رحب خبراء الاقتصاد بالتوجه الحكومى لإنشاء شركة قابضة لإدارة الهيئات والمؤسسات الاقتصادية، مؤكدين أن تنفيذ هذا الاتجاه يخلصها من مشاكل الخسائر وسوء الإدارة لكنهم تخوفوا من سيطرة المركزية على أسلوب إدارة تلك الهيئات والمؤسسات حالة إنشاء تلك الشركة، وبلغ إجمالى خسائر الهيئات الاقتصادية خلال الخمس سنوات السابقة 21.8 مليار وفقا لبيانات الميزانيات العامة للدولة. وقال الدكتور عبدالعزيز حجازى، رئيس الوزراء الأسبق، إن مجرد تحويل الهيئات الاقتصادية إلى شركات يحل مشاكلها، لافتاً إلى ضرورة النظر فى تحويل المؤسسات والهيئات الخدمية إلى شركات لأصلاح أوضاعها المالية محذراً من أن استمرار إعانتها من قبل الحكومة يعنى استمرار خسائرها.
وقال الدكتور كمال أبوستيت، استاذ الاقتصاد بتجارة حلوان، إن الاتجاه لإنشاء شركة قابضة لإدارة الهيئات الاقتصادية فى الدولة يثير مخاوف العودة الصريحة إلى الأسلوب المركزى فى التخطيط والإدارة فضلاً عن المخاوف من أن يؤدى الأمر إلى الخلط بين أدوار إدارة الهيئة الواحدة والشركة القابضة التى تدير تلك الهيئات لكنه اتجاه عالمى ومطلوب، وأضاف أنه من الأفضل فى إدارة تلك الهيئات هو خصخصة إداراتها بحيث يتم إسناد الإدارة إلى شركات خاصة ويوجد فى مصر 50 هيئة اقتصادية بلغ إجمالى موازنتها بالعام المالى الحالى 546 مليار جنيه. منها 29 هيئة تحقق أرباحا، بينما تحقق 21 منها خسائر. وقالت الدكتورة آية ماهر، قسم إدارة الاعمال والموارد البشرية بالجامعة الأمريكية، هذا الاتجاه معمول به فى عدد كبير من دول العالم لكن يجب أن يكون تطبيق النموذج فى مصر دقيقا بحيث يتم تحديد دور ومهمة الشركة القابضة بشكل دقيق بحيث يكون دورها الأساسى تسيير الهيئات التابعة لها وحل مشاكلها لتتفرغ تلك الهيئات لأداء خدماتها وأعمالها للجمهور والتنسيق بينها وبين الحكومة من جانب والمتلقى من جانب آخر.
وقالت التخوف الوحيد من هذا الاتجاه نابع من السلوك والثقافة المصرية لأن فكر وثقافة المركزية متأصل ويسيطر عليها، ويستحوذ اتحاد الإذاعة والتليفزيون والسكة الحديد على إجمالى خسائر تلك الهيئات منها مليار و745 مليون لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ومليار و474 مليون للسكة الحديد.
أكد طاهر عبدالرحيم، رئيس مجلس إدارة شركة رشيد للبترول، رداً على الخبر المنشور يوم الخميس الماضى، بعنوان «المركزى للمحاسبات يحقق فى إهدار 96 مليون دولار فى شركة رشيد للبترول لصالح شركة كندية».
إن عمل الجهاز المركزى للمحاسبات بالشركة ما هو إلا إجراء يتم كل عام للمراجعة المالية على الشركة أسوة بما هو متبع مع جميع الشركات.