قال عضو القيادة السياسية لحركة «حماس»، باسم نعيم، إن «حماس» غير معنية بالانجرار إلى حرب، نافيا أن تكون للحركة أى صلة بإطلاق الصاروخ على تل أبيب، مؤكدا أن قيادة «حماس» السياسية تجرى مشاورات مع قادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرية للحركة لبحث الرد المناسب، إن قررت إسرائيل توجيه ضربة قاسية للقطاع، وأضاف نعيم، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن «حماس» لا تعمل شرطيا لخدمة الاحتلال الذى يريد فرض الحل العسكرى على القطاع والذى دائما يفشل فى ذلك، مؤكدا أن الحل السياسى من خلال فك الحصار هو الأهم...وإلى نص الحوار:
■ فى البداية.. إلى أين ستذهب الأوضاع فى غزة بعد تلميح إسرائيل برد قاس من خلال استنفار عسكرى وعملية عسكرية شاملة فى غزة بعد إطلاق صاروخ على تل أبيب؟
- الأوضاع على الأرض متوترة للغاية فى ظل التهديدات الإسرائيلية، لكن موقفنا بالتأكيد واضح، فنحن غير مسؤولين عن إطلاق الصاروخ وقد يكون الصاروخ أطلق بسبب عوامل أخرى، وفى النهاية القصة لم تبدأ بإطلاق الصاروخ، وإنما بسبب سياسة إسرائيل نحو القطاع من الحصار وغيره، فضلا عن الهجمات الوحشية بحق الأسرى وأى توتر للأجواء، ستكون إسرائيل هى المسؤولة عنه وإذا أرادت الهدوء فعليها حل مشاكلنا من خلال فك الحصار والتخلى عن انتهاكاتها فى الضفة والأسرى.
■ وماذا إذا تمت عملية عسكرية واسعة، ما ردكم هل ستسعون للتهدئة مثل المرة الأخيرة أم ستنجرون إلى حرب؟
- إسرائيل جربت 3 حروب و12 تصعيدا عسكريا ودمرت المنازل واستشهد الآلاف، وفى النهاية لم تخرج بأى شىء أو حلول استراتيجية لها، وكانت دائما تقع فى نفس المشكلة وهى التصعيد الذى لا يجدى شيئًا.
■ إذاً ماذا لو لم عملت إسرائيل على إيجاد حلول للقطاع؟
- غزة لا تسعى لدخول الحرب، لكن فى الوقت نفسه لن نقف صامتين إذا تم الاعتداء علينا.
■ وماذا إذا تم ضرب معسكرات المقاومة مثلما يحدث دائما هل تتجهون للتصعيد هذه المرة؟
- نعمل الآن على تقدير الأمر مع القادة العسكريين فى الجناح العسكرية للحركة، كتائب القسام، لتقدير الأهداف التى ستضرب أو الرد الذى سنقوم به، وبالتأكيد لن نقبل أن يتم الاعتداء علينا وأن يمر الأمر مرور الكرام.
■ المرة الأخيرة تم إطلاق صاروخين على تل أبيب وردت إسرائيل بضرب أكثر من 100 هدف، ولكن «حماس» سعت للتهدئة ما الذى قد يختلف هذه المرة بعد استدعاء جنود الاحتياط ولواءين فى جيش الاحتلال على حدود القطاع؟
- هذا الاستدعاء والتهديد لم يخِفنا، وإسرائيل حاولت عدة مرات الاستنفار للتصعيد، لكنها لن تحصل على شىء، والحل الوحيد للأزمة يتمثل فى إنهاء الحصار، لكن إذا إسرائيل قررت الحرب بالتأكيد لم نقف كمشاهدين؟
■ هل اختصار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زيارته لواشنطن من شأنه تهدئة الأمور أم تصعيدها؟
- هذا الأمر ليس مستغربا، فقبل ذلك، قطع رئيس الوزراء الأسبق، أرئيل شارون زياراته، وهو ما فعله إسحق رابين، والآن هم فى فترة انتخابات، ونتنياهو يدرك تماما أنه إذا لم يقطع زيارته ويعود لمتابعة هذا الوضع بنفسه، فهذا الأمر له دلالة داخلية لدى إسرائيل، بأنه يقف بجانب شعبه فى أحلك الظروف من أجل إعلاء أسهمه فى الانتخابات، وليس من أجل التصعيد من عدمه.
■ هل حماس مسؤولة عن الأمر بصفتها هى الحاكمة للقطاع، بعد أن حملك الاحتلال المسؤولية، وماذا ستفعلون لإنقاذ غزة من الانجرار لحرب أنتم غير معنيين بها فى هذا التوقيت؟
-أولا: الأمر ليس تحميل مسؤولية أو لا، ولكن الاحتلال يحمل «حماس» دائما أى شىء فى غزة، كما يحمل السلطة أى شىء فى الضفة لتبرير أى إجرام يريد فعله، وثانيا: نحن لا نعمل كشرطة فى خدمة الاحتلال لنعرف من أطلق الصواريخ، وفى النهاية، إن الحل سيأتى من خلال فك الحصار، فالأزمة أزمة دبلوماسية وليست عسكرية كما تريد أن تفرضها إسرائيل.