x

«المصري اليوم» في إيران: «روح الخومينى» تسيطر.. و«الزهد والبساطة» فى حضرة «الرئيس»

الجمعة 10-06-2011 17:53 | كتب: نشوي الحوفي |
تصوير : نشوي الحوفي

تسير فى شوارع طهران وتنظر لوجوه البشر، فتدرك أن أهم ما يميز الإنسان هو تلك الفطرة التى خلقنا الله عليها، لكن تفرقنا الأفكار والرؤى والأهداف.. يلح عليك السؤال كلما وقعت عيناك على وجه إيرانى يشبه ملامح مصرية، وتتساءل: هل يمكننا التلاقى مع إيران فى نقطة تتراجع عندها طموحات القوة والسيطرة والمد، فتأتينى الإجابة من داخلى وأنا أتذكر نظرية «مشاكل زيرو» التى أعلنتها تركيا منذ أن تولى وزير خارجيتها أحمد داوود أوغلو مهامه، والتى نجح عبرها فى إزالة الخلافات مع كل الدول التى ترتبط مع تركيا بعلاقات.

التقارب ممكن لكنه يحتاج رؤية وإرادة للتنفيذ.. وهكذا تتواصل رحلتنا فى «طهران» ونزور فى يومنا الثالث هناك بيت الإمام الملهم آية الله الخومينى، الذى توافقت ذكرى رحيله مع زيارتنا، ثم نخرج للقاء الرئيس أحمدى نجاد فى قصر الرئاسة.

فى بيت الإمام «روح الله»

لا أحد يجادل على مكانته ولا رؤاه ولا أفكاره التى لا تزال حية تحرك الإيرانيين ليومنا هذا، تملأ صور الإمام الخومينى شوارع طهران لا يفصل بين الصورة ومثيلتها أكثر من أمتار قليلة.

على أسوار الكبارى كتبوا له «السلام عليك يا روح الله»، وعلى مداخل المساجد وضعوا صوره ليكون فى استقبال الداخلين للصلاة، يتذكرونه فى حديثهم ومناقشاتهم للتدليل على صحة ما يعتقدون.. يتذكرون سيرته وكأنه أحد الأنبياء. يقولون لك هو من دعانا للعودة لطريق الأنبياء، بالطبع لا تستطيع هناك أن تجادل وتتحدث عن الكاريزما البشرية، لأن تلك أفكار العلمانيين الذين لا يؤمنون بالنفحة الروحية، كما يعتقدون، لكنك تؤمن بشىء واحد لا تجادلهم فيه بمجرد رؤيتك لبيت الإمام ومسجده ومتحفه، أن هذا الرجل عاش حياة الزاهدين غير الطامعين فى ثروة أو جاه وأنه لم يفعل سوى ما آمن به.

ما إن علمت بزيارتنا لبيت الإمام حتى انتابتنى مشاعر تقترب من فرحة طفلة برؤية شيء محبب لذاتها، فأن تقرأ عن الخومينى وسيرته فى الكتب وتستمع لوصف الكتاب له، غير أن تقترب من الرجل حتى لو كان الاقتراب عبر بعض مما تبقى منه.

سار بنا الأتوبيس فى طهران مخترقا شوارعها، متجها لمنطقة مرتفعة ذات طرقات ممهدة ضيقة، لكنها نظيفة للغاية يحفها الشجر من الجانبين وبها أكثر من حديقة تقترب لمسمى الغابة.

وصلنا لقمة الطريق الصاعد وتوقف الموكب وطلبوا منا النزول والسير إلى البيت لأنه ممنوع دخول السيارات فى تلك المنطقة التى تبدأ بحاجز أمنى يقف عليه حراس، نزلنا ورأينا أفواجاً من البشر يتحركون أمامنا فى طريق بيت الإمام.

