x

نتائج التحليل: ملح «الإسكندرية» لا يصلح إلا لـ«دباغة الجلود».. وأملاح «سيوة» نقية ١٠٠٪

الخميس 28-02-2019 00:33 | كتب: سحر المليجي, غادة محمد الشريف |
واحة سيوة واحة سيوة تصوير : غادة محمد الشريف

589.6 كيلو متر، المسافة الفاصلة بين الإسكندرية وسيوة، لكن تحمل فى طياتها مسافة أبعد كثيرا فى جودة منتج مصرى، يدخل فى طعام كل المصريين، ويمكن أن يتحول إلى ثروة قومية كبيرة تدخل فى صناعات طبية.

«المصرى اليوم»، حصلت على عينة ملح من ملاحات الإسكندرية، المستخدم فى إنتاج ملح الطعام، وعينة من بحيرة أغورمى الوسطى بواحة سيوة، وتوجهت بها إلى المركز المصرى للنانوتكنولوجى بجامعة القاهرة، فرع الشيخ زايد، لكشف محتويات خام ملح «كلوريد الصوديوم » فى كلا الموقعين، تحت إشراف الدكتور جهاد جنيدى، المدير التنفيذى للمركز، والدكتور سامح سالم، الباحث فى تقنية النانوتكنولوجى، وكانت النتيجة صادمة، حيث أكد التحليل نقاء ملح سيوة بدرجة 100%، واحتواء الملح على نانو معدن الهاليت، وهو المعدن المكون لملح الطعام «كلوريد الصوديوم»، والخالى تماما من أى شوائب، والذى يمكن استخدامه كثروة قومية فى مجال الصناعات الطبية، فضلا عن جودته العالية كملح طعام.

فيما كشفت التحاليل عن احتواء عينة ملح الإسكندرية على نسبة ضئيلة جدا من ملح كلوريد الصوديوم «ملح الطعام»، كما تضم العديد من المواد الضارة والشوائب وبنسبة كبيرة، أخطرها الزرنيخ والذى تصل نسبته إلى 8%.

و تضم المواد فى ملح ملاحات الإسكندرية أكسجين بنسبة 35.2%، وكالسيوم بنسبة 21.6%، وفوسفات بنسبة 10%، وماغنيسيوم 8.4%، وزرنيخ بنسبة 8%، وكلورين 7.6% وسيلكون 7.4%، فيما انخفضت نسبة ثانى أكسيد الكربون، والتى وصلت إلى 0.2%، وأكسيد ألومنيوم بنسبة 0.6%، وصوديوم 0.2%، وكربون 0.1% ولانثينوم 0.8%، وأكد التحليل عدم وجود فلورين وبوتاسيوم.

وأوصى مركز النانوتكنولوجى، باستخدام ملح سيوة وتحويله إلى مشروع قومى، إذ يمكن بسهولة استخدامه فى الصناعات التى تحتاج ملحا بدرجة نقاء عالية، وبصفة خاصة الصناعات الطبية، بينما ملح الإسكندرية يحتاج إلى كثير من عمليات التنقية للتخلص من الشوائب والعناصر الضارة، والتى تحتاج إلى ثروة مالية هائلة.

الدكتور سامح سالم، الباحث فى النانوتكنولوجى، قال إن استخدام ملح ملاحات الإسكندرية دون إجراء عمليات تنقية دقيقة، يتسبب فى الإصابة بالفشل الكلوى والأمراض الجلدية، ويزيد من احتمالات الإصابة بأمراض السرطان، بسبب المواد الضارة التى يحتوى عليها، مؤكدا أن نسبة نقاء ملح سيوة أعلى من كل الأملاح المستخرجة من الملاحات المصرية من مياه البحر المتوسط أو البحر الأحمر أو بحيرة قارون، مطالبا الدولة بالتدخل وإنقاذ خام الملح النقى من تصديره كمادة خام إلى أوروبا وعمل صناعات طبية مهمة اعتمادا على ملح سيوة.

الدكتور فهيم شلتوت، أستاذ جودة الأغذية بجامعة بنها، يقول إن نتيجة التحليل أثبتت نقاء ملح سيوة بنسبة 100%، بينما تعانى ملاحات الإسكندرية من التلوث، حيث طالتها ملوثات الصرف الصحى والصرف الصناعى، مؤكدا أن الملح فى صورته التى كشف عنها التحليل لا يصلح إلا لدباغة الجلود، أما فى حالة استخدامه كملح طعام فلابد من تنقيته، تنقية عالية، لأن حالة تناوله دون تنقية يصيب الإنسان بأمراض الفشل الكلوى والالتهابات الجلدية الخطيرة.

وأضاف أن خطورة المواد الضارة والشوائب التى كشف عنها تحليل عينة ملح ملاحات الإسكندرية، تكمن فى كونها لا تنكسر بحرارة طهى الطعام، الأمر الذى يجعلها ضارة على الكبد وتسبب السرطانات وتشوه الأجنة وتكون حصوات الكلى، فضلا عن تأثيرها على ذكاء الأطفال وإضعاف مناعتهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية