تناولت الصحف الصادرة، الثلاثاء، عددا من الموضوعات المهمة، جاء على رأسها لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الفريق أول وى فنج هه، وزير دفاع الصين الشعبية، وكذلك اعتراف ترامب بالجولان «أرضا إسرائيلية».
وأبرزت صحف الأهرام والأخبار والجمهورية تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص مصر على تعزيز التعاون الممتد بينها والصين، وإشادته بارتقاء علاقات الطرفين، إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، وتشديده على أن القاهرة تدعم مبادرة الصين «الحزام والطريق» لتعزيز التعاون التجارى والاقتصادى بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك خلال استقباله أمس، الفريق أول وى فنج هه وزير دفاع الصين الشعبية، بحضور الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والسفير الصيني.
وألقت الصحف الضوء على تنويه السيسي بأن التجربة التنموية الصينية، تحت قيادة الرئيس الصيني شى جين بينج، تحظى بتقدير مصرى كبير.
فيما أبرزت الصحف الثلاث تصريحات السفير بسام راضى المتحدث باسم الرئاسة بأن اللقاء استعرض عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وتطرق إلى تعزيز التعاون بين الجانبين، على الصعيد الأمني والعسكري، والتدريبات المشتركة ومكافحة الإرهاب، في ضوء ما يتوافر لديهما من خبرات وقدرات.
وأضاف راضى أن الرئيس السيسى أكد أن مبادرة «الحزام والطريق» تتكامل مع جهود مصر التنموية وجذب الاستثمار، والمشروعات القومية الكبرى الجارى تشييدها، في مقدمتها محور تنمية قناة السويس الذي يتضمن إنشاء مناطق صناعية ولوجيستية، وموانئ على البحرين الأحمر والمتوسط، بالإضافة إلى الطفرة في إنتاج الطاقة بأنواعها، وتنفيذ شبكة الطرق وازدواج الخط الملاحى لقناة السويس، لافتا إلى أن تلك المشروعات في مجملها تعمل على سرعة وتسهيل حركة التجارة.
من ناحيته، نقل وزير الدفاع الصينى إلى الرئيس السيسي تحيات نظيره الصينى، مؤكدا حرص بلاده على تطوير علاقاتها الإستراتيجية مع مصر، على مختلف الأصعدة، وشدد على ما تكنه بكين من احترام وتقدير للرئيس ولمصر، في ظل دورها المحورى باعتبارها ركيزة أساسية لاستقرار الشرق الأوسط، مشيدا بالنجاحات الكبيرة التي حققتها مصر بقيادة الرئيس في مجال الأمن والاستقرار، والإصلاح الاقتصادى والتنمية الشاملة.
فيما تناولت الصحف كذلك تأكيد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الأهمية التي توليها القيادة السياسية والحكومة بأسرها لقطاع السياحة، إيماناً منهما بدور السياحة في دعم وتنمية الاقتصاد القومي باعتبارها أحد أهم مجالات توفير فرص العمل، فضلاً عن أنها تعتبر القطاع الأسرع نموا وأحد أهم الصادرات الخدمية، وذلك خلال الكلمة التي ألقاها مدبولى أمس في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الإقليمى حول الابتكار التكنولوجى في مجال السياحة الذي أقيم على هامش اجتماع لجنة الشرق الأوسط بمنظمة السياحة العالمية في دورته الـ45، بحضور وزراء السياحة رانيا المشاط والاستثمار سحر نصر والبيئة إيناس فؤاد، وأمين عام منظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي، وممثلى قطاع السياحة من عدد من الدول.
ولفت مدبولى إلى أن أجهزة الدولة كافة تتعاون لضمان تحقيق تجربة سياحية فريدة للسائح في مصر، وذلك من خلال الاهتمام برفع كفاءة البنية التحتية التي تشملها المشروعات القومية من شبكات طرق وكباري، والتى منها تطوير وتوسيع شبكة مترو الأنفاق، ومد خطوط جديدة لربط المناطق المختلفة بالعاصمة.
وأشار مدبولى إلى أن برنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة الذي دشنته وزارة السياحة بهدف تحقيق تنمية سياحية مستدامة جاء تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، وأكد أن هذا البرنامج يحظى بتأييد كبير من الحكومة، نظرا لأن الإصلاح الهيكلى يعد الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة التي تسعى مصر لتحقيقها على جميع المستويات وفقا لرؤية إستراتيجية 2030.
وأعرب عن سعادته بلقاء تلك النخبة من الوزراء، وممثلى قطاع السياحة من مصر وعدد من الدول العربية الشقيقة، فضلاً عن الأمين العام للمنظمة العالمية.
وأشاد مدبولى بالدور الذي تقوم به المنظمة، ولجنة الشرق الأوسط في دعم السياحة في بلداننا العربية، وأيضا قيامهما بتعزيز دور السياحة في التنمية المجتمعية، ومساعيهما للترويج لسياسات التنمية السياحية المستدامة، وذلك من منطلق أهمية السياحة في دعم اقتصاديات الدول ودورها الفاعل في نشر السلام والتفاهم بين الشعوب.
وأوضح أن قطاع السياحة في مصر يعتبر أحد أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد القومي، كونه يمس حياة ملايين المصريين، مضيفا أن الحفاظ على موروثاتنا الطبيعية والثقافية والتنوع البيولوجى هدف قومى توظف له كل إمكانيات الدولة.
وأكد أن الدولة المصرية تدعم التعاون مع المؤسسات الدولية، ونحن سعداء بالشراكة القائمة والمستمرة مع منظمة السياحة العالمية في أوجه عديدة، من بينها هذا المؤتمر بجلساته المهمة التي تركز على الحلول المبتكرة لقطاع السياحة، خاصة المسابقة بين الشركات الناشئة ورواد الأعمال في مصر والشرق الأوسط، التي تقيمها وزارة السياحة المصرية لأول مرة، لاختيار مشروعات وتطبيقات إلكترونية حديثة للترويج للسياحة المصرية.
وأشارت الصحف إلى أن رانيا المشاط أكدت من جانبها أن الحكومة المصرية تولى اهتماما بالغا بهذا القطاع الحيوي، الذي يسهم بشكل كبير في دفع التنمية بالاقتصاد المصري، موضحة أن اهتمام الوزارة بتنظيم المنتدى الإقليمى حول الابتكار التكنولوجي في السياحة، يأتى إيمانا منها بتحقيق قطاع سياحة مستدام، ويأتي أيضا اتساقا مع توجه الحكومة المصرية للتحول إلى مجتمع رقمي.
ولفتت إلى أن الوزارة أعلنت أيضا عن تنظيم أول مسابقة تنافسية في هذا المجال، حيث تم فتح باب التقديم والمشاركة خلال شهر فبراير الماضي، وهناك ما يقرب من 104 متسابقين سجلوا في تلك المسابقة، حيث سيقدمون الحلول المبتكرة للترويج لقطاع السياحة المصرية.
من جانبه، أعرب أمين عام منظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي عن سعادته بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدا أنه «كان لقاء رائعا، وتحدثت مع الرئيس عن أحدث النجاحات التي سيتم افتتاحها العام المقبل، وهو المتحف المصرى الكبير الذي يتحدث عن الحضارة المصرية العظيمة».
كما أبرزت الصحف تكليف النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق نيابة استئناف أسيوط بالتحقيق في الواقعة المكذوبة والخاصة باختطاف طالبة من المدينة الجامعية بجامعة الأزهر، وذلك بشأن من قام عمداً بنشر أخبار وبيانات وإشاعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام وإلقاء الرعب في نفوس أفراد المجتمع وإلحاق ضرر بالمصلحة العامة.
كانت إحدى الصفحات الوهمية بـ فيس بوك قد نشرت شائعة عن الاعتداء على فتاة بالمدينة الجامعية بنات وأنها فارقت الحياة وتصاعدت حدة الشائعات وقامت إدارة الجامعة بالبحث في الأمر ولم يتم العثور على شيء ليكتشف الجميع حقيقة الأكذوبة التي سار خلفها الطلاب دون أن يشاهدوا شيئا أو يعثروا على جثمان الفتاة.
ولفتت الصحف إلى أن من جانبها أصدرت إدارة الجامعة بيانا نفت فيه تلك الواقعة، مؤكدة أنها مجرد شائعات وأنه تمت مراجعة كل الأسماء والأعداد بطالبات المدينة الجامعية ولا توجد أي طالبة متغيبة وتم تمشيط المدينة بالكامل وما حولها من قبل الأمن الجامعى ولم يستدل على وجود أي شيء غريب وأن الأمور تسير على مايرام، وناشدت إدارة الجامعة أبناءها الطلاب والطالبات عدم الانسياق وراء أي أخبار مجهولة المصدر.
وفي ذات السياق، قال الدكتور أسامة عبدالرؤوف نائب رئيس جامعة الأزهر فرع أسيوط إنه قام بجولة ميدانية بالمدينة الجامعية للطالبات واستمع لهن في حوار أبوى مفتوح وتعهد بتذليل أية عقبات قد تواجه مسيرتهن، مؤكدا أن مكتبه مفتوح لهن في جميع الأوقات، وشدد على ضرورة وضع قواعد للممارسات على وسائل التواصل الاجتماعى وطرق اكتشاف الأخبار المضللة والحسابات المزيفة على الإنترنت وفضح وعقاب الذين ينتحلون شخصيات ومناصب مزيفة وتمنى من الطلاب والطالبات عدم الانسياق وراء أي أخبار مجهولة المصدر، وحذر من أنه في حال تواطؤ أي طالب وطالبة بالمشاركة في ترويج الشائعات التي ليس لها أساس من الصحة فإن مصيره الفصل الفورى من المدينة.
وأضاف نائب رئيس الجامعة أن الطالبة التي تداول اسمها على بعض المواقع بشأن اختفائها بحالة جيدة وكانت في أجازة لمدة 48 ساعة بين أهلها وعادت والتقت بزميلاتها واطمأنوا عليها، مناشدا جميع وسائل الإعلام تحرى الدقة في كل ما يتم نشره من معلومات وأخبار وعدم نشر أخبار كاذبة، وضرورة الرجوع إلى المسئولين بالجامعة للتأكد من صحة المعلومات، لافتا إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه كل من يروج لهذه الشائعات.
من جانبه أشار اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط إلى قيم جامعة الأزهر العريقة وتمسك جميع العاملين بالجامعة بالتقاليد الأصيلة ونبذهم لأي أفكار أو شائعات تهدد السلم العام وتنشر الرعب بين المواطنين الآمنين.
وفي الشأن الخارجي، اهتمت كافة الصحف باعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس بهضبة الجولان أرضا إسرائيلية في دفعة انتخابية لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
وأشارت إلى أنه خلال زيارة نتنياهو للبيت الأبيض، وقع ترامب مرسوما يمنح إسرائيل رسميا اعترافا أمريكيا بأن الجولان أرض إسرائيلية وذلك في تحول كبير في سياسة أمريكية استمرت عشرات السنين.
وكذلك ألقت الصحف الضوء على إعلان الحكومة السورية أن اعتراف واشنطن بضم الجولان لإسرائيل «اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضيها»، وقال مصدر رسمى في وزارة الخارجية السورية إن ترامب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضى الغير بالقوة، مضيفا أن هذه السياسة العدوانية الأمريكية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار وتكرس نهجاً في العلاقات الدولية يجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح.
فيما لفتت الصحف إلى استنكار أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات الإعلان الأمريكى، مؤكداً أنه باطلٌ شكلاً وموضوعاً، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولى روحاً ونصاً تخصم من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، بل وفى العالم، وتأكيده بأن الجامعة تقف بقوة وراء الحق السورى في أرضه المحتلة، وهو موقفٌ يحظى بإجماع عربى واضح وكامل، وستعكسه القرارات الصادرة عن القمة المُرتقبة في تونس مطلع الأسبوع القادم.
بدوره، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومارن»، بشدة قرار ترامب، والغارات الإسرائيلية على غزة، وأعلنت الرئاسة الفلسطينية- في بيان صدر عنها- عن «رفضها الشديد واستنكارها لسلسلة القرارات المخالفة للقانون الدولى وللشرعية الدولية الصادرة من قبل الإدارة الأمريكية، سواء ما يتعلق بالقدس أو الجولان».
كما أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب برئاسة مؤيد اللامى نقيب الصحفيين العراقيين التصريحات الأخيرة من ترامب، فيما أشار خالد ميرى الأمين العام للاتحاد إلى أن هذه التصريحات تعبر عن عقلية الهيمنة المسيطرة على الإدارة الأمريكية وهى لن تغير في واقع الحال شيئا لأن الجولان ستظل وتبقى أرضا عربية سورية .