بجوارى كانت تسير مريم، رئيسة قسم العلاقات العامة بهيئة الإذاعة والتليفزيون، ترتدى الشادور وتشرح لى: «هذه هى منطقة جماران، نحن الآن فى شمال طهران، (تلك منطقة يسكن بها القادرون لأنها ثرية منذ سنوات بعيدة).. هكذا بدأت مريم تشرح لى وأنا ألتقط الصور لبعض الرسامين الذين جلسوا فى مدخل الطريق بجوار سور حديقة كبيرة، يرسمون صوراً للإمام بأشكال مختلفة لمن يريد من الزائرين.

وأضافت مريم: «الإمام عاش هنا ومات هنا حتى المستشفى التى عولج به عندما مرض قبل وفاته بجوار بيته، أتعلمين أننى أحضر هنا كلما ضاقت بى الحياة أو أحسست برغبتى فى الاختلاء بذاتى.. هنا أشعر بالراحة».

نواصل سيرنا فى طريق ضيق تحفه من الجانبين صور الإمام فى مراحل مختلفة من حياته، منذ كان شاباً، وبجوار كل صورة شرح لسيرة الإمام بالفارسية، نصل لمدخل مقر الإمام، حيث يوجد بابان، أحدهما للسيدات والآخر للرجال.

نخضع للتفتيش الدقيق بما فينا «مريم»، ثم ندخل حيث الذكريات الخومينية، نسير فى ممر صاعد على يسارنا، تتواصل صور الخومينى فى مواقف عدة، منها نزوله من الطائرة عند عودته من باريس عقب اندلاع الثورة الإسلامية، وأخرى تجسد جنازته وكيف كان الناس يحملون نعشه.

بعدها نجد زحاماً شديداً للرجال على باب مسجد، يطلقون عليه هنا «الحسينية» أى الجامع الذى كان يصلى فيه الإمام ومعه رجال الثورة، هناك خطيب يخطب بالداخل، لكن مع الزحام لا يسمح للنساء بالدخول فيه، يقودوننا إلى حيث بيت الإمام الخومينى. تُرى كيف عاش هذا الرجل الذى أوقد نار ثورة هزت المنطقة، وغيرت معالمها عبر شرائط كاسيت كان يسجلها فى منفاه بباريس ويتم تسريبها لإيران سراً؟ يوسع لنا مرافقونا الطريق لندخل البيت مخترقين الزحام.

ندخل فنرى غرفة مرتفعة عن سطح الأرض بنحو خمسة أمتار، يغلقون بابها الزجاجى ليحافظوا عليها كما كانت أيام الإمام، نصل أمامها فنرى بداخلها أريكة بسيطة ووسادتين على الأرض، ومرآة على الحائط، وفى جانب من الغرفة التى لا تزيد مساحتها على 12 متراً، تجد صورتين مسندتين للحائط.

أسأل أحد مرافقينا عنهما، فيخبرنى أن إحداهما للإمام فى شبابه، أما الأخرى فللنبى محمد!.. أنظر له وأحبس كلماتى بين شفتى دونما تعليق، أتأمل الصورة فأجدها لشاب حلو الملامح بلا لحية يرتدى عمامة خضراء ورداء أخضر، أحاول التقاط الصور وتجنب انعكاس الزجاج عليها، لكن الزحام يحول بينى وبين مواصلة محاولاتى.

أستدير لأرى المكان من ارتفاعه، فأرى ممشى حديدياً، أسأل عنه فأعرف أن الإمام كان يسير عليه ليصل للحسينية للصلاة والاجتماع بأعوانه، يسترعى انتباهى مجموعة من البنات الصغيرات اللاتى لا تتجاوز أعمارهن الخامسة، يرتدين حجاباً لطيفاً على زى موحد لونه وردى، أسارع لالتقاط الصور لهن وأعرف أنها رحلة لحضانة بنات مع معلمتهن، يا الله.. حتى الأطفال يأتون هنا لبيت الإمام.

