كشف الدكتور عبدالعظيم طنطاوي، رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق ونائب رئيس اللجنة الدولية للأرز، عن حاجة مصر لتطبيق خطة متوازنة بين الإنتاج الزراعي والاستهلاك لتحقيق الأمن الغذائي، من خلال خارطة طريق لزراعة 5 محاصيل رئيسية والالتزام بآلية للتسويق لهذه المحاصيل لتطوير القطاع الزراعي، موضحا أن ذلك يتم بزيادة حجم الإنتاج من القمح من 7.4 مليون طن، إلى 10.5 مليون طن، لزيادة نسبة تغطية الإنتاج المحلي إلى 75% من خلال زيادة المساحة المنزرعة على حساب البرسيم مع خفض الفاقد وترشيد الاستهلاك إلى 150 كجم قمح للفرد، وزيادة إنتاج الذرة الشامية البيضاء، وكذلك الذرة الصفراء من 6.5 إلى 13.9 مليون طن، وخفض الواردات من الذرة الصفراء بنسبة 75% بوضع آليه ملزمة للجهات المعنية بتسويق الذرة الشامية البيضاء والصفراء.
وأضاف «طنطاوي» في كلمته خلال الملتقى العلمي للتنمية المستدامة والزراعات البديلة، إنه يمكن أيضا تحقيق هذه الأهداف من خلال زراعة 1.35مليون فدان من الأرز مع زيادة إنتاجية الفدان إلى 4.00 طن، تنتج حوالي 5.5 مليون طن أرز شعير تنتج حوالي 3.6 مليون طن أرز أبيض يكفي لتوفير احتياجات الطلب المحلي إلى جانب فائض تصديري محدود، وزيادة حجم الإنتاج من الذرة الرفيعة من 0.84 إلى 1.4 مليون طن بزيادة المساحة المنزرعة من 350 ألف فدان إلى 400 ألف فدان مع رفع الإنتاجية من المحصول، ومضاعفة إنتاج الشعير إلى 400 ألف طن.
وشدد «طنطاوي»، على أهمية خفض الفاقد من محاصيل الحبوب بنسبة 50%، وتوفيره من مياه الري نتيجة لرفع كفاءة الري السطحي في الأرض القديمة حاليا يمكن استخدام جزء منها في استصلاح مزيد من الأراضي الصحراوية التي تؤدي بالضرورة إلى الحفاظ على نسبة أمن محلي لمحاصيل الحبوب لا تقل عن 75-80% مستقبلاً على الرغم من الزيادة السكانية والمتوقع أن يصل عدد السكان إلى 115 مليون نسمة بحلول عام 2030، لذا لا بد من التخطيط من الآن لزيادة مساحة القمح تدريجياً لتصل إلى 5 مليون فدان.
ولفت إلى إنه لتحقيق تلك الأهداف من خلال تحقيق زراعة مساحات من هذه المحاصيل وفقا للمساحات المقترحة وهي زراعة 6.5 مليون فدان من المحاصيل الحقلية، وزراعة 1.5 مليون فدان من الفاكهة المستديمة والنخيل، وزراعة 700 ألف فدان بالخضر الصيفية والشتوية، موضحا أن المساحات المستهدفة من المحاصيل الصيفية لتحقيق متطلبات الأمن الغذائي تشمل زراعة 500 ألف فدان بالقطن تنتج 100 ألف طن زيت بذرة قطن.
وطالب «طنطاوي»، بزراعة 3 مليون فدان ذرة شامية تنتج 10.2 مليون طن، وزراعة 1.4 مليون فدان أرز تنتج 5.6 مليون طن شعير، ومحاصيل زيتية تنتج 200 ألف فدان، وزراعة 300 ألف فدان قصب سكر، تنتج 1.2 مليون طن سكر، وزراعة 600 ألف فدان بنجر سكر لإنتاج 1.62 مليون طن سكر، و400 ألف فدان بالذرة الرفيعة، بالإضافة إلى زراعة 250 ألف فدان بالمحاصيل المتنوعة.
وأشار إلى أن المساحات المستهدفة خلال موسم الزراعة الشتوي لتحقيق متطلبات الأمن الغذائي تشمل زراعة 4 مليون فدان تنتج 10.8 مليون طن، وزراعة مليوني فدان والاعتماد على السيلاج والأعلاف غير التقليدية والبديلة لسد الفجوة العلفية، وزراعة 500 ألف فدان من المحاصيل البقولية منها 400 ألف فول بلدي تنتج 400 ألف طن، وزراعة محاصيل متنوعة بإجمالي مساحة 500 ألف فدان.
وشدد رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق على أهمية توفير إنتاج من الزيوت من خلال زراعة 500 ألف فدان فول صويا محملة على الذرة الشامية وتوفر 60 ألف طن زيت صويا بخلاف منتجات الصويا الأخرى، وزراعة عروة من عباد الشمس في مساحة 150 ألف فدان توفر 60 ألف طن زيت، وزراعة عروة من الفول الصويا (منفردة) في مساحة 150 ألف فدان توفر 30 ألف طن زيت بخلاف المنتجات الأخرى.
وأوضح «طنطاوي»، إنه يمكن من خلال زراعة المساحات المستهدفة من القطن وفول الصويا وعباد الشمس، توفير 100 ألف طن زيت بذرة قطن، 90 ألف طن زيت صويا، 60 ألف طن زيت عباد شمس، بإجمالي 250 ألف طن، مشيرا إلى أن سياسات تحقيق المساحات المستهدفة خلال موسمي الزراعة يعتمد على عدد من المحددات منها الإعلان عن أسعار ضمان للمحاصيل التي تستهدفها الحكومة، من خلال تطبيق منظومة الزراعات التعاقدية، وتبني سياسات حمائية، ودعم المنتجين توفير مستلزمات الإنتاج، وزيادة نسبة التغطية بالتقاوي المعتمدة، الرقابة على المبيدات والاعتماد على نظم الزراعة العضوية، وتوفير الأسمدة المدعمة بالكميات والمواعيد المناسبة.
أكد «طنطاوي»، إن أهم التحديات التي تواجه تحقيق الأمن الغذائي في مصر تشمل محددات البحوث الزراعية التكنولوجية، وهو ما يتطلب استمرار وتطوير وتحديث الأداء البحثي في مجال الزراعة ووضع سياسة طويلة الأجل تتلخص في تطوير قدرات المراكز البحثية وتطوير أساليب أدائها للأنشطة البحثية والتدريبية والإرشادية بما يؤدي إلى خفض الفجوة الغذائية التي تعاني منها البلاد .
وأضاف إن المحددات الفنية تشمل أن الحاجة تزداد إلى تكنولوجيات التصنيع الزراعي والتعبئة والتغليف والتخزين للعمل على خفض الفاقد فيما قبل وبعد الحصاد، لمواجهة تزايد طلب القطاع الزراعي على التكنولوجيات الحديثة الملائمة للتغلب على المحددات التي تواجه نظم الإنتاج الزراعي المختلفة، وتختلف تلك التكنولوجيات بصورة كبيرة وتصبح أكثر تعقيداً مع زيادة تكثيف وتنويع الإنتاج.
ولفت «طنطاوي»، إلى أن تكامل الجهود البحثية التي تجري في العديد من المراكز والمؤسسات يحقق زيادة الاستفادة من القدرات المتاحة وتؤدي بعض المراكز عملاً ممتازاً إلا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من التكامل والتنسيق بين المؤسسات التي تقوم بالبحث الزراعي بصفة خاصة من حيث صياغة برامج البحوث وتنفيذها ومتابعتها وتقييمها.
وأوضح إن الزراعة المستدامة تقتضي المحافظة على البيئة، حيث أن سوء استخدام الموارد الطبيعية يؤدي إلى آثار سلبية على موردي المياه والتربة، لذلك يستلزم الحصول على الإنتاج المتواصل بحفظ وصيانة هذه الموارد وتنميتها، لافتا إلى أن خفض استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات والاتجاه إلى الزراعة العضوية من العوامل التي تؤدي إلى صيانة هذه الموارد والحفاظ على بيئة زراعية غير ملوثة وإنتاج زراعي صحي ذو قيمة مضافة.