شارك المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، في جلسة «نهضة غاز شرق المتوسط» ضمن فعاليات ملتقى (CERAWeek) «سيرا ويك» العالمي للطاقة الذي يعقد حالياً بمدينة هيوستن الأمريكية.
وأوضح «الملا» أن اكتشافات الغاز الطبيعي التي شهدتها منطقة شرق المتوسط مؤخرا؛ ستسهم في تعزيز العلاقات بين دول المنطقة لتحقيق الاستغلال الأمثل لموارد الغاز المكتشفة وتحقيق الفائدة لشعوب هذه الدول من الثروات الغازية.
ولفت إلى أن ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص أسهم إيجابا في التعجيل بتحقيق اكتشافات الغاز وتنميتها في شرق المتوسط، ما يعكس أهمية التعاون مع دول شرق المتوسط باعتباره نموذجا متميزا للتعاون الإقليمي لتحقيق المصالح والرؤى المشتركة والمنافع الاقتصادية المتبادلة.
وأشار إلى أهمية منطقة شرق المتوسط كمنطقة رئيسية من مناطق إنتاج الغاز الطبيعى على مستوى العالم ودورها في توفير امدادات إضافية من الغاز للدول المستهلكة، خاصة في أوروبا التي تمثل سوقاً رئيسية للغاز المنتج من هذه المنطقة خاصة مع النمو المتوقع في الطلب على الغاز في السوق الأوروبية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف الوزير، أن مصر بما تمتلكه من مقومات تعد ركيزة أساسية لمستقبل الغاز في منطقة شرق المتوسط، مبينا أنها تمتلك حاليا التسهيلات اللازمة لنقل الغاز الطبيعي من خطوط أنابيب ومصانع لإسالة الغاز في دمياط وادكو على ساحل البحر المتوسط والتي تتيح الإسراع ببدء الاستفادة المباشرة من غاز شرق المتوسط من خلال ربط الحقول المتكتشفة في المنطقة بالبنية التحتية والتسهيلات المصرية لنقل الغاز الطبيعي وإعادة تصديره خاصة إلى السوق الأوروبي.
ولفت إلى دعم الاتحاد الأوروبي لتوجه مصر لتكون مركزاً إقليمياً لتجارة وتداول الغاز الطبيعي والبترول، لافتاً إلى أن منتدى غاز دول شرق المتوسط الذي استضافت القاهرة أولى اجتماعاته الوزارية؛ يمثل بداية انطلاقة قوية لدعم التعاون وتحقيق المزيد من الاستفادة الاقتصادية والإسراع بوتيرة هذا المشروع وإعطائه دفعات إلى الأمام.
وعلى جانب آخر، التقى المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، في العاصمة الأمريكية واشنطن مع ريكاردو بوليتي مدير شؤون الطاقة والصناعات الاستخراجية بالبنك الدولي.
وبحث الجانبان، أوجه التعاون الحالية بين مصر والبنك الدولي في مجال الطاقة وسبل دعم البنك لمنتدى غاز شرق المتوسط من خلال المساهمة في تقديم التمويل المطلوب؛ لإنشاء البنية التحتية من مشروعات خطوط أنابيب الغاز لربط حقول شرق المتوسط بمصانع وتسهيلات اسالة الغاز في مصر.
كما تناولت المباحثات مساهمة البنك في تنمية الكوادر الشابة وعناصر الإدارة الوسطى ضمن برامج عمل مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول، كما ناقش الجانبان التعاون المشترك في إتاحة الاستفادة من خبرة مصر ونجاحاتها في صناعة البترول والغاز لدول القارة الافريقية بالتنسيق مع البنك الدولى.
كما التقى المهندس طارق الملا مع السيد ديفيد ستوفر رئيس شركة نوبل انرجي الأمريكية وبرنت سموليك الرئيس التنفيذي للعمليات بالشركة.
واستعرض الوزير خلال اللقاء، الإجراءات المنفذة لتحويل مصر لمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي والبترول والفرص المتاحة أمام الشركات العالمية للاستثمار في مصر في البحث عن البترول والغاز؛ خاصة مع طرح مصر لمزايدة عالمية للبحث في منطقة البحر الأحمر التي تعد منطقة بكر واعدة.
وأكد أن منطقة شرق المتوسط تتمتع بإمكانيات هائلة من الغاز الطبيعي، لافتاً أن البنية التحتية للغاز الطبيعي في مصر تفتح أفاقا متميزة للاستغلال الأمثل لإمكانيات الغاز بالمنطقة.
وأعرب عن تقديره لما اتخذته مصر من خطوات جادة في هذا المجال، خاصة اصدار التشريعات اللازمة لبدء نشاط تجارة وتداول الغاز الطبيعي، متمثلة في قانون تنظيم أنشطة سوق الغاز المصري.
وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد التعاون بين الشركات العاملة في منطقة شرق المتوسط لاكتشاف واستغلال المزيد من الثروات الغازية في هذه المنطقة التي تعد من أغنى الأحواض الغازية عالمياً.