ينحدر ضحايا المجزرة التى نفذها متطرف عنصرى أسترالى فى مسجدين فى كرايست تشيرش بنيوزيلندا من المهاجرين من مصر وباكستان والهند وماليزيا وإندونيسيا وتركيا والصومال وأفغانستان وبنجلاديش، وقد أسفر الاعتداء عن سقوط 50 قتيلا بينهم أطفال، فيما لايزال 36 جريحا فى المستشفى بحسب الشرطة، وتتراوح أعمار المصلّين الذين قُتلوا فى الاعتداء الإرهابى بين 3 و77 عامًا، وفقًا للائحة غير نهائيّة للضحايا وضعتها عائلاتهم، ولم تُعلن السلطات رسميًا هوّيات الضحايا، لكنّ هذه اللائحة التى وضعتها العائلات وتتعلّق بـ48 من أصل 50 شخصًا أطلق عليهم المتطرّف الأسترالى، برينتون تارانت، النار، تُعطى فكرةً عن تنوّع جنسيّات الضحايا، وتضمّ اللائحة أسماء 44 رجلاً و4 نساء، وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلنديّة، جاسيندا أرديرن، إنّ اللائحة «غير رسميّة» وستبقى إلى حين «الانتهاء من تحديد الهوّيات» بشكل رسمى.
وكان أول الضحايا الأفغانى داود نبى، 71 عاما، وقتل وهو يحاول إنقاذ مصلين فى مسجد النور وكان فر من بلاده فى السبعينيات ويقيم منذ أكثر من 40 عاما فى نيوزيلندا التى وصفها بأنها «قطعة جنة»، وقال ابنه عمر: «علمت من والد أفضل أصدقائى أن والدى وثب أمام شخص لإنقاذه»، مضيفا: «تحدى الرصاص لإنقاذ حياة شخص آخر وقتل»، وكان يمى، ابن داود الآخر، متوجها إلى المسجد للتصالح مع والده بعد خلاف، حين صادف صديقا له فى الخارج قال له «والدك أنقذ حياتى»، وفق صحيفة «ذى إيدج» الأسترالية، لكنه لم يدرك المأساة إلا عندما شاهد مقاطع من المجزرة صورها المهاجم، ورأى فيها والده ممددا على ظهره، وقال يمى نبى: «لم يخطر لى يوما أن هذا يمكن أن يحصل فى نيوزيلندا. إنه بلد يعمه السلام».
كما قتل الفتى سياد ميلنى 14 عاما فى مسجد النور وكان يقصده كل يوم جمعة للصلاة مع والدته وأصدقائه، بحسب صحيفة «نيوزيلندا هيرالد»، وقال والده جون ميلنى إن وفاته لم تؤكد رسميا، لكنه تم إبلاغه بأن ابنه شوهد ممددا مضرجا بالدماء فى المسجد، وأوضح: «خسرت ابنى الصغير»، ووصفه بأنه «جندى صغير شجاع، من الصعب أن أعرف أنه سقط برصاص شخص لا يأبه لأى كان ولا لأى شىء كان».
ولا يزال مقد إبراهيم، 3 أعوام، مفقودا وكان فى المسجد برفقة شقيقه ووالده، بينما تمكن شقيقه عبدى من الفرار، وتظاهر والده بأنه قتل بعدما أصيب بالرصاص ونجح فى الفرار، بحسب صحيفة «ذى إيدج»، وقال عبدى إن العائلة فقدت الأمل فى العثور عليه حيا بعدما تعذر رصد اسمه فى سجلات مستشفى كرايست تشيرش، وأضاف: «أرجوكم صلوا لأجل ابنتى ولأجلى». وقالت شركة الطيران الوطنية إير نيوزيلاندا إن مهندس صيانة الطائرات ليليك عبدالحميد كان من قتلى مسجد النور، وقال عبدى إبراهيم إنه قتل، وأضاف: «كان نشيطًا ومرحا ويحب أن يبتسم ويضحك كثيرًا». وأكدت الشرطة مقتل طفل واحد على الأقل، لكنها لم تسمه.
أما عبدالفتاح، مهندس الكمبيوتر فى الخمسينيات، فقتل بالرصاص فى مسجد النور حسب صديقه الناجى من المذبحة محمد الجباوى. وأضاف أن عبدالفتاح فلسطينى وهاجر إلى كرايس شيرش من الكويت قبل 20 عاما، ومن بين الضحايا شيخ موسى الصومالى وكان فى أواخر السبعينيات من العمر، وكان يعمل واعظا لمسجد لاوتوكا فى فيجى، وكان يزور كرايتشيرش مع بعض أصدقائه لرؤية أصدقائه وأقاربه، وقال سليمان عبدول، الذى فر من الصومال ووصل نيوزيلندا لاجئا فى 1993، إن «موسى كان رجلا طيبا، وكان يحب عقد الزيجات، وعقد قرانى على زوجتى».
وتفيد التقارير بأن البنجلاديشية حُسن آرا، 42 عاما، كانت فى مصلى النساء بمسجد النور عندما سمعت صوت إطلاق نار، وكان زوجها المقعد، فريد الدين، فى مصلى الرجال. وقال ابن أخيها: «بعد سماع أصوات إطلاق النار، هُرعت إلى مصلى الرجال لمعرفة ما يحدث ولإنقاذ زوجها، لكنها تلقت وابلا من الرصاص وقتلت». ويقال إن زوجها قد نجا.
وأكدت مدرسة كشمير الثانوية فى كرايست تشيرتش أن 2 من طلابها وخريجا واحدا فى عداد المفقودين، ويتلقى طالب آخر العلاج وتقول عائلة أمجد حميد، 57 عاما، من أصل أفغانى وكان يعمل طبيبا، إن أحدا لم يشاهده منذ الهجوم وإنهم بحثوا عنه فى كل مكان، وتعتقد عائلته أنه قتل، وقالت زوجته «هاهان» لصحيفة نيوزيلندا هيرالد: «إنه لأمر فظيع كنا نأمل فى إيجاد مستقبل أفضل لنا ولأطفالنا والأطفال الذين نخطط لإنجابهم». ووصفت حميد بأنه «كان رجلاً لطيفا جدا»، وقد انتقل الزوجان إلى نيوزيلندا منذ 23 عامًا، ولديهما ولدان. وكان حميد متخصصا فى أمراض القلب التنفسية فى مجلس مقاطعة كانتربيرى الصحى.