دعت صحيفة «تليجراف» البريطانية إلى عودة السياحة إلى مصر، في تقرير أعده كاتبها كريس ليدبيتر، الجمعة، تحت عنوان «الأوقات المضطربة لا تعترف بالحدود؛ لذا حان وقت العودة إلى مصر».
بريطانيا حظرت جميع الرحلات الجوية المباشرة إلى شرم الشيخ نوفمبر 2015، على خلفية تحطم طائرة ركاب روسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصًا.
«هل سنتوقف عن زيارة باريس وبرلين ونيويورك لأسباب تتعلق بالسلامة؟ في الأغلب لا. إذًا لماذا يجب أن تكون مصر مختلفة؟»
الكاتب قال إنه لم يواجه أية مخاطر في رحلته من القاهرة إلى الإسكندرية، مشيرا في الوقت نفسه إلى «الضباب الذي تسبب في انعدام الرؤية على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي».
أضاف أن «مصر عانت كثيرا إبان ثورة 25 يناير 2011، لكنها قياسا إلى بعض الدول التي شهدت مدًا ثوريا خلال أحداث الربيع العربي تبدو في حال أفضل بكثير من الوضع في ليبيا وسوريا».
الكاتب تطرق إلى حادث تفجير الدرب الأحمر، 19 فبراير الماضي، معقبًا «مصر لازالت تعاني، لكن موجات العنف انحسرت بشكل ملحوظ»، مشيرًا إلى تراجع أعداد السياح القادمين إلى مصر من 15 مليونًا عام 2010 إلى 5.3 مليون عام 2016.
«إذا كانت تيريزا ماي تطير إلى شرم الشيخ فلماذا لا نفعل مثلها؟»
تغزل الكاتب بمدينة الإسكندرية، ووصفها بأنها «قطعة من الجنة في أوقات الظهيرة»، مشيرا إلى نمو الأزهار بالقرب من معالمها الأثرية، ولا سيما معبد سرابيوم، مؤكدًا أن «مصر ليست مضطربة».
وصف حالة المرور في القاهرة بالفوضوية، لكنه أضاف «عندما وقفت في طابور أمام المتحف المصري ذكّرت نفسي بأنني أقف على بضع خطوات من ميدان التحرير، مهد ثورة 25 يناير 2011».
مضى قائلا: «من الجائز أن تكون زيارة مصر الآن أقل أمانًا من العقد الماضي، وزارة الخارجية البريطانية تحذر من السفر إلى شمال سيناء، ورحلات الطيران إلى مدينة شرم الشيخ تأثرت منذ عام 2015».
تساءل: «هل نعيش الآن في عالم يتلقى أخبار الخوف بسرعة أكبر وبتفاصيل أكثر مرارة مما كان عليه الحال قبل 20 عامًا؟ بالتأكيد. الأسبوع الماضي استهدف حادث إرهابي مسجدين في نيوزيلندا».
أضاف: «الأخبار السيئة تنتقل أسرع من أي وقت مضى»، متساءلًا: «إذًا ماذا علينا أن نفعل؟ نبقى في المنزل؟ الحوادث الإرهابية في لندن ومانشستر أثبتت قبل عامين أن الأوقات المضطربة لا تعترف بالحدود».
تابع: «هل نتمسك بوجهات (سياحية) مألوفة؟ باريس وبرلين ونيويورك جميعها شهدت حلقات مؤلمة، هل سنتوقف عن زيارتها لأسباب تتعلق بالسلامة؟ في الأغلب لا. إذًا لماذا يجب أن تكون مصر مختلفة؟».
«مصر لازالت تعاني، لكن موجات العنف انحسرت بشكل ملحوظ»
السياحة البريطانية إلى مصر ارتفعت إلى 39% العام الماضي مقارنة بعام 2017، ويقول الكاتب: «الكثير منهم زاروا منتجعات الغردقة ومرسى علم، فندق إقامتي في القاهرة ملئ بالبريطانيين للاستمتاع بالأهرامات».
اختتم قائلًا: «هذه الأصوات (المطالبة بعودة السياحة إلى مصر) لا شك ستتزايد بشكل كبير مع افتتاح المتحف المصري الكبير العام المقبل. أكبر قيود السفر التي يمكننا بسهولة التغلب عليها هي التي نضعها على أنفسنا».
إبان القمة العربية الأوروبية في مدينة شرم الشيخ أواخر فبراير الماضي، والتي حضرتها رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، تساءل الكاتب نفسه: «إذا كانت رئيسة الوزراء تطير إلى شرم الشيخ فلماذا لا نفعل مثلها؟».