أعلنت منظمة السياحة العالمية، على هامش بورصة برلين ITB التي بدأت فعالياتها الاثنين، وتستمر حتى العاشر من مارس الجاري، أن معدل نمو الحركة السياحية حول العالم نما بنسبة 6٪ في عام 2018، بلغ إجمالي عدد السياح نحو 1.4 مليار وفقا لأحدث مقاييس السياحة العالمية«الباروميتر» وهو أعلى من معدل النمو المسجل في الاقتصاد العالمي بنحو 3.7 ٪.
ووفقا للتقرير فإن نسبة النمو في الشرق الأوسط بلغت (+ 10٪) وأفريقيا (+ 7٪) وآسيا والمحيط الهادئ وأوروبا (+6٪ على حد سواء) قاد النمو في عام 2018. كان الوصول إلى الأميركتين أقل من المتوسط العالمي (+3) ٪، ويؤكد نمو السياحة في السنوات الأخيرة أن هذا القطاع هو اليوم أحد أقوى محركات النمو الاقتصادي والتنمية.
وقال زوراب بولوليكاشفيلي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية: «تقع على عاتقنا مسؤولية إدارة هذا القطاع بطريقة مستدامة وترجمة هذا التوسع إلى منافع حقيقية لجميع البلدان، وعلى وجه الخصوص، جميع المجتمعات المحلية، لخلق فرص العمل وهو السبب في أن منظمة السياحة العالمية تركز عام 2019 على التعليم والمهارات وخلق الوظائف».
ووفقا للمنظمة فإن عدد السائحين الدوليين لأوروبا وصل إلى 713 مليون في عام 2018، وهي زيادة ملحوظة بنسبة 6٪ عن عام 2017 القوي بشكل استثنائي، وكان النمو مدفوعًا بأوروبا الجنوبية والمتوسطية (+ 7٪) وأوروبا الوسطى والشرقية (+ 6٪) وأوروبا الغربية (+ 6٪). كانت النتائج في شمال أوروبا ثابتة بسبب ضعف الوصول إلى المملكة المتحدة.
وسجلت آسيا والمحيط الهادئ (+ 6٪) 343 مليون سائحًا دوليًا في عام 2018. ونما الوافدون في جنوب شرق آسيا بنسبة 7٪، تلتها شمال شرق آسيا (+ 6٪) وجنوب آسيا (+ 5٪). وأظهرت أوقيانوسيا نموا أكثر اعتدالا بنسبة + 3 ٪.
واستقبلت الأمريكيتان نحو 217 مليون سائح دولي في عام 2018 بنسبة (+ 3٪)، مع نتائج متباينة عبر الوجهات، وقد قادت النمو أمريكا الشمالية بنسبة (+ 4٪)، وتبعتها أمريكا الجنوبية بـ (+ 3٪)، في حين حققت أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي (2٪) نتائج متباينة للغاية، وهذا الأخير يعكس تأثير أعاصير سبتمبر 2017 إيرما وماريا.
تشير البيانات الواردة من إفريقيا إلى زيادة بنسبة 7٪ في عام 2018 (شمال إفريقيا بنسبة + 10٪ ومنطقة جنوب الصحراء الكبرى + 6٪)، حيث بلغت ما يقدر بـ 67 مليون وافد، وأظهر الشرق الأوسط (+ 10٪) نتائج قوية في العام الماضي مما عزز انتعاشه في عام 2017، حيث وصل عدد السياح الوافدين إلى 64 مليون سائح.
وتوقعت أن يعود النمو إلى الاتجاهات التاريخية في عام 2019، استناداً إلى الاتجاهات الحالية والتوقعات الاقتصادية ومؤشر ثقة منظمة السياحة العالمية، فإن منظمة السياحة العالمية تتوقع أن ينمو الوافدون الدوليون بنسبة 3٪ إلى 4٪ في العام المقبل، وهو ما يتماشى مع اتجاهات النمو التاريخية.
ويميل استقرار أسعار الوقود إلى ترجمة السفر جواً بأسعار معقولة بينما تواصل الاتصالات الجوية التحسن في العديد من الوجهات، مما يسهل تنويع الأسواق المصدرة. كما تظهر الاتجاهات اتجاهًا قويًا للسفر إلى الخارج من الأسواق الناشئة، لا سيما الهند وروسيا، ولكن أيضًا من أسواق المصدر الآسيوية والعربية الأصغر، وفي الوقت نفسه، قد يدفع التباطؤ الاقتصادي العالمي، وعدم اليقين المرتبط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية والتجارية، موقف «الانتظار والترقب» بين المستثمرين والمسافرين، بشكل عام، من المتوقع أن يشهد عام 2019 التوحيد بين المستهلكين للاتجاهات الناشئة مثل البحث عن «السفر للتغيير وإظهار»، «السعي وراء خيارات صحية» مثل المشي، الصحة والسياحة الرياضية، «السفر متعدد الأجيال» نتيجة التغيرات الديموغرافية والسفر المسؤول أكثر.
وأضاف بولوليكاشفيلي: «من المتوقع أن تستمر التقنية الرقمية ونماذج العمل الجديدة والسفر بتكلفة أقل والتغيرات المجتمعية في تشكيل قطاعنا، لذا يجب على كل من الوجهات والشركات التكيف معًا إذا أرادت أن تظل قادرة على المنافسة».