فرحةٍ مُختلطة بالخوف.. هكذا كانت مشاعر السيّدة، الطاهرة محمد على، 38 سنة، والدة الطفل رامي شحاتة، 13 سنة، والذي أنقذ 51 طفلا إيطاليا من الموت في أتوبيس المدرسة.. عندما تواصلت معها «المصري اليوم»، إذ قالت: «علمت بالواقعة بعد انتهائها، خُفت على ابني».
وأضافت لـ«المصري اليوم»: «كنت على ماكينة الغسيل الكلوي بأحد المراكز الطبية الخاصة بالمنصورة، وأصيبت بفقدان الوعي في نفس الوقت الذي وقع فيه الحادث، ولما فُقت، أخبرني أخي بما حدث، وكدت أصاب بصدمة ويتوقف قلبي من الخوف».
وبنفس مشاعر الخوف، تابعت «الطاهرة»: «لم يطمئن قلبي إلا بعدما حدثته أكثر من مرة، وسمعت منه ما حدث بالتفصيل، لكن كلما تذكرت الرعب الذي عاشه لمدة 40 دقيقة في الأتوبيس، قلبي ينفطر عليه».
وبعد تبدُل مشاعر «الخوف» بـ«الفخر»، تابعت والدة رامي: «أنا فخورة برامي لأنه دايما يواجه المواقف الصعبة بشجاعة، وعنده سرعة بديهة».
وعن تفاصيل الحادث، قالت: «رامي أخبرني بأنه فوجئ باختطاف الأتوبيس، لكنه تمكن من إخفاء التليفون بين الكراسي وعمل نفسه بيصلي ومرعوب، ثم اتصل بالشرطة ووالده وحدثهم بالعربية كأنه بيصلي، مستغل جهل الخاطف باللغة العربية ثم نطق الشهادة استعدادا للموت مع زملائه».
قبل 20 سنة، سافر والد رامي وزوج السيّدة طاهرة، إلى إيطاليا، في البداية كان يعمل بالحكومة الإيطالية، لكنه ترك العمل، واتجّه للأعمال الحرة بسبب تسريح العمالة.
وتُضيف «الطاهرة» لـ«المصري اليوم»، أنها جاءت لحضور امتحانات الثانوية العامة، مع ابنها عمرو، إذ قالت: «أنا لحقت به بعد الزواج وأنجبت ابني (عمرو) في مصر، وبعدها بعامين أنجبت ابني (رامى) في إيطاليا وجميع أفراد الأسرة عندهم إقامة».
فيما قال إسلام الحداد، خال الطفل المصرى: «رامى يتمنى أن يصبح صيدليا ويدرس في إيطاليا، لأنه يجيد اللغة الإيطالية، وعقب الحادث حدثنى والده أخبرنى بما حدث والجميع هنا فخور برامى ويحبه كما أنه محبوب في إيطاليا وعلاقته طيبة بأصدقائه وزملائه بالمدرسة، ومعروف بخفة دمه وشجاعته وشقاوته أيضا».
ومن جانبه، قال والده: «وزير الداخلية قرر منح ابنه رامى الجنسية مبكرًا، إذ إنه كان سيحصل عليها بعد 5 سنوات عند سن 18 سنة لأنه مولود في إيطاليا، لكن الحكومة الإيطالية قررت منحه الجنسية تقديرا لشجاعته وإنقاذ حياة زملائه».
وأضاف: «جميع الجهات تحتفل برامى وتشيد بموقفه، والسفارة المصرية قررت عمل حفلة تكريم له، غدا، الأحد، وكذلك وزير الداخلية ومحافظ روما ومدرسته والحمد لله الجميع يشيد بالطفل المصرى وشجاعته».