حادث الهجوم على مسجدين في مدينة «كرايست تشيرش» بنيوزيلندا، الذي خلّف 49 قتيلا، بينهم أطفال، وأصاب عشرات آخرين خلال أدائهم صلاة الجمعة، ليس الأول من نوعه خلال السنوات القليلة الماضية، فمساجد كُثر في أوروبا وأمريكا شهدت هجمات مماثلة، تكشف عن زيادة معدل جرائم الكراهية ضد الإسلام في الغرب، في تنامٍ واضح لظاهرة «الإسلاموفوبيا».. هنا نتذكر أبرز تلك الحوادث منذ العام 2010:
2010
- أغسطس 2010: إحراق موقع لبناء مركز إسلامي بمدينة ميرفيسبورو بمقاطعة روثرفورد بولاية تينيسي، والسلطات الأمريكية تعتبره «حادثا مدبَّرا».
- 12 أكتوبر 2010: إطلاق نار على «مسجد أيا صوفيا» في العاصمة الهولندية أمستردام.
2011
- 10 نوفمبر 2011: مجموعة فرنسية تحمل اسم «لي زيشابي بيل» (الجميلات الفارات) تحرق أحد المساجد في منطقة مونبليار.
2012
- 1 يناير 2012: استهداف مركز إسلامي في حي كوينز بمدينة نيويورك بقنبلتين حارقتين، وكان داخله نحو مائة شخص.
- 12 مارس 2012: إشعال النار في مسجد بحي أندرلخت في العاصمة البلجيكية بروكسل بإلقاء زجاجات مولوتوف داخله، ما أسفر عن مقتل إمام المسجد مختنقا بدخان الحريق، وإصابة شخص آخر بجروح، وتدمير قسم كبير من المسجد.
- 6 أغسطس 2012: إحراق مسجد بالكامل في مدينة جوبلين بولاية ميسوري الأمريكية قبل ساعة من صلاة الفجر.
- 30 سبتمبر 2012: الأمريكي راندولف لين يدخل مسجدا في مدينة توليدو بولاية أوهايو الواقعة شمال أمريكا، ويطلق النار من مسدسه ويسكب البنزين على سجادة المسجد ويضرم فيها النيران.
- 20 أكتوبر 2012: ناشطون فرنسيون ينتمون إلى اليمين المتطرف يحتلون لبضع ساعات مسجدا قيد البناء في بواتيه وسط فرنسا، وذلك أثناء مظاهرة وصفتها الحكومة بأنها «تحريض على الحقد».
2013
- يونيو 2013: إحراق مركز إسلامي يُستخدم مسجدا في ضاحية مازويل هيل شمال لندن، والشرطة تفتح تحقيقاً لمعرفة ما إن كان ناجماً عن عمل متعمَّد بدوافع عنصرية.
- 23 يونيو 2013: الشرطة البريطانية تخلي نحو أربعين منزلاً من سكانها بعد العثور على عبوة ناسفة داخل مسجد في مدينة والسول بمقاطعة ميدلاندز الغربية.
- 26 يونيو 2013: «مجهولون» يرسمون الصليب المعقوف المرتبط بالنازية على جدران ونوافذ مسجد قيد الإنشاء في مدينة ريديتش بمقاطعة ورشسترشاير في بريطانيا، كما كتبوا عبارات عنصرية وأسماء جماعات يمينية متطرفة من بينها «رابطة الدفاع الإنجليزية».
- 11 أغسطس 2013: السلطات الفرنسية تقول إنها أوقفت جنديا شابا (برتبة رقيب في سلاح الجو) «قريبا من أفكار اليمين المتطرف المتشدد» قرب ليون وسط البلاد، للاشتباه في عزمه مهاجمة مسجد بالمنطقة، وبتهمة «حيازة ذخائر.. متعلقة بعمل إرهابي وتحقير مكان عبادة»، مشيرة إلى أنه تعرض سابقا بشكل عنيف لمسجد آخر في منطقة بوردو.
2014
- 25 ديسمبر 2014: إضرام النار في مسجد بمدينة إسكلستونا وسط السويد أثناء وجود نحو عشرين شخصاً داخله، ما أدى إلى اشتعال حريق كبير وإصابة خمسة أشخاص، والسلطات السويدية تصفه بأنه «عنف بغيض»، وتعتبره «اعتداءً جبانا على الحريات الشخصية والدينية، ولا يمكن قبوله في السويد».
- 29 ديسمبر 2014: حريق يجتاح مسجدا في بلدة إسلوف جنوبي السويد، والشرطة السويدية تقول إنها تعمل «وفق فرضية أن هذا الحريق متعمد».
2015
- 1 يناير 2015: مجهولون يرمون عبوة مولوتوف حارقة على مسجد في مدينة أوبسالا السويدية (70 كلم شمال العاصمة ستوكهولم)، ويكتبون شعارات «عنصرية قبيحة» حسب تعبير شرطة المدينة، لكن العبوة لم تسفر عن اندلاع حريق ولا أضرار بشرية لأن المسجد كان خاليا عند وقوع الهجوم.
- 7-8 يناير 2015: تعرض ثلاثة مساجد لاعتداءات لم توقع ضحايا في ثلاث مدن فرنسية؛ حيث ألقيت ثلاث قنابل يدوية صوتية على مسجد بمدينة لو مان (غرب)، بينما أطلقت رصاصتان على قاعة صلاة للمسلمين في بور لا نوفيل (جنوب)، ووقع اعتداء ثالث في فيل فرنش (قرب مدينة ليون) لكن خسائره اقتصرت على تضرر واجهة مطعم محاذٍ للمسجد.
- 13 فبراير 2015: حريق يلحق أضرارا جسيمة بمركز قباء الإسلامي في ضواحي مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، وإمام مسجد المركز يقول للجزيرة إن الحريق ناجم عن «عمل متعمد»، ومصادر في الشرطة المحلية تفيد بأن الحادث «عمل إجرامي».
- 12 ديسمبر 2015: السلطات الأمريكية تبدأ تحقيقا في حريق «قد يكون متعمدا» استهدف مسجد إسلاميك سوسايتي (المجتمع الإسلامي) في بالم سترينج الواقعة في كواشيلا بولاية كاليفورنيا. وأدى الحريق إلى انبعاث دخان وألسنة لهب في باحة المسجد، ولكن تم احتواؤه بسرعة ولم يوقع إصابات.
- 20 ديسمبر 2015: مجموعة من الشباب اليميني المتطرف -تطلق على نفسها «حماة الهوية»- تحتل مسجد الفتح في مدينة دوردريخت جنوب غربي هولندا، وترفع عليه أعلاما ولافتات معادية للإسلام والمسلمين. وقد تمكنت قوات الأمن من محاصرة الطرق المؤدية إلى المسجد وإيقاف المجموعة المعتدية.
- مجموعة من المتظاهرين تهاجم مصلى للمسلمين داخل حي شعبي في أجاكسيو بجزيرة كورسيكا جنوبي فرنسا، وتخرّبه وتحرق مصاحف فيه وتكتب عبارات معادية للعرب. ورئيس الوزراء الفرنسي آنذاك مانويل فالس يعتبر الاعتداء على المصلى «تدنيسا غير مقبول»، ويطالب باحترام قانون الجمهورية.
- 25 ديسمبر 2015: اندلاع حريق في مسجد داخل مركز تجاري بمدينة هيوستن الأمريكية دون أن يُصاب أحد بأذى، والسلطات تؤكد أن الحادث «مفتعل» لأنه ناجم عن إطلاق نار من نقاط عدة.
2016
- 10 يونيو 2016: السلطات الأمريكية تعتقل ضابط احتياط في جيشها برتبة رائد اسمه راسل توماس لانغفورد، بعدما هدد رواد أحد المساجد بولاية كارولينا الشمالية أثناء استعدادهم للصلاة في شهر رمضان. وأضافت السلطات أن الضابط «يواجه اتهامات بالترهيب العرقي بعد تركه لحم خنزير عند المسجد، وتوجيه تهديدات بالقتل لرواده، والخروج مسلحا لإرهاب الناس وتوجيه تهديدات، والسلوك غير المنضبط».
- 13 أغسطس 2016: إطلاق نار على إمام مسجد الفرقان في منطقة كوينز بنيويورك فقُتل هو ومرافقه وهما خارجان من المسجد بعد صلاة الظهر، وأكدت جماعة المسجد أن الحادث «جريمة كراهية».
- 11 سبتمبر 2016: اندلاع حريق ليلا في مسجد المركز الإسلامي بمنطقة فورت بيرس في مدينة أورلاندو الأمريكية، ولم تقع إصابات. وقالت الشرطة إن فيديو المراقبة أظهر شخصا يقترب من المسجد قبل أن تشتعل النيران ثم لاذ بالفرار، مما يدل على أن الحادث «كان متعمدا».
- 28 سبتمبر 2016: انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع في مسجد بمدينة دريسدن شرقي ألمانيا، وافترضت شرطة المدينة «وجود دافع معادٍ للأجانب» وراء الحادثة.
- 16 أكتوبر 2016: مجهولون يرشقون بالحجارة مسجد رانشلاندس التابع لجمعية «شمال غربي كالغاري الإسلامية» في مدينة كالغاري بمقاطعة ألبرتا الكندية، مما أدى إلى تحطم نوافذه. يأتي ذلك بعد أسبوع من تعرض مسجد المركز الإسلامي جنوبي المدينة لاعتداء مشابه، حيث حُطمت النوافذ وأحرِق مصحف وتُرِكت رسالة تتضمن عبارات كراهية.
- 28 نوفمبر 2016: تدنيس مسجد بمدينة بوردو الفرنسية بكتابة شعارات معادية للمسلمين على جدرانه، ونددت الجمعية التابع لها المسجد هذا الحادث ووصفته بأنه عنصري يندرج ضمن جرائم الكراهية للإسلام.
28 سبتمبر 2016: انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع في مسجد بمدينة دريسدن شرقي ألمانيا، وافترضت الشرطة وجود دافع معاد للأجانب وراء الحادث.
- 28 نوفمبر 2016: تدنيس مسجد في ضاحية «مريغناك» بمدينة بوردو الفرنسية بكتابة شعارات معادية للمسلمين على جدرانه. ونددت الجمعية التي يتبع لها المسجد بهذا الاعتداء، ووصفته بأنه عنصري ويندرج ضمن جرائم الكراهية للإسلام، وتقدمت بشكوى إلى الجهات المعنية.
- 1 ديسمبر 2016: مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) يطالب بتوفير حماية إضافية من الشرطة الأمريكية لمسجد يسمى «المسجد الكريم» في مدينة بروفيدانس بولاية رود آيلاند، قائلا إنه تلقى رسالة كراهية وتهديد تصف المسلمين بأنهم «حقراء وقذرون»، وإن ذلك تزامن مع تلقي خمسة مساجد في كاليفورنيا خطابات تهديد مماثلة.
2017
- 28 يناير 2017: حريق يلتهم مسجدا في فيكتوريا قرب هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، وسط مخاوف من ارتفاع معدل جرائم الكراهية إثر قرارات أصدرها الرئيس دونالد ترامب، تستهدف المسلمين واللاجئين.
- 29 يناير 2017: مقتل 6 أشخاص في إطلاق نار على مسجد في مقاطعة كيبيك الكندية، ووقتها وصف رئيس الوزراء جاستن ترودو، الحادث بأنه اعتداء إرهابي.
- 19 يونيو 2017: حادث دهس استهدف مصلين قرب مسجد شمالي العاصمة البريطانية لندن، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة 10 آخرين، وقالت الشرطة البريطانية إنه يحمل كل سمات العمل الإرهابي.
2019
- 15 مارس 2019: إطلاق نار على مسجدين في نيوزيلندا، ومقتل 49 مصليًا، وإصابة العشرات، والسلطات تعتبر الحادث إرهابيًا.
والحادث الأخير الذي شهدته نيوزيلندا، ظهر منفذه لحظة دخوله المسجد، وشرع في إطلاق الرصاص بشكل عشوائي من بندقية على جميع المصلين، وواصل إطلاق النار حتى على المصابين الذين تكوّموا على أرضية المسجد، بينما بث مقطعا مباشرا صادما عبر تقنية «البث المباشر» على «فيس بوك»، يوثق العملية من بدايتها إلى نهايتها، وسجله بواسطة كاميرا «جو برو» ثبتها على جسده قبل بدء التنفيذ.
وقالت سلطات الصحة في نيوزيلندا إن نحو 48 شخصًا، بينهم أطفال، يعالجون في مستشفى كرايستشيرش، مضيفة أن الجروح تتراوح بين طفيفة وبالغة الخطورة.
وفي أمريكا زاد معدل جرائم الكراهية التي جرى الإبلاغ عنها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي بحوالي 17%، بحسب تقرير نشرته “CNN”، تحت عنوان “إحصاءات جرائم الكراهية”.
التقرير أكد أن 7175 جريمة كراهية أبلغ عنها في عام 2017، في حين تم الإبلاغ عن 6121 حادثًا في عام 2016، كما أظهر أن 8493 شخصا كانوا ضحية لجرائم الكراهية في عام 2017.
ووفقا للتقرير فإن 59.6% من الضحايا تعرضوا للاستهداف بسبب أصلهم العرقي أو الإثني، بينما وقع 20.6% ضحية لجرائم الكراهية بسبب أصلهم الديني، في حين كان التوجه الجنسي هو سبب 15.8% من جرائم الكراهية التي تم الإبلاغ عنها في 2017، كما أوضح أنه جرى تصنيف نحو 5 آلاف جريمة كراهية باعتبارها جرائم ضد أشخاص، مثل الترهيب والاعتداء.
وصُنفت نحو 3 آلاف جريمة كراهية باعتبارها جرائم ضد ممتلكات، مثل التخريب والسرقة والسطو، في حين اعتبرت بعض جرائم الكراهية جرائم ضد أشخاص، وفي الوقت ذاته ضد ممتلكات.
وأواخر 2017 اعتبر مجلس العلاقات الأمريكية – الإسلامية (كير) مستوى ظاهرة «الإسلاموفوبيا» بالولايات المتحدة، الأسوأ في عهد الرئيس دونالد ترامب، منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.