة السياسية التى يحتاجون إليها للمناورة تآكلت ووضعتهم فى موقف دفاعى»، وأكد أن الاعتراف الأمريكى بسيادة إسرائيل على الجولان يشجع اليمين الإسرائيلى على تكثيف ضم المستوطنات فى الضفة الغربية المحتلة، بما يشكل نهاية حل الدولتين».

وتبلغ مساحة الجولان 1850 كيلومترا مربعا، احتلت إسرائيل منها 1250 كيلو فى عدوان 1967، وتحتل 1200 كيلومتر مربع منها حاليا، ونقلت 25 ألف مستوطن يعيشون فى 30 مستوطنة، ويعيش بالجولان بها نحو 23 ألف درزى سورى، خيرتهم إسرائيل بالحصول على جنسيتها لكن أغلبهم رفض، والدروز أقلية عربية غالبيتهم موالون للنظام السورى، ويعمل غالبيتهم بالزراعة والسياحة. ووقعت دمشق وتل أبيب هدنة فض الاشتباك فى 1974، وفى 1981 أقر البرلمان الإسرائيلى تشريعا يطبق «القانون والاختصاص القضائى والإدارة» على الجولان، وضم الأراضى، غير أن المجتمع الدولى لم يعترف بالخطوة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية