في شارع «دينز»، داخل مدينة كرايستشرش الهادئة، جنوب نيوزيلندا، كان يجلس «لين»، رجُل أربعيني، أمس الجمعة، داخل منزله، المجاور لمسجد النور، كان يومًا عاديًا في حياة «لين» إلى أنْ رأى رجلا يقف بسيارته أمام المسجد، ثم سحب شيئًا «غير معروف» من صندوق السيارة، وتحرَّك بعدها تجاه المسجد، حسبْ تصريحات «لين» لموقع newshup، الذي لم يعلم ماذا يفعل حينها.
«سمعتْ أصوات طلقات»، هكذا بدأ الإرهابي في تنفيذه مهمته داخل مسجد النور، فيما سمع «لين» من شرفته أصوات طلقات النار المُتتالية مثل القذائف، ويُضيف: «بدأ الناس في الشارع يقفزون إلى منزلنا، كانت ابنتي تصرخ من النافذة، نزلت إلى الطابق السفلي من المنزل، وحاولت مساعدة الناس، وضمهم إلينا، كي يصبحوا في مساحة آمنة».
وبالفعل، تمكّن «لين» من إنقاذ 5 أشخاص، كانوا معرضين للموت، كما يقول: «استمر إطلاق النار لمدة 10 دقائق، نفذ المسلح مهمته ثم عاد إلى الداخل مرة أخرى».
مشاهد مُرعبة مرّت على «لين» خلال تلك اللحظات القليلة: «كان هناك شخص ينادي من أجل شقيقه، أراد العودة والتحقق من شقيقه، وإنقاذه، لكنني منعته من فعل ذلك، لأن القاتل كان سيُطلق عليه الرصاص أيضًا».
ويُضيف «لين»: «رأيت سيدة مسكينة كان لديها هذا الثقب في رأسها وتم كسر ظهرها إلى قسمين. كانت عيناها مفتوحة وكانت ميتة».
لم تتوقف شجاعة «لين» عند مساعدة المارين من أمام منزله، بل انتظرَ حتى غادر القاتل، ثم توجّه إلى المسجد، لمساعدة الضحايا، إذ قال: «ركضت إلى المسجد، دخلت من الباب الأمامي، وكان هناك ثلاثة رجال عائمون في بركة من الدماء أمامي، وأردت أن أذهب إلى الداخل للمساعدة، لكنني لم أستطع تجاوز تلك النقطة».
وأضاف: «حقًا، أنا لست بطلاً، لقد كنت هناك، هذا كل شيء، وحاولت المساعدة، أتمنى لو أنني قد ساعدت أكثر».
لا يزال منزل «لين» مُحتجزا من قِبل الشرطة، ليس لديه ملابس ولا سيارة ويعتمد على الأصدقاء.
يُذكر أن الأسترالي برينتون تارنت، 28 عامًا، منفذ اعتداء على مسجدين، الجمعة، في كرايستشرش بنيوزيلندا، أسفر عن مقتل 49 شخصًا، السبت، مثلَ أمام محكمة بالمدينة، إذ وجهت إليه تهمة القتل.