ما زال التزاحم شديداً على البيت والحسينية أمامه، يصحبنا مرافقونا لمبنى فى أسفل الحسينية، عرفنا أن به مركز ومؤسسة الحفاظ على تراث الإمام الخومينى، أدارها بعد وفاته ابنه الإمام أحمد الخومينى، وبعد وفاته يديرها الآن حسن الخومينى حفيد الإمام، الذى تمنيت رؤيته والحديث معه لكنه لم يكن موجوداً.

تستطيع فى هذا المركز رؤية العديد من الصور للإمام الخومينى، والكثير من الوثائق الخاصة به، مثل جوازات سفره وخطاباته ومؤلفاته بخط يده، حتى زجاجة العطر الذى كان يستخدمه لا تزال موجودة تحمل ماركة «كلووى» الفرنسية الشهيرة، يراودك الشعور وأنت تسير فى مقر الإمام بأن الرجل كان أشبه بـ«غاندى»، زاهد فى الحياة مؤمن برؤى، ولديه أهداف سعى لتحقيقها وفعل.

يطالبنا مرافقونا بإنهاء الزيارة للحاق بموعدنا مع الرئيس نجاد، نخرج وفى طريق العودة نلمح مكانا يوزع على الداخلين والخارجين أطباقا مغلفة بشكل نظيف بها فاكهة وعصير. يمازحنى رفيقنا فى الوفد مصطفى النجار قائلاً: «هذه هى الرحمة والنور على روح الإمام»، نشكر مرافقينا ونركب الأتوبيس تاركين الإمام الملهم، لنلتقى الرئيس نجاد.

فى حضرة الرئيس

المسافة بين بيت الإمام الخومينى وقصر الرئاسة حيث موعدنا مع الرئيس أحمدى نجاد، ليست طويلة، على عكس بقية المزارات التى كانت تلتهم الوقت، شعورى ونحن فى اتجاه القصر الرئاسى لا يقل إثارة عنه ونحن ذاهبون لبيت الإمام، فها نحن سنلتقى رئيس أكثر الدول تحدياً للغرب وسياساته، وأكثر الرؤساء إثارة للجدل منذ إعادة انتخابه مرة أخرى عام 2009، حينما أتهمه معارضوه من التيار الإصلاحى بتزوير الانتخابات لصالحه، لتعم مظاهرات عنيفة أرجاء إيران، بشكل كاد يطيح باستقرار الثورة الإسلامية وحكمها، لولا استخدامه أسلوب القمع الذى انتهى بدحض المظاهرات والمتظاهرين.

دخلنا بوابة القصور الرئاسية، تغير أسلوب مرافقينا بعض الشىء فباتوا أكثر توتراً وسرعة فى أداء مهامهم، وزعوا علينا كارنيهات خاصة بدخول قصر الرئاسة علقناها فى رقابنا غير التى منحونا إياها ليلة وصولنا.

نزلت من الأتوبيس أحمل حقيبة يدى وكاميرا التصوير وكاميرا فيديو صغيرة، لكننا وجدناهم يطلبون منا، وللمرة الأولى، ترك كل ما معنا حتى الهواتف المحمولة.

هباءً حاولت إثناء الأمن عن ترك الكاميرا، فرفضوا.. شرحت لهم أننى صحفية فأصروا على الرفض لإجراءات أمنية، قلت لهم إن فى بلادى لا يفعلون هذا من باب المقارنة، التى قد تجعلهم يرجعون عن رفضهم، فقال لى أحدهم بإنجليزية واضحة: «لا فى بلادكم يفعلون أكثر، وفى شرم الشيخ أثناء استقبال رئيسكم السابق لنا أجبرونى على خلع الحذاء».

صمت ودخلنا على مضض، تنتابنى مشاعر الخيبة فى التقاط صور لـ«نجاد»، البساطة والتقشف عنوانان بارزان يستقبلانك منذ عبور بوابة القصر الداخلية، فقط النظافة والتنسيق، دخلنا القاعة التى سنلتقى فيها الرئيس فوجدنا فى استقبالنا القائم بالأعمال المصرى السيد علاء، كانت تلك هى المرة الأولى التى نراه فيها رغم وجودنا فى طهران منذ يومين.

جلس الرجال فى الصف الأول من الجلسة، التى أخذت شكل مربع مفتوح الضلع الأخير، وما هى إلا دقائق حتى دخل الرئيس علينا بصحبة القائم بالأعمال الإيرانى فى القاهرة مجتبى أمانى، ورئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية السيد ضرغام.

سلم على الجميع عدا النساء كعادتهم ثم جلس، نظرة سريعة للرئيس أحمدى نجاد تؤكد لك أن الجميع هنا فى الحياة سواسية، ملبسه لا يختلف عن ملبس العاملين معه.. بدلة بسيطة، من دون الحرف الأول من اسمه، ودون رابطة عنق، كعادة الإيرانيين الذين يرون فى رابطة العنق مظهراً غربياً مرفوضاً، حذاؤه نظيف وبسيط.. من النهاية لا يعطيك مظهر أحمدى نجاد أى انطباع بأبهة الرئاسة ولا زهو المنصب.

بدأت الجلسة بكلمة السيد ضرغام فقال ما قاله مرة أخرى عن الثورة الإيرانية، وعلاقاتها بالثورة المصرية، وسعادتهم فى إيران بما فعلنا لنقضى على عملاء الصهيونية.

زاد من حنقى وغضبى كلمات بعض أعضاء الوفد المصرى، الذين زادوا من كلمات الترحيب والإشادة، وتوضيح حاجة مصر لإيران وخبراتها، وأننا بانتظاره كى يخطب فى قلب ميدان التحرير، وزاد الطين بلة حينما قام أحد أعضاء الوفد بالإصرار على تقبيل «نجاد»، مؤكداً له أنه رأى تلك الجلسة فى المنام قبل الحضور لإيران بسنوات وكيف أنه زعيم ملهم.

أتوقف هنا لشرح الصورة، التى لم أتمكن منها فى تقريرى الخبرى قبل أيام ، لأصف لكم مشاعر هزت كيانى.. هل تعرفون معنى أن تجد نفسك فجأة وكأنك مسؤول عن سمعة وطن وتاريخه وكرامته.. هكذا وجدت نفسى والأكثر أننى شعرت بأن مصر ليست أمى بل ابنتى التى أخشى عليها كسر الخاطر.

لم أكن يوما من المدافعين عن «مبارك» ونظامه، بل العكس هو الصحيح، لكن هنا فى مصر وليس فى إيران التى أؤمن بأهمية علاقتنا معها، لكن بندية واحترام، ومع شرحى وبعض زملائى لهم أن الحديث عن خصوصياتنا شأن يهمنا نحن، ومع إصرارهم على تكرار ذات الكلام، وجدتنى أفقد صبرى على الصمت ومهنيتى فى التغطية، لأتحدث بحدة موجهة حديثى لرئيس الدولة وليس من حوله، حتى نضع النقاط على الحروف.

وضعت وطنى فوق رأسى وتحدثت وقلت إن شأن «مبارك» يخصنا سواء أذاقنا المر أو منحنا الشهد، وهو حديث لم يأت من باب تشويه صورة إيران، كما قال البعض، لكن من باب وضع كرامة مصر وشأنها فى حدود لا يتخطاها الآخرون.. غضب الرئيس الإيرانى وضاقت عيناه ولاحظت نظرة الغضب المكتوم فى عيون مساعديه حوله، لكننى فعلت ما شعرت به.. وحانت لحظة حديث الرئيس أحمدى نجاد، فتحدث عن الروابط بين مصر وإيران والحضارة التى أوجدتها كل منهما فى الوقت الذى كان العالم فيه غارقاً فى الخلافات العرقية.

ثم عرج بالحديث عن رفض الهيمنة الغربية الساعية للسيطرة على مقدرات الشعوب، مشيراً إلى أن عدو مصر وإيران مشترك، وهو الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، التى وصفها بـ«اللقيطة» التى زُرعت فى قلب الأمة الإسلامية، وكيف أن هدفهم أن يعم التخلف فى بلادنا، للاستفادة من الخلافات بين شعوب المنطقة فى استنزاف ثرواتها ومصادر الطاقة بها.

وأضاف نجاد: «افتعلوا الهولوكوست ليزرعوا إسرائيل فى قلبنا، وافتعلوا هجمات 11 سبتمبر لتسيطر أمريكا على المنطقة، واليوم يغيرون لهجتهم ويقولون إنهم مع حرية الشعوب، وهم المستعمرون الحقيقيون. وأقسم بالله أنا العبد أحمدى نجاد مستعد أن أضحى بنفسى ألف مرة من أجل الشعب الفلسطينى».

وانتقل الرئيس نجاد فى حديثه للخومينى، الذى وصفه بأنه دعاهم للعودة لطريق الأنبياء، وكيف أنه كان إنساناً على الفطرة، ولم ينظر لجنسيته الإيرانية يوماً، ولم يفكر بطريقة طائفية أبداً.

وانتهى كلام الرئيس، وكنت أظن أنه سيسمح لنا بطرح الأسئلة، لكن لم يكن هناك مجال لذلك، ثم اصطحبونا لقاعة مجاورة لالتقاط صورة معه، ولم نحصل على نسخة منها حتى يومنا هذا، رغم طلبنا ذلك منهم، ثم ودعنا عند باب القاعة لنخرج من قصر الرئاسة.

فى وداع طهران

حانت ساعة ترك طهران التى تترك بداخلك إحساساً بالحنين، وقبل الرحيل التقيت أحد مواطنيها، ولا داعى لذكر اسمه - كما طلب - دار حديث طويل بيننا قال لى فيه إنه يسعى لأن يجتهد فى عمله ويؤدى ما عليه، إرضاءً لضميره، لكنه لا يرضى عن الطريقة التى تحكم بها بلاده.

قال لى بالنص: «يحزننى عندما أذهب لزيارة أى بلد فى العالم أن ينظر الناس لى على أننى إرهابى، ما إن يعرفون أننى إيرانى، حتى تتغير نظرتهم لى، لا أعرف لماذا نعادى العالم ولماذا يصر قادتنا هنا على الحكم على الناس بدرجة قربهم لله؟، الله بداخلى وليس لأحد أن يأخذ مكانه، عليك أن تحاسبنى على أساس المواطنة والسلوك لا التدين».

وأضاف: «نهاجم أمريكا ونتعامل بعملتها فى بلادنا بجوار الريال، نعلن كراهيتنا لأمريكا، ولدينا قناة متخصصة فى الأفلام الأمريكية المدبلجة بالفارسية، أليس هذا تناقضاً؟». هززت رأسى لمحدثى، مقدرة محنته الفكرية الباحثة عن «اليوتوبيا» أو المدينة الفاضلة التى أكد لى أنه لن ييأس فى البحث عنها، لأنها موجودة بداخل كل منا وتحقيقها صعب، لكنه ليس بمستحيل.

تركت محدثى وتوجهت لمطار الخومينى مرة أخرى، تواقة للعودة لمصر التى أبعدتنى عنها المسافات وانقطاع الاتصالات والأفكار التى تعيش هنا، وبداخلى فكرة تلح على خاطرى، هى أن العلاقة مع إيران ممكنة وضرورة تؤكدها الوقائع، لكن علينا كبشر فى الدولتين أن نضع المعايير، التى يمكن أن تقوم عليها تلك العلاقة أولاً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية