x

سوريا تتحدى 8 سنوات من الحرب والتدخل الدولي

السبت 23-03-2019 23:54 | كتب: أ.ف.ب |
مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية يحتفلون فى دير الزور بالقضاء على تنظيم داعش الإرهابى مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية يحتفلون فى دير الزور بالقضاء على تنظيم داعش الإرهابى تصوير : أ.ف.ب

خلّف النزاع السورى منذ اندلاعه قبل 8 أعوام أكثر من 370 ألف قتيل وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية والقطاعات المنتجة، كما شرّد ملايين النازحين واللاجئين.

والأزمة السورية من كبرى الأزمات الإنسانية وأكثرها تعقيداً جراء انخراط أطراف عدة وقوى إقليمية ودولية في نزاع بدأ في العام 2011 على شكل احتجاجات سلمية سرعان ما تحولت إلى حرب مدمرة.

وكانت هناك محطات بارزة في هذا النزاع منذ اندلاعه وحتى إعلان قوات سوريا الديمقراطية القضاء على «خلافة» تنظيم داعش مع سيطرتها على آخر معقل للإرهابيين في سوريا، في 23 مارس 2019.

في 6 مارس 2011، وفى خضم «الربيع العربى»، اعتقلت قوات النظام السورى 15 فتى بسبب كتابة شعارات على الجدران مناهضة للنظام في درعا (جنوب) التي أصبحت بعدها بمثابة «مهد الثورة» في سوريا.

في 15 مارس، تظاهر العشرات في دمشق مطالبين بـ«الحرية» في بلد تحكمه منذ 1971 عائلة الأسد بيد من حديد. وخلف بشار الأسد والده حافظ رئيساً للبلاد في عام 2000. وقمع النظام بالقوة التظاهرات المعارضة التي تمدّدت إلى مدن سورية أخرى.

في يوليو، أعلن عقيد في الجيش السورى لجأ إلى تركيا تأسيس «الجيش السورى الحر» المؤلف من مدنيين قرروا حمل السلاح ومن منشقّين عن الجيش السورى.

وسرعان ما تحوّلت الاحتجاجات إلى نزاع مسلح. ودعم الغرب ودول عربية المعارضة. وسيطر مقاتلو المعارضة على مناطق مهمة خصوصا في حمص (وسط) وحلب (شمال)، ثانى أكبر مدن البلاد.

في مارس 2012، سيطر الجيش على معقل المعارضة في حمص. وشهدت مناطق عدة عمليات عسكرية دامية خصوصاً في حماة (وسط) بعد تظاهرات حاشدة ضد النظام.

في يوليو من العام ذاته، أطلقت فصائل معارضة معركة دمشق. احتفظت الحكومة بالسيطرة على العاصمة، لكن مقاتلين سيطروا على مناطق واسعة في ضواحيها أبرزها الغوطة الشرقية.

واعتباراً من 2013، بدأت الطائرات والمروحيات بإلقاء الصواريخ والبراميل المتفجّرة على مناطق الفصائل تزامناً مع حصار برى خانق.

في إبريل 2013، أعلن حزب الله اللبنانى دخوله الحرب في سوريا دعماً لحليفه الأسد.

ودعمت إيران النظام السورى مادياً وعسكرياً عبر «مستشارين عسكريين» ومقاتلين شيعة من إيران وباكستان وأفغانستان والعراق.

في يونيو 2014، أعلن تنظيم داعش إقامة «الخلافة» في مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا وفى العراق المجاور. وبعد 3 أشهر، بدأ تحالف دولى بقيادة واشنطن شنّ أولى ضرباته الجوية ضد التنظيم في سوريا، بعد العراق.

في أكتوبر 2017، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، من طرد التنظيم من الرقة التي كانت تعد أبرز معاقله في سوريا. ومُنى التنظيم بعدها بخسائر متلاحقة على جبهات عدة وانكفأ مقاتلوه باتّجاه البادية وجيوب تم طرده منها تباعاً.

اعتباراً من العام 2013، عززت فصائل متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة وأخرى متحالفة معها نفوذها خصوصاً في محافظة إدلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها حالياً هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).

في 30 سبتمبر 2015، بدأت روسيا تنفيذ ضربات جوية في سوريا دعماً للأسد. وشكّل هذا التدخل منعطفاً في النزاع السورى، وسمح بتعديل موازين القوى ميدانياً لصالح دمشق. ومُنى مقاتلو المعارضة بعد ذلك بصفعة تلو الأخرى، أبرزها خسارتهم مدينة حلب نهاية 2016.

في يناير 2017، رعت موسكو وطهران مع أنقرة، الداعمة للمعارضة، محادثات سلام في كازاخستان لمحاولة وضع حد للنزاع. وقد طغت محادثات أستانا على مسار مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة.

في 20 يناير 2018، شنّت تركيا مع مقاتلين سوريين موالين لها هجوماً غير مسبوق في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقرى لقوات سوريا الديمقراطية.

وتمكنت بعد شهرين من هجومها من السيطرة على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، مخلفة قتلى وجرحى وعشرات آلاف النازحين.

في 18 فبراير 2018، شنت قوات النظام هجوماً واسع النطاق على الغوطة الشرقية قرب دمشق، تسبب بمقتل 1700 شخص بعد سنوات من حصار خانق.

وبعد قصف مكثّف واتفاقات إجلاء برعاية روسيا، فرضت قوات النظام سيطرتها على المنطقة، وتمكنت من ضمان أمن دمشق التي استهدفها مقاتلو الفصائل بالقذائف دورياً.

في 14 إبريل، أعلن الجيش السورى استعادة الغوطة الشرقية من الفصائل المعارضة.

في اليوم ذاته، شنّت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضربات رداً على هجوم كيميائى نُسب إلى قوات النظام ضد مدنيين في بلدة دوما، كبرى مدن الغوطة، الأمر الذي نفته دمشق بالمطلق.

ورداً على هجوم بغاز السارين على مدينة خان شيخون (شمال غرب)، أطلقت بارجتان أميركيتان في البحر المتوسط صواريخ كروز من طراز توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية (وسط).

وكانت دمشق وافقت على تفكيك ترسانتها من الأسلحة الكيميائية بعد اتهامها صيف 2013 بالوقوف خلف هجوم كيميائى تسبب بمقتل 1700 شخص في الغوطة الشرقية.

في 19 ديسمبر، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قراره بسحب الجنود الأمريكيين المقدر عددهم بنحو ألفى جندى من سوريا، معتبراً أنه حقق هدف إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش.

وأثار إعلان ترامب مخاوف المقاتلين الأكراد الذين تعدهم أنقرة «إرهابيين» وتتوعّد بشن هجوم جديد ضدهم. وعادت واشنطن وأعلنت بعدها قرارها بإبقاء نحو 400 جندى على الأرض «لبعض الوقت».

وفى 9 فبراير، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية، بدعم من التحالف الدولى بقيادة واشنطن، «الهجوم الأخير» ضد داعش الذي لم يعد يسيطر في ذلك الحين إلا على بقعة داخل بلدة الباجوز في شرق سوريا.

وأحصت قوات سوريا الديمقراطية خروج أكثر من 67 ألف شخص من جيب التنظيم منذ مطلع العام، بينهم 5 آلاف داعش تم اعتقالهم.

وأسفر الهجوم ضد التنظيم في ريف دير الزور الشرقى منذ سبتمبر عن مقتل 750 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية ونحو ضعف هذا العدد من مقاتلى التنظيم، حسبما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان في 21 مارس 2019.

وفى 23 مارس، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «القضاء التام على ما يسمى الخلافة»، بعد السيطرة على آخر جيوب التنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وبذلك، لم يعد للتنظيم سوى خلايا نائمة في المناطق التي طرد منها ووجود مشتت في البادية السورية مترامية الأطراف.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية