x

«الداخلية الألمانية»: نسعى لوقف تأثير تركيا على المسلمين لمواجهة التطرف

الإثنين 25-03-2019 18:09 | كتب: وكالات |
ميركل تلتقي أردوغان في بروكسل وتبحث معه القضايا الخلافية - صورة أرشيفية ميركل تلتقي أردوغان في بروكسل وتبحث معه القضايا الخلافية - صورة أرشيفية

تسعى ألمانيا إلى وقف المحاولات التركية للتأثير والتدخل في شؤون الجالية المسلمة في برلين، عبر فرض مزيد من الضغط على المؤسسات الدينية التابعة لحكومة أنقرة في إطار «حملة جريئة»، لمكافحة التشدد والفكر المتطرف.

وقال ماركوس كيربر، كبير موظفي الخدمة المدنية في وزارة الداخلية الألمانية، إن«أهدافنا هي الحد من التأثير الأجنبي -سواء المالي والشخصي- على الجالية المسلمة في ألمانيا، وضمان تدريب الأئمة الذين يقومون بالدعوة في بلدنا، ولضمان اندماج المسلمين بشكل أفضل في مجتمعنا عندما يتعلق الأمر بقضايا الحياة اليومية».

وأضاف كيربر، وهو المسؤول عن العلاقات بين الحكومة والجالية المسلمة التي يبلغ عددها 4 ملايين، في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أن المسلمين الألمان لهم الحق في أن يتلقوا الدعوة باللغة الألمانية، وأن يكون لهم أئمة على دراية بواقع الحياة اليومية في ألمانيا.

وأكدت الصحفية البريطانية أن «ألمانيا تخطط لقطع الروابط المالية والإدارية بين المؤسسات الدينية وحكومة أنقرة، لمكافحة التطرف وتعزيز الدمج المجتمعي للجالية المسلمة التي برزت كتحديات كبيرة لواضعي السياسات في البلاد».

وأوضحت، بحسب «مداد نيوز»، أن الطابع الملح لهذه الحملة يرتبط جزئيا بأزمة اللاجئين بين عامي 2015 و2015، التي أدت إلى وصول أكثر من مليون مهاجر من دول إسلامية مثل سوريا وأفغانستان.

ولفتت إلى أنه في الوقت نفسه أدى التصاعد الملحوظ في التوترات السياسية بين برلين وتركيا إلى اختبار ولاءات الأتراك الألمان، ما أدى إلى زعزعة مجتمع إسلامي راسخ اتخذ ألمانيا موطنا منذ أوائل الستينيات.

ونوّهت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية بأن تركيا تستمر في لعب دور كبير في شؤون الجالية المسلمة في ألمانيا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية (ديتيب)، والذي يواجه اتهامات «بالتبعية السياسية للقيادة التركية».

ويدير «ديتيب»، وهو فرع من مديرية الشؤون الدينية التركية، 900 من أصل 2400 مسجد في ألمانيا، ترسل تركيا أئمتها، ومعظمهم يقومون بالدعوة باللغة التركية ويتقاضون رواتبهم من الحكومة التركية.

واستأنف ماركوس كيربر، حديثه قائلاً: «يتعين على الحكومة التركية أن تقبل بأن الأيام التي كانت فيها تسيطر بالكامل على المساجد الألمانية التي يديرها ديتيب قد ولّت، قلت للمسؤولين في أنقرة، أتراككم هم أتراكنا الآن، اعتادوا الأمر».

وأردف: «إذا كان الإمام لا يستطيع تقديم إجابات عن أسئلة الشباب المسلم، ثمة خطر حقيقي يتمثل في لجوئهم إلى إمام على الإنترنت، وربما يؤدي ذلك سريعا إلى الخوض في مناطق مظلمة».

في المقابل، رحب رجال الدين في ألمانيا برغبة الحكومة الألمانية في لعب دور أكبر في تنمية الحياة الإسلامية في البلاد.

وأشار كيربر إلى أن التحدي المتمثل في استيعاب المسلمين في ألمانيا «ذو أهمية جغرافية استراتيجية»، مضيفا: «سيتعين على المجتمعات الإسلامية في ألمانيا أن تصبح مستقلة مالياً عن المؤيدين الأجانب، ويجب أن يتلقى الأئمة التعليم والتدريب في برلين».

وأردف: «نريد أن نضع المساجد الألمانية في وضع يمكّنها من تمويل نفسها، تماما كما تفعل المجتمعات المسيحية واليهودية بالفعل اليوم».

ورأى أن «أحد الحلول الممكنة هو فرض ضريبة على المسجد، هذا يعني أن المجتمعات الإسلامية يجب أن تدمج نفسها ككيانات قانونية بموجب القانون العام الألماني وأن تقدم قوائم عضوية، من بين أمور أخرى، في المقابل، يمكن للدولة الألمانية أن ترفع الضرائب عن أعضائها نيابة عنهم (كما تفعل بالنسبة للأديان الأخرى)».

ولفت إلى أن بلاده يمكنها أيضا تقديم الدعم المالي للمساعدة في إقامة حلقات دراسية لتدريب الأئمة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية