بعد رحلة طويلة من ممارسة الفن والكتابة والشعر، ورحلته الفنية الخاصة في إيطاليا بدأت قبل عقدين من الزمان، احتفت الأوساط الثقافية والفنية في روما، الفنان الدكتور ناصر الجيلاني، الحامل للجنسيتين المصرية والإيطالية، رئيس جمعية دعم العلاقات العربية الأوروبية.
وشهدت صالة «آرت جاب» للفنون بمنطقة تراستيفيري في قلب العاصمة الإيطالية روما احتفالاً بـ«الجيلاني»، بمناسبة اختتام معرضه الاستعادي «عوالم معلقة» والذي يتضمن نماذج من أعماله التي أبدعها على مدى الأحد عشر عاماً الماضية، بمناسبة الانتهاء من إنجاز أول دراسة علمية إيطالية عن أعمال فنان مصري معاصر، للناقدة والباحثة نادية فييررو، التي خصصت بحثها لدرجة الماجستير عن أعمال ناصر الجيلاني، وتم إصدار كتيب بهذه المناسبة يتضمن ملخص الدراسة.
كفنان إيطالي من أصل مصري، يمارس «الجيلاني» الفن المعاصر من منظور أوروبي، لكنه يحتفظ خلف تلك الممارسة بمخزون من الشعر العربي، لذا فهو يجعل حضور الخط والشعر في خلفية لوحاته، محاولاً التوفيق بين الفنان وبين الشاعر في داخله، بحيث يطغى عليه الأداء التشكيلي الغربي، كما هو الحال في الحياة التي يعيشها على النمط الغربي، بينما يبقى فيها الخط والشعر مخزوناً ثقافياً مضمراً.
يقول «الجيلاني»: «أعيش في عالمين متوازيين، الأول هو عالم الشعر الذي تمثل فيه المرأة كائناً مثالياً يجب أن يضحي الرجل ليس فقط من أجل الفوز بمشاعرها وإنما من أجل أن يحيا تجربة الحب المطلق في ذاتها، والثاني هو عالم الرسم الذي توجد فيه المرأة كموديل يجسد كل الواقعية والشهوانية، وعندما أقوم بعمل لوحة أحاول أن أسير في منطقة بين العالمين، وبذلك تكون هذه الأعمال محاولة للتسامي عن العالم الواقعي لكنها مرتبطة به في الوقت نفسه».
يذكر أن معرض «عوالم معلقة» لاقى احتفاءً استثنائياً من النخبة الثقافية في إيطاليا، حيث زاره الكاتب ومؤسس ملتقى الثقافات رينو بيانكي، والدكتورة شيشيليا باوليني، نائبة رئيس جمعية دعم العلاقات الأوروبية العربية، والدكتورة روزانا بوديللي، ممثلة عن البحوث الجامعية، والخبير الإعلامي فابيو بيديتتي، والكاتبة الروائية فرانشيسكا بيللينو، وعميد الصحفيين الأجانب المعتمدين لدى الخارجية الإيطالية، مهدي نمر، والكاتبة الصحفية لوتشانا بورساتي، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، إلى جانب الدكتورة جيهان زكي، رئيس الأكاديمية المصرية للفنون بروما، وعدد من النقاد التشكيليين.