x

«زي النهارده».. اكتشاف النفط بالسعودية في 4 مارس 1938

الإثنين 04-03-2019 04:13 | كتب: ماهر حسن |
اكتشاف النفط في السعودية - صورة أرشيفية - صورة أرشيفية اكتشاف النفط في السعودية - صورة أرشيفية - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

قصة اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية لعبت دورا تاريخيا ضخما في تحول المملكة من منطقة يقوم اقتصادها حول تربية المواشي والزراعة والتجارة والصناعات البسيطة وكان موردها الأساسي يعتمد على الحج والعمرة، إلى دولة تعتمد على 90% من إيراداتها على عوائد النفط.

بداية تاريخ النفط في المملكة كانت عندما بدأ الملك عبدالعزيز التفكير في الحاجة إلى تطوير دخل المملكة ليساهم ذلك في نهضة الدولة الفتية، وقامت المملكة بمنح امتياز للتنقيب عن البترول للنقابة الشرقية العامة في عام 1923، وذلك قبل أن يتم توحيد البلاد، وقد انتهى ذلك الامتياز في 1928، حيث لم تقم النقابة بإجراء أي أعمال تنقيبية إلي أن كانت البداية الحقيقية لقصة اكتشاف البترول في المملكة حين وقع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في 29 مايو1933 اتفاقية الامتياز للتنقيب عن البترول بين حكومة المملكة وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا «سوكال».

وفي 8 نوفمبرمن نفس العام تم إنشاء شركة «كاليفورنيا أريبيان ستاندرد أويل كومباني»، كاسوك، لإدارة الامتياز، وتمت عملية المسح بإعداد خارطة هيكلية لقبة الدمام، موقع اكتشاف أول حقل نفطي في المملكة، واعتمد الجيولوجيون الأمريكيون الأوائل على البدو لإرشادهم من مكان إلى آخر، وفي 1935 تم حفر أول بئر اختبارية في الظهران في قبة الدمام التي لم تأت نتائجها محققة للتطلعات، لكن لأن الدلائل كانت تشير إلى وجود الزيت والغاز، فقد استمرت الشركة في الحفر، وبعد 5 سنوات من الحفر غير المثمر، بدا أن بئر الدمام رقم 7 ليست سوى طريق مسدود آخر.

وزي النهارده في 4 مارس 1938 بدأت بئر الدمام رقم 7 إنتاج 1.585 برميل في اليوم على عمق 1.5 كيلومترتقريبا وفي 1942 توقفت أعمال رسم الخرائط الخاصة بالحقل بسبب محدودية القوى العاملة والمعدات أثناء الحرب، وفي 1943 ولصعوبة الحصول على قطع غيار السيارات تمت الاستعانة بالإبل لتزويد مخيم الجوف النائي بإمدادات زيت الديزل والبنزين وطين الحفر والإسمنت، وفي 31 يناير 1944 وفي خطوة تهدف إلى إبراز دورالمملكة بين الدول المنتجة للنفط، تم تغيير اسم «كاسوك» إلى شركة الزيت العربية الأمريكية، والتي أصبحت تعرف اختصارا باسم شركة «أرامكو» السعودية.

وفي 1950 اكتمل خط الأنابيب عبر البلاد العربية التابلاين الممتد بطول 1.212 كيلومتر، ليكون بذلك أطول خط أنابيب في العالم، وقد ربط خط التابلاين شرق المملكة العربية السعودية بالبحر الأبيض المتوسط، وأسهم بشكل كبير في اختصار وقت وتكلفة تصدير النفط إلى أوروبا، وقد ظل خط التابلاين يعمل حتى عام 1983، وفي 1952 نقل مقر الشركة من نيويورك إلى الظهران، وبعد مضي أكثر من 80 عاما أصبحت «أرامكو» السعودية تتبوأ مركز الصدارة في الصناعات البترولية حيث تجاوز إنتاج الزيت 10 ملايين برميل يوميا.

وتدير الشركة احتياطيات تقليدية من الزيت الخام يبلغ 260.2 بليون برميل ومن احتياطيات الغاز 284.8 تريليون قدم مكعبة قياسية، واكتشفت 116 حقل زيت وغاز على مدى تاريخ الشركة كان آخرها حقل الزيت أسادف وحقلا الغاز أم رميل والشعور، وكان آخر مشاريع الشركة هو مشروع مصفاة جازان، وكانت بئر الدمام رقم 7 التي صدر أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتغيير اسمها إلى بئر الخير، بداية إنتاج النفط تلاها عدة حقول أهمها حقل الغوار الذي يعد أكبر حقل نفط في العالم، وحقل السفانية.

وبعد 45 عاما من الإنتاج المتواصل وفي 1982 أوقف حقل الدمام لأسباب تشغيلية إلا أنها لا تزال قادرة على إنتاج النفط وتعد المبادرات والتنظيم الحكومي الذي قامت به الدولة جزءا لا يتجزأ من تاريخ النفط في المملكة العربية السعودية، فقد قامت الحكومات السعودية المتعاقبة بتأطير العمل النفطي وتنظيمه، وذلك بإنشاء وزارة البترول، وفي تلك الفترة قامت الحكومة أيضا بتأسيس شركة «أرامكو» السعودية الني أصبحت فيما بعد أكبر شركة منتجة للنفط الخام في العالم.

كما قامت الحكومة بالتعاون مع بعض الدول بتأسيس منظمة أوبك ومنظمة أوابك وكانت المديرية العامة لشؤون البترول والمعادن تابعة لوزارة المالية السعودية إلى أن أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز مرسوما ملكيا بفصل المديرية عن وزارة المالية السعودية وتحويلها إلى وزارة في 1960، وقد دأبت الوزارة منذ إنشائها على تطوير صناعة البترول والغاز في السعودية وزيادة الفائدة المتحققة منها للاقتصاد الوطني، كما سعت لتحسين علاقات المملكة في مجال عملها مع المنتجين والمستهلكين من دول العالم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية