x

قصائد من ديوان «خديعة القاهرة» قيد الصدور يوسف وهيب

الثلاثاء 19-03-2019 20:18 | كتب: اخبار |
رسومات رسومات تصوير : اخبار

إدوارد وهيب

لم يذهب اليوم إلى السنترال

ولم تصلنى منه رنات تليفون أخى

بلحن أغنية زورونى كل سنة مرة

قالها في آخر مكالمة مرة

كسوط يلهب ذاكرتى:

«الحقنى»!

يا إلهى!

لماذا صار رقيقا هكذا؟!

وكيف أصبح صوته فتلةً حريريةً

تَنْسَلُّ بين أحجار صدره المتعب؟

أنا يا أبى الحجار العنيف!

لم أرعَ شيخوختك

أثقلتُ مركبةً روحك

وبما منحته لى من فرحٍ

تعاملنا كصديقين

بل كنِدَّيْن!

أنا النّـدُّ الذي لم يكن شريفًا في المنافسة

تصورتك أكثر مِنِّى شباباً

تستنجد بى ساخراً:

أنت أخى.. «ما ليش غيرك»!

تهدد أمى وأخى:

«حين يعود أخى من السفر»!

فلماذا سافرت أنت قبل حضورى؟!

لعلك غاضب على

يا حبيبى.. وأخى.. وأبى الجميل!

رنين صوتك الأخير لم يكن حزينًا

بل كان عصارة هزائم

توهمت هزيمتها بابتسامتك

بذورُ آلام علىّ رعايتها

ربما قوَيْت على حماقاتى

أحتاج ضحكاتك الساخرة منها

ومن مزاحى الثقيل.

الصــوت

(1)

لم نكن نائمين

خاصمتنا اليقظةُ

أيضاً..

فتمايلنا كثيرًا

مع أناشيد كبيرةٍ

كأحجار يحركها الحاوى

دون أن نعرف أحداً

وكثيرون حاولوا إخبارنا

- بألسنتهم وشفاههم

عن مطر خارج البيت

لكننا لم نغلق المكيفات الباردة

رغم صراخهم وبلاغة الهتاف!

(2)

وكأننا ندخر

بردَ أرواحنا

لنار يحملها صوتك

برعشةِ الحلم

وانتباهةِ المطر

فاحتفلنا

وصوتك

يحرث أحشاءنا

يزرعُ فينا

أنغام البردى

ودفءَ النعناع

فأفقنا

لرائحةِ النيل

وصرخنا: نحن مصريون!

مصريونَ!

بصوت يحمل في أجنحةٍ:

أصداء معارك رمسيس

وأحمس

ودموع إيزيس..

واستيقظنا

من صحوٍ مخلوطٍ

نبكى!

وكأننا نكتشفُ:

أن الأغنية الحقَّة

تخرج منا

لا تأتى إلينا..

(3)

«أنا مش عابر سبيل»

كيف.. «لما المطر يغسل شوارعنا»

«مطرح ما قلبك ينفض وطنى»

هكذا أيها الصوت

تستقيم المعادلة

ألم ينتفض بك الجسد كله؟

وأنت تعرفنا ما تحت الجلد

حيث تقودنا إلى:

إبراهيم الحجار

وأبوالعلا محمد

والشيخ المسلوب

وترانيم الفلاحين

أليس هؤلاء فصائل دمِنا

من يشعلون الروح

بهاءً.. ومحبةَّ؟!

المصـــــرى

«في حزن الناى.. تسمع صوته

وفى ماء النيل إعلان عن روح

تعمدنا في ابتسامة حزينة»

لعله الفنان سيد رجب

كأنه فلاحُ

يوزع أرغفة الوداعة

في وجه شكله الطمي

وتبرع له النيل

بإلغاء القناطر والشطوط

فتدفقت المحبة

هكذا هو

تغار منه أجهزة الراديو

والشاشات

صوته يلغى كل الميديا

فتجده أخاك الأكبرَ

في زاوية البيت

أو أبا مصرياً

يزرع دمه

فتفوح حدائق

تزهر أشجار الجميز

ويزغرد القمح ذهبًا

يحضر السيد رجب

برصيد من حزن

وحنين مصرى مخزون

فتغنى أمى ببكاء:

«الطين المصرى

نَبِّتْ أولاد»

يحضر السيد

ويفوح الخبز بجلبابه

نفرح ونغنى:

«الطين المصرى

نَبِّتْ أولاد»

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية