لم يتصور أن خروجه من المعتقل سيكون سببا فى تعاسته، حيث انقطع راتبه منذ خروجه من المعتقل بعد 18 عاما قضاها فى سجون طرة وأبو زعبل ووادى النطرون والفيوم وغيرها على خلفية انتمائه لجماعة الجهاد الإسلامى، ورغم حصوله على البراءة فإنه ظل معتقلا طيلة هذه السنوات، بل استطاع أن يحصل على حكم قضائى باستمرار صرف راتبه من وزارة التربية والتعليم طوال فترة اعتقاله.
سيد الأنجر أحد أشهر السجناء السياسيين خرج من المعتقل بعد الثورة، لكنه فوجئ بمنع راتبه بأمر من مديرية التربية والتعليم فى الشرقية، حيث طالبته المديرية بتقديم أى مستندات تفيد باعتقاله طوال هذه السنوات، رغم أنها كانت تصرف راتبه كمعتقل سياسى. الأنجر توجه إلى الداخلية للحصول على شهادة تثبت اعتقاله، ولكن حل أمن الدولة وحرق الملفات أرجأ الحصول على الشهادة إلى ما بعد عودة جهاز الأمن الوطنى إلى العمل بصورة طبيعية.. ويروى: أتسول منذ خروجى من المعتقل قبل 4 أشهر، وحاول مسؤولو المديرية حل مشكلتى من خلال إجازة اعتيادية، على أثرها يتم صرف راتبى، وبعد موافقتى لم أحصل على راتبى حتى هذه اللحظة.
لم يعد أمام الأنجر سوى خيارين، الأول هو الطريق السلمى للمطالبة بعودة صرف راتبه والحصول على كل مستحقاته المالية، والثانى: «أرجع المعتقل لو كان الحصول على مرتبى مش هيتم إلا بالطريقة دى».