بعد استغاثة ربة منزل بأحد البرامج التليفزيونية، بتضررها من تعذيب زوجها لها ووضع مادة بعينيها أفقدتها البصر، رصدت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية الواقعة، وتبين زواجها من «أحمد. ع. ا»، 33 سنة، عاطل، والسابق إقامته بدائرة قسم المرج، واعتياده منذ زواجهما التعدى عليها بالضرب وتعذيبها، وأنها أنجبت منه ثلاثة أطفال، وقيام الزوج، بالاشتراك مع زوجته الأولى «هالة.م. م»، 50 سنة، ربة منزل، بتعذيبها وإجبارها على قتل أنجالها الثلاثة بدعوى شكه في نسبهم له، وقيامه بمساعدة زوجته الأولى بالتخلص من جثثهم بمكان غير معلوم لها.
وتبين من التحقيقات أن المتهم أغرق أطفاله الثلاثة، وألقى بهم في «الرشاح» حتى لا يتم العثور على جثثهم. وانتقلت «المصرى اليوم» إلى مكان الحادث، والتقت الجيران وسكان العقار الذي شهد الواقعة. تقول هالة على، صاحبة العقار، إن الجريمة حدثت في رمضان قبل الماضى، أي قبل شرائها العقار بعام تقريبا، مضيفة أن «المتهم (أحمد. ع)، طوال أكثر من عام ونصف العام، عمر الجريمة تقريبا، كانت تظهر عليه علامات الريبة في كل مرة أصعد إليه، من أجل طلب فاتورة مياه أو كهرباء، كان يفتح لى الباب وهو موارب وكنت أسمع إغلاق الغرف قبل أن يفتح لى».
وتابعت هالة أن المتهم كانت له زوجتان، الأولى تكبره بحوالى 30 سنة، والثانية هي الأصغر وتدعى إيمان وهى التي «خزق» لها عينيها، وهى أم الأولاد التي أجبرها على إغراقهم، واحدا تلو الآخر». واستطردت هالة حديثها قائلة: «اكتشفت الجريمة، من إيمان الزوجة الثانية، بعد غياب المتهم أسبوعا في عمله»، مضيفة: «كانت تجلس أمام شقتها، وعندما سألتها عن جلوسها بهذا المنظر أجابت أنها تشاجرت مع زوجها وطردها، ما جعلنى أستضيفها في شقتى، وكأى اثنين بدأت أستفسر منها عن سبب المشاجرة، بدأت تحكى لى عن تعذيب زوجها لها، وبدأت تكشف لى بعضا من جسمها الموجود عليه آثار التعذيب»، وتابعت: «عندما سألتها عن أطفالها، أنكرت وقالت لى إنها لم تنجب، وإنها عاقر، لكنى عندما واجهتها بأننى منذ سنة شاهدت بطنها ممتلئة، بدأت تتلعثم وتبكى بصوت عال، وبدأت تحكى لى عن أطفالها وكيف أن زوجها أجبرها في السابق تحت ضغط وتهديد من زوجته الأولى».. ثم اعترفت: «أجبرنى أغطس عيالى في الميه وأخنقهم بإيدى.. وهو يصورنى فيديو قدام مراته الأولى».
وعن فقدها عينيها تقول صاحبة العقار إنها عندما اشترت العمارة كان يقطن فيها نفس السكان، ولم تكن المتهمة مصابة بالعمى، مضيفة أنه بعد عام ونصف العام ظهرت آثار تعذيب على ظهرها ويديها وفى وجهها، مؤكدة أنها لم تسمع أي مصدر لصوت يدل على الصورة التي ظهرت بها المتهمة في الصورة الأخيرة لها.
وقال «حسين»، أحد سكان المنطقة، إن المتهم لم يظهر عليه خلال السنوات العشر التي قضاها في العقار أي سلوك يوحى بالجريمة، مضيفًا أن المتهم كان يعمل فرد أمن تابعا لشركة تتولى حراسة بعض المساكن الجديدة والبنوك، ما كان يتطلب منه الغياب عن منزله بالشهور. وتابع: «المتهم كان متزوجا من اثنتين، الأولى تكبره بكثير وكنا نظنها والدته، والثانية وهى أم الأطفال، كانت تقربه في السن».
وقررت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية حبس الأب وزوجتيه 4 أيام في واقعة قتل أطفاله الثلاثة، بالمرج، وكلفت المباحث بسرعة إجراء التحريات واستدعاء الشهود لسماع أقوالهم حول الواقعة.
وكلفت النيابة بالبحث عن جثث الأطفال داخل مياه الرشاح، تمهيدا لعرضها على الطب الشرعى للتشريح وموافاة النيابة بالأسباب والتفاصيل التي أدت إلى تنفيذ تلك الواقعة، ودلت التحقيقات الأولية أن المتهم ارتكب الواقعة بمساعدة زوجتيه، بسبب خلافات أسرية وأنه أغرقهم واحدا تلو الآخر داخل برميل مياه، ثم ألقى بهم في مياه الرشاح للتخلص من جثثهم.