بدأت ليلى علوى مؤخرا تصوير دورها فى مسلسل «الشوارع الخلفية» المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للأديب عبدالرحمن الشرقاوى تدور أحداثها فى الثلاثينيات ويشاركها البطولة جمال سليمان. تجسد «ليلى» دور سعاد «الخياطة» التى تنجح بمجهودها فى أن تكون إحدى سيدات المجتمع الراقى بعد رحلة من العناء. اضطرت «ليلى» للاعتذار عن أكثر من مسلسل بسبب هذا العمل الذى يعد استكمالا للأعمال التاريخية الذى سبق أن شاركت فيها، منها «حديث الصباح والمساء»، و«بنت من شبرا»، وغيرهما من الأعمال، وحول تفاصيل المسلسل كان لنا معها هذا الحوار:
■ لماذا «الشوارع الخلفية» دوناً عن باقى الأعمال؟
- لأنه كان الأكثر جاهزية فى هذا التوقيت، وقد جاء بالصدفة البحتة دون أى ترتيبات مسبقة من خلال المنتج جمال العدل، ووجدت أن الرواية التى تدور أحداثها فى الثلاثينيات تضم أحداثاً كثيرة ملائمة مع هذا العصر الذى نعيش فيه، وهناك أيضا أحداث متشابهة تجمع بين ثورة 25 يناير وثورة 1952، كما وجدت أننى أستطيع أن أقدم شيئاً مختلفاً من خلال هذه الشخصية
■ وماذا تقصدين بالمختلف؟
- لا أقصد تحولاً تاماً فى الشخصية، ولكن هناك تفاصيل جديدة فى شخصية الخياطة التى أقدمها، وسنرى من خلالها قصة كفاح كبيرة فهى شخصية رفضت الاستسلام، ومقاومة للظروف بشكل دائم حتى تربى أولادها إلى أن تصبح سيدة مشهورة وتتعامل مع سيدات المجتمع الراقى، وقد أعجبنى فى الشخصية أنها متماسكة وعندما تحل عليها مصيبة لا تبكى لكنها تقاوم، وأنا بصراحة أميل إلى هذه النوعية من الشخصيات لأننى أحب التفاؤل وأكره الضعف، وأعتقد أن هذه الأدوار دائما ما تترك بصمات إيجابية فى الحياة.
■ وكيف كان تحضيرك لهذه الشخصية؟
- بصراحة الشخصية أخذت منى وقتاً طويلاً لأرى إذا كنت سأقدم هذه الشخصية أم لا، وهل تليق بى أم لا، وقد استغرقتنى طويلا حتى أصل إليها من خلال القراءة المتعددة والمناقشة مع السينارست والمخرج. لأن هناك شخصيات نرتبط بها سريعا وشخصيات أخرى تحتاج إلى فهم عميق وننظر لها بشكل جيد حتى نصل إليها، وبشكل عام لا أنكر أننى أحب الشخصيات التاريخية بداية من «يا مهلبية، والحرافيش، وحديث الصباح والمساء، وبنت من شبرا وغيرها».. لأن هذه الشخصيات تحتاج إلى قراءة متعمقة فى التاريخ وربط بين زمنها والزمن الحالى.
■ ولكن هذه الرواية سبق أن قدمت فى السينما والمسرح والإذاعة؟
- هذا حقيقى وهى رواية معروفة، ولكن هناك كثيرين لم يشاهدوا هذه الأعمال أو لا يتذكروها، كما أن مدحت العدل يقدمها فى التليفزيون هذه المرة بشكل مختلف، ويعتمد على أوجه الربط بين ثورة 25 يناير، وثورة 1953 لنؤكد مقولة إن التاريخ يعيد نفسه، ورغم ذلك لا أنكر أن الترابط الاجتماعى عام 1953 كان أقوى من الآن وهذا ما نفتقده فى وقتنا هذا، ولكن هذه الروح تواجدت فجأة فى الميدان أثناء الثورة، وهذا ما يؤكد أن الشعب المصرى فى الأزمات أو الظلم يترابط ويتفاعل بشكل تلقائى، خاصة إذا كانت هذه المشكلات تخص الوطن.
■ وهل ترين أن الثورة قد تغير من أخلاق المواطن؟
- لابد لكل فرد منا أن يكون أميناً على نفسه وحريصا على كرامته فى عمله، وأن يعلو بمستوى الأخلاق خاصة أن المصريين معروفون بشهامتهم ونخوتهم. كما أننا لن نتحول إلى مجتمع منتج وصالح إلا بهذه الصفات، ويجب على كل مواطن أن يحاسب نفسه باستمرار على أفعاله، وأن يعرف واجباته حتى يطلب حقوقه، والحقيقة أن هناك من يقول إن أخلاقه قبل الثورة ستكون مختلفة عما بعد الثورة، ولكنى طوال الوقت أرى نفسى مواطنة صالحة سواء قبل الثورة أو بعدها، ولكن المشكلة تكمن فيمن حولك لأننا تقريبا قد تحدثنا فى كل المشكلات قبل الثورة.
■ وفى رأيك كيف يحدث التغيير؟
- أرى أن التعليم من أهم الأولويات الآن، وحتى توفر الأسر ذلك لأولادهم لابد أن تعاد هيكلة الأجور بالكامل حتى يتوافر الحد الأدنى من المعيشة الجيدة للمواطن حتى يوفر لأبنائه عيشة كريمة، ويكون ذلك فى إطار قانون عادل وسليم.
■ وما رد فعلك عما يحدث الآن فى مصر؟
- أنا متفائلة بطبعى، وأؤكد لك أن الكرة الآن فى يد الشعب نفسه لأن مصر تكون أفضل بنا وستكون أسوأ أيضا بنا، وعن نفسى سأظل أعمل من أجل أن تكون أفضل، ويجب على كل مواطن أن يفعل ما عليه، وأن نترك الكلام ونتجه للأفعال، وأعتقد أن كل شخص منا لديه واجب ليفعله، بداية من واجبه تجاه بيته إلى واجبه تجاه وطنه.
■ وهل قبلت تخفيض أجرك فى هذا العمل بسبب الظروف التى تمر بها الصناعة؟
- لست أفضل من أحد حتى أرفض ذلك. فمن البداية عندما تحدث معى المنتج جمال العدل عن المسلسل وأكد لى أن جميع العاملين سيقومون بتخفيض أجورهم لم أتردد إطلاقاً، وقلت له «ما سيطبق عليهم يطبق علىّ أيضا دون نقاش»، وهذا لا يعنى أن الفلوس ليست مهمة بالنسبة لى، ولكن نحن لا نعمل من أجل الأموال فقط، وأتذكر أيام حرب الخليج لم يكن هناك فيلم يعرض سوى «يا مهلبية»، وهو من إنتاجى لأننا فى النهاية لابد أن نساند الصناعة بشكل عام، وفى «الشوارع الخلفية» تحمست له بسبب حماس الشركة المنتجة لأنها قررت تقديمه رغم ظروف التسويق الصعبة التى تمر بها الصناعة، وقررت أن أتضامن معها حتى لا نرضخ لهذه الظروف، وأن نعمل حتى نتغلب عليها، وأؤكد أننى حزنت للغاية بسبب توقف بعض المسلسلات بعد الثورة رغم تصوير مشاهد منها، وأرى أن ذلك سيكون له تأثير سلبى على الصناعة وعلى الاقتصاد المصرى بشكل عام.
■ ولكن الصناعة تمر بمرحلة غامضة!
- دائما ما يقال بأن رأس المال «جبان»، ولكن الآن يجب ألا نخاف، ولابد أن نكون إيجابيين لأن هذه الصناعة مصدر رزق آلاف من العاملين ليست لديهم مهنة أخرى يعتمدون عليها. لذا فلابد أن نتعامل معها جميعا بإيجابية ونتحمل كل المخاطر الممكنة، ونعمل بإخلاص وبأقصى مجهود حتى نخرج من هذا المأزق.
■ ولماذا اعتذرت عن عملين بعد الثورة؟
- العمل الأول كان يكتبه السينارست محمد رفعت، وقد تجمد المشروع بعد الثورة بسبب ضيق الوقت، وظروف التصوير، أما العمل الآخر فهو مسلسل «شجرة الدر»، وقد اعتذرت عنه لأنه يحتاج إلى وقت طويل فى التصوير، ويحتاج إلى السفر لبعض الدول، ما مسلسل «روزا اليوسف» فقد اعتذرت عنه أيضا لأن السيناريو لم يكن جاهزاً، بالإضافة لعدم وجود مخرج للعمل.
■ ولماذا قبلت عملاً جماعياً مرة أخرى بعد أن قدمت بطولات فردية خلال الأعوام السابقة؟
- أعتقد أن أزمة العمل الجماعى تتمثل فى التكلفة الزائدة على المنتج فقط، ولا تمثل بالنسبة لى أى مشكلة، وقد بدأت مشوارى بأعمال جماعية مثل «البؤساء» ثم توالت الأعمال فى «حب البنات» و«يا دنيا يا غرامى» و«حديث الصباح والمساء»، والعديد من الأعمال الجماعية الأخرى لأننى لا أنظر للعمل إطلاقا إذا كان بطولة جماعية أو فردية، ولكنى أبحث عن العمل الجيد والدور الذى يضيف لى سواء فى التليفزيون أو السينما، وقد بدأت منذ فترة فى تقديم عمل جماعى كل عشر سنوات.
■ باعتبارك أحد أعضاء مجلس إدارة غرفة صناعة السينما.. كيف تفسرين توقف الإنتاج السينمائى الآن؟
- غير متفائلة بوضع السينما الآن، وفى الوقت نفسه لا أستطيع أن أجزم بتحديد دور الغرفة فى ذلك لأن تخفيض الإنتاج مرتبط الآن بضعف التسويق، لأن الجمهور لم يعد يذهب للسينما كما كان بسبب الحالة النفسية وظروف المعيشة، بالإضافة إلى الوضع الأمنى وأعتقد أنها ظروف انتقالية مرتبطة بالوضع الذى نعيشه، وهناك العديد من المشروعات المؤجلة لأن كل فرد يحتاج أن يفكر مليون مرة قبل أن يقدم أى عمل جديد، لذا أعتقد أن صناع السينما يحصلون الآن على «بريك» لينظموا أنفسهم، ويعرفوا راسهم من رجليهم قبل خوض أى تجربة.