x

بروفايل: «جاسيندا أرديرن».. زعيمة نيوزيلندا الحديدية

الثلاثاء 19-03-2019 18:16 | كتب: عنتر فرحات |
جاسيندا أردرن - صورة أرشيفية جاسيندا أردرن - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

«السلام عليكم»، «أنتم منا ونحن منكم»، كلمات أدلت بها رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، ردا على مذبحة المسجدين في مدينة «كرايست تشيرش»، التي راح ضحيتها 50 مسلما بينهم 5 مصريين وأصيب حوالى 50 آخرون، لتعبر عن تعاطفها ووقوفها بجانب الأقلية المسلمة واحتضانها أسر الضحايا ومواساتهم ردا على أكبر مذبحة دامية تتعرض لها.

ودخلت جاسيندا الساحة السياسية الدولية عام 2017، لتصبح أصغر رئيس وزراء لنيوزيلندا منذ 150 عامًا، وظهرت كرمز للسياسة التقدمية، وأصبحت ثانى مسؤولة في العالم تلد أثناء منصبها، بعد رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بى نظير بوتو، وتواجه أصعب تحد يتمثل في تبديد مخاوف المجتمع ودرء الإرهاب الأبيض، وفور المذبحة التي ارتكبها الإرهابى الأسترالى تارانت، 28 عاما، سارعت أرديرن إلى تأكيد أن نيوزيلندا لن تصبح أبدًا مركزًا لإيواء الكراهية، وتعهدت بتغيير قوانين حيازة الأسلحة بعد الهجوم المروع، وهو أمر ليس سهلا، وانضمت إلى المعزين في ويلينجتون لمواساة الأسر المكلومة مرتدية الزى الأسود، وطارت إلى كرايست تشيرش، للقاء أسر الضحايا، ومعها زعماء كل الأحزاب النيوزيلندية، ووقفت بجانب المسلمين واحتضنت أهالى الضحايا، وأظهرت لهم الاحترام والتعاطف الحقيقى، فأبهرت العالم، وفى كل مواقفها، بدت مشاعر الحزن والأسى على وجهها، وارتدت فستاناً أسود ووشاحًا أسود احتراما للمسلمين، وأبدت الدعم الكامل لهم، وخاطبتهم قائلة: «هذه ليست نيوزيلندا، لقد تم جلب هذا العمل الإرهابى إلى شواطئنا وأمطر علينا».

ومنذ المجزرة، تصرفت جاسيندا بحزم وأظهرت أنها امرأة حديدية بجانب التعاطف والشفافية المطلقة، وقدمت رؤية أفضل، من أعلى السلطة، وكشفت عن صفات تؤكد أنها زعيمة وقائدة، وأنها مستعدة لأن تكون صلبة وحاسمة وحازمة في الشدائد، فتواصلت مع كل الجهات المعنية، وقدمت لشعبها، وبخاصة المسلمين، كل ما يحتاجه من معلومات عن المذبحة أولا بأول، وعبرت عما يجيش في صدور أهالى الضحايا عندما قالت: «إنهم نحن» في إشارتها لضحايا المذبحة، فلم تنبذ شعبها وإن كانوا مختلفين معها في العقيدة، وأكدت أنه لا مكان للكراهية أو التعصب أو التمييز العنصرى، ووجهت حديثها إلى القتلة والإرهابيين قائلة: «لقد اخترتمونا، لكننا نرفضكم وندينكم»، وسارعت لضمان دفع تكاليف جنازات الضحايا وتقديم أي مساعدة مالية دائمة لأسر الشهداء، فكسبت الإجماع الشعبى لتصرفها بقوة، وعززت الوحدة بين أفراد الشعب، مما عزز صورتها كزعيمة شابة أثارت شهرتها شكوك بعض المنتقدين، الذين قالوا إن شعبيتها قناع يخفى وراءه ضحالة وعجزا، لكنها أدارت الأزمة بنجاح، وسعت لطمأنة البلاد التي ظلت بعيدة عن العنف الذي ضرب دولا أخرى، وقال برايس إدواردز، من جامعة فيكتوريا في ولينجتون: «كان أداء أرديرن مذهلا، وأرى أنها ستحصل على إشادة كبيرة من الداخل والخارج».

ومع استكمال أرديرن عامها الأول في المنصب في أكتوبر الماضى، قال محللون إنها جنحت بالحكم ناحية اليسار، لكنهم اتهموها بتحقيق تقدم بطىء، إذ واجهت حكومتها إضرابات حاشدة لمعلمى المدارس الابتدائية والعاملين في التمريض وسائقى الحافلات للمطالبة برفع الأجور، لكن رئيسة الحكومة الشابة، 38 عاما، أظهرت للعالم كيف تكون القيادة الحقيقية».

ورفضت تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأن «الإرهاب اليمينى لا يتزايد»، وقالت له: «لا»، مشددة على أن الإرهاب اليمينى المتطرف يتزايد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية