x

«حماية الوثائق والآثار» فى مؤتمر دولى بمكتبة الإسكندرية

الخميس 28-02-2019 21:22 | كتب: ماهر حسن, ناصر الشرقاوي |
الجلسة الافتتاحية الجلسة الافتتاحية تصوير : اخبار

«من الحجر إلى الورق ومن الورق إلى الرقمنة: ما هى وسائل حماية التراث؟» كان هذا عنوان المؤتمر الدولى الذى نظمته جامعة سنجور بالإسكندرية بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية والمعهد الفرنسى واستمرت على مدى ستة أيام، وقد احتضنت مكتبة الإسكندرية الجلسة الافتتاحية فى قاعة الاطلاع الرئيسية بالمكتبة، وتحدث فيه الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور تييرى فردل، المدير التنفيذى لجامعة سنجور، والدكتور لوران بافيه، مدير المعهد الفرنسى لدراسات الآثار الشرقية.

وفى هذه الجلسة عرض فيلمان تسجيليان عن الفنون والآثار والوثائق العربية والشرقية والأفريقية، ثم ألقت الدكتورة بنيدكت سافوى، أستاذة تاريخ الفن فى الكوليدج دى فرانس، محاضرة مطولة ومفصلة بعنوان: «مستقبل الماضى: تاريخ المجموعات ومستقبل الرقمنة فى أفريقيا ومتاحف أوروبا» وقد أعقبتها مداخلات وأسئلة من الحاضرين ثم كان الفيلم التسجيلى عن وجوه الفيوم. وكان الهم العام والرئيسى لهذا المؤتمر الدولى هو العرض للوثائق والآثار المنهوبة وكيفية الحفاظ على كنوز الوثائق والقطع الأثرية برقمنتها حماية لها من أضرار النزاعات والحروب والأفكار الرجعية ثم توثيقها رقميا.

وفى افتتاح الجلسة رحبت السفيرة فاطمة الزهراء عتمان، مستشارة الدكتور مصطفى الفقى، بالحاضرين، وعظمت من شأن هذا المؤتمر وأهميته وتنوع الخبرات فيه، وأكدت ضرورة استثمار وتفعيل كل ما سيطرح من أوراق علمية وبحثية فى هذا المؤتمر سعيا للحفاظ على التراث وحمايته، خاصة أن الأثر العالمى وبالأخص العربى تضرر جراء النزاعات والحروب والسطو وعدم جودة الحفظ وأنه يتعين رقمنة هذا التراث، لافتة إلى أن مكتبة الإسكندرية فعلت الشىء الكثير وأن هناك مسؤولية تقع على المراكز البحثية التى يربطها تعاون مع المكتبة، مضيفة أن الموقع الإلكترونى للمكتبة شاهد على دورها وجهدها فى هذا السياق. وأعرب الدكتور مصطفى الفقى عن سعادته باستقبال واستضافة الجلسة الافتتاحية، وقال إن قضية جمع التراث والحفاظ عليه تمثل هماً رئيسياً كما أنها تلعب دورا جوهريا وكبيرا فى تقديم هذا التراث للأجيال الجديدة والقادمة بشكل عصرى، فالمكتبة ليست حاوية للكتب ولكنها حافظة للتراث.

أضاف أن المكتبة لديها أكثر من مركز تستهدف بشكل أساسى الحفاظ على التراث سواء الفرعونى أو البحر متوسطى، متابعا: «قضية مصر التاريخية هى أنها بلد تراث، فنحن أغنى بلد فى العالم لدينا تراث قديم».

من جانبه، قال تييرى فرديل، رئيس جامعة سنجور، إنه يعيش فى مصر منذ فترة وقام بالعديد من الدراسات فى أماكن مختلفة ورأى أماكن تراثية وأثرية كثيرة فى القاهرة. وأضاف: «دعونى أركز على جملة مهمة هى أن الأحجار بمثابة أشخاص تتكلم عن الماضى، فمثلا يمكننا أن نتذكر شامبليون ودوره فى الكشف عن الحضارة المصرية القديمة من خلال فك رموز اللغة».

وتابع: «أستطيع أن أقول إن مكتبة الإسكندية لها دور كبير فى الحفاظ على التراث وكذلك المكتبة القديمة التى احترقت كان لها دور كبير».

فيما تحدث الدكتور لوران بافيه، مدير العهد الفرنسى، عن دور المعهد الفرنسى لدراسات الآثار الشرقية، وما يقوم به فى إطار الحفاظ على التراث والآثار المصرية، مشيرا إلى أن هناك دورا كبيرا للمعهد فى الحفاظ على التراث المصرى. وقال: «نحن لدينا دور أيضا فى الحفاظ على كل ما له علاقة بالفنون والأصالة، ويعتبر المركز رائدا بشكل كبير فى هذا المجال، متابعا: «سنقوم فى الفترة المقبلة بعقد عدة مؤتمرات لتسليط الضوء على أنشطة المعهد وجهوده فى الحفاظ على التراث فى مصر». وتحدث عن ضرورة الحفاظ والتوثيق والرقمنة والنشر، خاصة فى ظل تحديات كبيرة، «وسننظم عددا من المؤتمرات لنعرض لما أنجزناه وما نحن مقدمون عليه من مشاريع للتوثيق الرقمى، وننتظر مبادرات محلية ودولية لأن مبادرات كهذه من شأنها أن تعيننا على الحفاظ على ذاكرة الأمم الغنية بتراثها».

فيما تحدثت الدكتورة بينديكت سافوى من الكوليدج دو فرانس عن مكتبة الإسكندرية والتى ما إن ذكر اسمها حتى استشعرت جرحا أوروبيا، وأشارت إلى أهمية مشروع الرقمنة «وأن لدينا الكثير من الأعمال البارزة التى يمكن مشاهدتها فى المتاحف يمكن تحويلها لرقميات»، واستعرضت سافوى نحو أربعة أفلام روائية متعددة الجنسيات تعرض ضمنا فى سياق أحداثها تعرّض الكثير من آثار الشرق وأفريقيا للنهب، وتحدثت عن كنز الوثائق الأفريقية والآثار التى تعرضت للنهب ومنها آثار مصرية. وعلى مدى أيام المؤتمر عقدت جامعة سنجور فى الإسكندرية الكثير من الجلسات البحثية والنقاشية التى تدور حول الموضوع الرئيسى، ومن هذه الجلسات محاضرة مصحوبة بعرض فيديو لمجموعة من الصور والوثائق التى تخص رئيس البرلمان الراحل الدكتور صوفى أبوطالب والتى تعد سردا بصريا ومقروءا لأكثر من ثلاثين سنة لتاريخ مصر السياسى من خلال ذكريات وعلاقات ومهام هذا الرجل، وقد ألقى هذه المحاضرة الدكتور عبدالرزاق النجار، الأستاذ بكلية إدارة الأعمال الدولية.

ماهر حسن وناصر الشرقاوى

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية