x

عملية واسعة للجيش السورى فى «جسر الشغور».. ونزوح كبير للمدنيين

الجمعة 10-06-2011 18:45 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب


اقتحمت آليات ودبابات الجيش السورى، الجمعة، مدينة جسر الشغور بمحافظة أدلب شمال غرب البلاد الجمعة وقصفت مناطق عدة بها، وتضاربت الأنباء حول إحراق المحاصيل فى البلدة والمناطق المجاورة لها، وسط موجة نزوح كبيرة من المدنيين، خشية التعرض لانتقام من قِبَل القوات الحكومية التى بلغ عددها 30 ألف فرد، بينما تظاهر عشرات آلاف السوريين فى عدة مدن فى «جمعة العشائر»، مطالبين بسقوط الرئيس بشار الأسد.


قال شهود عيان إن «عشرات الآليات والدبابات وشبيحة (بلطجية) النظام انطلقوا من سهل الغاب جنوب مدينة أدلب ومروا بقرية المسطومة وقاموا بإطلاق النار بشكل عشوائى، على بلدة جسر الشغور والقرى المحيطة»، مضيفين أن معظم الأهالى نزحوا من البلدة للمناطق المجاورة ويقيمون فى العراء ولم يبق سوى الذين لا يملكون وسائط نقل. وخيم الرعب على أهالى جسر الشغور خشية عملية انتقامية لوحت بها السلطات السورية، بعد إعلانها مقتل 120 عسكريا، فى كمين نصبته لهم جماعات مسلحة بحسب السلطات.


وأفادت أنباء بأن السلطات منعت عددا من طلاب جسر الشغور الذين يدرسون فى جامعتى اللاذقية وحلب من التقدم للاختبارات، وذكر ناشطون أن الأمن السورى أقام حاجزاً أمنياً يفصل مدينة بنش عن مدينة أدلب المحاصرة من جميع الجهات مع وجود كثيف داخلها للجيش والأمن و«الشبيحة».


وقال التليفزيون السورى فى بيان «استجابة لنداء الأهالى بدأت وحدات الجيش العربى السورى تنفيذ مهامها لإعادة الأمن إلى منطقة جسر الشغور والقرى المحيطة وإلقاء القبض على عدد من المسلحين».واتهم البيان «التنظيمات المسلحة بإضرام النار فى المحاصيل الزراعية فى المناطق المحيطة بجسر الشغور»، فيما قالت مجلة «الإيكونوميست» إن القوات السورية هى التى تشعل النيران فى محاصيل المتظاهرين، بينما قال شهود عيان إن الدبابات هى التى أشعلت النار فى المحاصيل، بينما أعلن التليفزيون الرسمى أن المسلحين هم من أضرموا النار فيها قبل تحرك الجيش.


فى الوقت نفسه، تظاهر عشرات آلاف السوريين فى عدة محافظات ومدن تلبية لدعوة النشطاء على «فيس بوك» للتظاهر فى «جمعة العشائر» لحشدها العشائر ضد النظام وحملة القمع بحق المتظاهرين، بينما واصل الجيش تحركاته فى مختلف المناطق الملتهبة مع استمرار قمع الاحتجاجات، وأفادت تقارير بانتشار قوات الأمن عناصر ومسلحين «شبيحة» بكثافة فى ريف دمشق ونصبت الحواجز الأمنية على مداخل حى دوما وحى حرستا.


ويقول نشطاء إن تحرك الجيش إلى جسر الشغور بدأ بعد تمرد فى القوات السورية، وبثت مواقع إلكترونية إعلان ضابط سورى برتبة مقدم ويدعى حسين هرموش، قوله إنه انشق بسبب «القتل الجماعى للمدنيين العزل ومداهمة الجيش للمدن والقرى»، داعياً رفاقه إلى الانضمام لصفوف المتظاهرين، كما أظهرت صور على الإنترنت أشخاصا بزى عسكرى يضربون ويركلون مجموعة مكبلة وملقاة على الأرض قرب حمص، جزاء المطالبة بالحرية، وذلك قبل أن يلتقطوا صورة جماعية فوق أجساد المحتجين.


وبدوره، قال الكاتب البريطانى روبرت فيسك، فى صحيفة «الإندبندنت» إن الثورة السورية بدأت تتحول إلى عصيان مسلح، فيما بدأ المتظاهرون المسالمون يحملون السلاح فى مواجهة «الشبيحة»، من المسلحين العلويين الشيعة الذين يقتلون ويعذبون المعارضين، وأضاف أنه حتى بين المؤيدين للأسد، ثمة دليل متزايد بأن الجنود أخذوا يثورون ضد قواته، كما تساءلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية عما إذا كانت الانتفاضة السورية تحولت إلى عصيان مسلح أم أن قوات النظام انقلبت ضد بعضها وقالت إنه عندما كثف النظام قمعه المعارضة بالذخائر والدبابات والمروحيات الهجومية كان من الطبيعى أن يكون هناك رد على هذه الهجمات.


فى الوقت نفسه، اتهم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان النظام السورى بارتكاب فظاعات ضد المتظاهرين وأكد أن «تركيا لا يمكن أن تقبل بحماة أخرى» فى إشارة إلى مجزرة حماة بحق الإخوان المسلمين فى 1982 والتى قتل فيها 20 ألف شخص، وقال إن دمشق لا تتعامل مع الوضع بصورة إنسانية، وأوضح أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السورى، هو الذى يقود ارتكاب تلك الفظاعات.


وأضاف أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع الأسد قبل 3 أيام، لكن كلام الرئيس السورى ينافى ما يجرى على أرض الواقع، وأن مجلس الأمن يبحث مشروع قرار لإدانة سوريا، ولا يمكننا الاستمرار فى دعمها وكان نحو3 آلاف قد فروا من جسر الشغور إلى الحدود التركية، خشية انتقام القوات السورية.


وبعد قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية إحالة ملف سوريا النووى إلى مجلس الأمن، بسبب مفاعل «دير الزور» الذى لم تعلن عنه دمشق ودمرته إسرائيل فى 2007، اعتبر البيت الأبيض والخارجية الأمريكية أن ذلك يمثل إجراء دوليا مهما للتمسك بقواعد عدم الانتشار النووى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية